الشأن الأجنبي

زعيم المعارضة الفنزويلي جوايدو بحاجه لإثبات جدارته للولايات المتحدة

تحت العنوان “رهان قتل الملكة”، كتب إيجور بشينيتشنيكوف، في “إزفستيا”، حول حاجة خوان جوايدو إلى إثبات أنه جدير بثقة الولايات المتحدة بعد عودته إلى فنزويلا.

وجاء في المقال: كتب الصحافة الأوروبية بصراحة أن جوايدو والولايات المتحدة الأمريكية أضاعا فرصة الإطاحة بمادورو.

وها هي الولايات المتحدة تمنح زعيم المعارضة فرصة أخرى، وتقوم بالخطوة التالية: الاثنين، عاد “الرئيس المؤقت” إلى فنزويلا بعد جولة في أمريكا اللاتينية لتبرير “الثقة العالية التي مُنح إياها”. وقد أحاط الأمريكيون عودة جوايدو إلى البلاد بضجة إعلامية كبيرة، كما لو أنه يواجه “خطرا حقيقيا” بعودته إلى وطنه.

إلا أن السلطات الفنزويلية لم تعتقل خوان جوايدو في مطار كاراكاس الدولي، متجنبة منح الولايات المتحدة الذريعة التي كانت تنتظرها.

إنما الأهم من ذلك، هو أن عودة جوايدو إلى البلاد تمت على خلفية معلومات حساسة للغاية حول جوهر محادثاته مع نائب رئيس الولايات المتحدة، مايك بينس، والتي نشرتها مؤخرا البوابة الأرجنتينية Lapoliticaonline.com . فالمقال يشير إلى أن نائب رئيس الولايات المتحدة أعطى جوايدو محاضرة شخّص فيها بقسوة الأخطاء التي ارتكبها الأخير “خلال هجومه على نظام التشافيزيين”، محملا إياه مسؤولية فشل الانقلاب في عزل الرئيس مادورو.

يُستبعد أن يكون المقال ظهر بالصدفة، بل يُرجح أن يكون “تسريبا”، رتبته الولايات المتحدة. يبدو أن إدارة ترامب أدركت أنها أخطأت في (اختيار) جوايدو، الذي تبين أنه غير قادر على قيادة الناس بطريقة تؤدي إلى سقوط مادورو.

ولذلك، فإن جوايدو الآن قادر على خدمة الولايات المتحدة في أمر واحد فقط: يمكن للولايات المتحدة تصفيته واتهام مادورو بذلك، ما يشكل ذريعة استثنائية لزيادة حادة في الضغط على فنزويلا وحتى للتدخل العسكري، الذي لم تسقطه الولايات المتحدة كخيار.

الآن، على جوايدو استعادة المبادرة من مادورو. ينتظرون منه إجراءات ملموسة تؤدي إلى سقوط حكومة فنزويلا الشرعية. فقد كتبت El País الإسبانية، التي يصعب الشك في تعاطفها مع مادورو: “بعد شهر ونصف تقريباً من إعلان السياسي الفنزويلي الشاب نفسه قائما بأعمال الرئيس، تراجعت حدة المواجهة، وتتزايد المخاوف في أوساط المعارضة من أن هذه العملية ستنتهي إلى لا شيء. “الأفق مسدود” هذه هي العبارة الأكثر تكرارا في الحديث حول الوضع في فنزويلا”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى