عالمنا الآن

اضطراب نقص الطبيعة مرض يُهدد صحة الأطفال

يعاني الآباء من قلة تواصل الأطفال مع الطبيعة الأم، ويؤذيهم مشهد جلوس أجسامهم الصغيرة أمام شاشات وألعاب فيديو تسيطر على الجزء الأطول من نهارهم، لكن يمكن ببعض التخطيط والتنسيق بين البيت والمدرسة، أن تعود هذه الصلة إلى حالتها المفترضة، ومعها مكافحة اضطراب نقص الطبيعة.

نسمع كثيراً من الأهالي يشتكون: «طفلي يعاني من أعراض مشابهة لمرض التوحد، طفلي يعاني من الخمول، من السمنة، من ضعف التركيز!».

تدفع الكثير من الأعراض الأهل لمراجعة المراكز الصحية؛ بحثاً عن حلول لطفل لم يختلط بأحد حتى يتلقَّى عدوى، بالعكس كل ما يفعله هو اللعب بالموبايل أو وسائل التكنولوجيا الحديثة.

وهنا تأتي النصيحة الوحيدة والأهم، التي نسمعها مراراً وتكراراً، دون أن نعي آلية تطبيقها: لا بد من ممارسة نشاطات اجتماعية شخصية وأسرية، بعيداً عن وسائل التكنولوجيا.

والسؤال هنا: أين يمكن أن أمارس الأنشطة المختلفة مع طفلي وأسرتي، ومتى وكيف وما هذه الأنشطة؟ هل توجد خطة يمكن اعتمادها، أو دليل يساعدني ويرشدني؟ هل هناك أُمّ مثلي أو أسرة تعيش نفس الحالة؟

شبكة الأطفال والطبيعة توصلت إلى آلية عالمية

يعزو الصحافي والكاتب الأميركي Richard Louv في كتابه الصادر عام 2005 «آخر طفل في الغابة.. أنقذوا أطفالنا من اضطراب نقص الطبيعة» الأعراضَ التي نلاحظها على أطفالنا، بأنها نتيجة لاضطراب نقص الطبيعة، وهو مرض اجتماعي تربوي ناتج عن غربة أطفالنا عن الطبيعة.

تَشارَك لوف في عام 2005 مع خبراء مختصين، واستشاريي بيئة في تأسيس شبكة الأطفال والطبيعة «Children & Nature Network»، وهي منظمة غير ربحية تهتم بنشر ودعم ثقافة ارتباط الأطفال بالطبيعة، والعمل عليها؛ سواء كشخص منفرد أو أسرة أو منظمة أو المجتمع ككل.

ترحب الشبكة بمشاركة التجارب على موقعها، كما أنها تعمل على تدريب القادة الشباب الملهمين ليكونوا رواداً للارتباط مع الطبيعة في مجتمعهم، بتنظيم دورات تدريبية، سواء محلية أو عن بعد، مع تأمين فرصة التواصل مع نظير من الملهمين القادة، في حال لم تستطع القدوم إلى مكان التدريب.

تركز برامج تدريب القادة الشباب على المهارات الأساسية اللازمة لأداء دور قيادي بشكل أمثل، كتعليم مهارات التنظيم المجتمعي والخطابة العامة، والقيادة ضمن الطبيعة، وتنظيم الفعاليات. يمكنك مراسلة المنظمة للانضمام لبرنامج تدريب القادة الملهمين بإدخال بياناتك هنا.

لا تقلق لن تعمل وحدك أو بشكل عشوائي

أولاً.. البداية من الأسرة

أنت الآن مقتنع بضرورة العمل على ربط طفلك بالطبيعة، وممارسة أنشطة عائلية في أيام الإجازات والعطل، ولكن من أين تبدأ؟

تؤمِّن منظمة الأطفال والطبيعة أدلةً توجيهيةً لكل من الأسرة والقادة الملهمين والمدرسين والمدارس والمنظمات والمجتمعات المهتمة بالانضمام لقائمة العاملين والداعمين والمشجعين للارتباط بالطبيعة، بحيث تشرح كيف يمكنك تحقيق ذلك بشكل منهجي، وما هي الأدوات التي يمكن أن تستخدمها، وما هي البرامج التي يمكن أن تعتمد عليها كخطة لتحقيق الهدف المطلوب.

كما أنها توفر مكتبة بحثية تحتوي على مئات المقالات المتعلقة بالطبيعة، كما ترحب بنشر المقالات الهادفة المختصة بمجال عملها، وذلك بعد أن تخضع للمراجعة والتحكيم.

 ثانياً.. للمدرسة الدور الأكبر في مقاومة اضطراب نقص الطبيعة

توفر منظمة الأطفال والطبيعة بأن للمدارس الدور الأكبر في تحقيق ارتباط التلاميذ بالطبيعة.

فحين تكون ساحات المدارس خضراء، يوفر هذا للطلاب والمعلمين وأولياء الأمور وأفراد المجتمع المحلي ساحة للعب والتعلم والاستكشاف والنمو الصحي والسليم.

وتعرف المنظمة المدرسة الخضراء بأنها تلك التي تحتوي على الفصول الدراسية في الهواء الطلق، والحدائق المحلية ومجمعات مياه الأمطار ومعدات اللعب التقليدية ومناطق اللعب الطبيعية وحدائق الخضراوات وأقنية بسيطة للري وأشجار، وأكثر من ذلك.

تؤمّن المنظمة هيئة لتقديم الخدمات الاستشارية للمدارس، التي ترغب في أن تنضم لقائمة المدارس الخضراء.

تنظم «الأطفال والطبيعة» يوماً دراسياً عالمياً للتعلم في الهواء الطلق Outdoor Classroom Day. وهو عبارة عن حملة عالمية للاحتفال والتعلم واللعب في الهواء الطلق. في هذا اليوم تقدم آلاف المدارس حول العالم الدروسَ في الهواء الطلق، وتعطي الأولوية لوقت اللعب.

وفي عام 2017، شارك في فعاليات اليوم أكثر من مليوني طفل في أكثر من 100 دولة. يحسّن التعليم في الهواء الطلق صحة الأطفال، ويُشركهم في التعلم، وينتج عنه اتصال أكبر بالطبيعة.

اللعب لا يعلم فقط المهارات الحياتية الحيوية مثل المرونة والعمل الجماعي والإبداع، بل هو أساسي ليتمتع الطفل بطفولته.

وفي عام 2018 بلغ عدد الأطفال المشاركين حتى يومنا هذا 2072830، وعدد المدارس المشاركة حول العالم 20745 مدرسة.

 من السهل المشاركة.. والدعوة مفتوحة ومجانية

  •       إذا كنت أستاذاً حديث التجربة حول التعلم في الهواء الطلق، فلماذا لا تجرب Outdoor Classroom Day؟
  •       إذا جربت هذا اليوم بالفعل، فيمكنك أن تحتفل به، وتلهم المدرسين الآخرين في محيطك، وفي جميع أنحاء العالم للانضمام وخوض التجربة في أحضان الطبيعة.
  •       أما إذا كنت من أولياء الأمور، فتحدث إلى مدرسة طفلك حول أهمية التعلم في الهواء الطلق واللعب، وشجعها على المشاركة. فكّر في كيفية قضاء المزيد من الوقت في الهواء الطلق كعائلة أيضاً، وكيف يمكنك إلهام الآباء الآخرين على فعل الشيء نفسه.

تعرض المنظمة أماكن الحملات الشعبية والنوادي الأسرية والقادة الشباب والمنظمات الفعالة معها على خريطة على الموقع للتشبيك بين أعضائها، بحيث يسهل التواصل بين الأفراد والنوادي والمؤسسات.

وفي حال كنت عضواً في مبادرة شبابية تهتم بالطبيعة وربط الأطفال أو المجتمع بالطبيعة، يمكنك التواصل مع المنظمة ورفع موقع مبادرتكم على شبكتها. فعلى سبيل المثال تبين الشبكة وجوداً للمنظمة في كل من مصر والسعودية.

وهذه هي فوائد اللعب في الطبيعة

جدير بالذكر أن الكاتب لوف عدَّد فوائد لعب الأطفال في الطبيعة على النحو التالي:

  • دعم الإبداع والقدرات على حل المشكلات.
  • تعزيز القدرات الإدراكية.
  • تحسين الأداء الأكاديمي.
  • تقليل عوارض اضطراب نقص الانتباه.
  • زيادة النشاط الجسدي.
  • تحسين التغذية.
  • تحسين البصر.
  • تحسين العلاقات الاجتماعية.
  • تحسين القدرة على ضبط النفس.
  • تقليل الضغط والتوتر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى