عالمنا الآن

تعرف علي أصل أسماء الجوائز العالمية ومعني تماثيلها؟

 

تطل علينا سنوياً احتفالات شتى وجوائز لا حصر لها تحتفي بالفن بكل فروعه، منها ما يمر مرور الكرام، ومنها ما ينتظره الملايين بشغف ويقبعون أمام الشاشات لمشاهدة نجومهم المفضلين وهم يكرَّمون بدروع وتماثيل ذهبية لامعة.

لكن، هل تساءلت يوماً عن معاني أسماء هذه الجوائز، وكيف صُنعت، ومن صاحب الفكرة وراء كل تمثال. نتعرف معكم في هذا التقرير على خمس 5 جوائز شهيرة وما يخص تاريخها.

الأوسكار

أقيم حفل الأوسكار الأول في السادس عشر من مايو/أيار عام 1929، لكن لم يكن الأوسكار الاسم الرسمي للجائزة؛ بل كانت تسمى جائزة الأكاديمية للاستحقاق.

اختلفت القصة حول أصل تسمية الجائزة، لكن تبعاً لما ذكره موقع الأكاديمية فإنه عندما رأت مارغريت هيريك -أمينة مكتبة الأكاديمية التي أصبحت فيما بعدُ المدير التنفيذي لها- التمثال المخصص للجائزة أول مرة عقَّبت بأنه يشبه عمَّها “أوسكار”، ومن وقتها أطلق العاملون اسم “أوسكار” على التمثال؟ وفي عام 1934، ذكر الصحفي سيدني سكولسكي، خلال تغطيته الحفل، أن الفنانة كاثرين هيبورن فازت بالأوسكار، فاعتمدت الأكاديمية الاسم رسمياً منذ عام 1939 حتى يومنا هذا.

يُصنع التمثال من البرونز ويُطلى بذهبٍ عيار 24 قيراطاً، وهو عبارة عن فارس ممسك بسيف ويقف على بَكَرة فيلم سينمائي، تتكون من 5 أفرع تمثل فروع الأكاديمية الخمسة الأصلية؛ الكُتّاب والمخرجون والمنتجون والممثلين والفنيين. صاحب فكرة التمثال هو سيدريك جيبونز، المدير الفني لشركة MGM، ونفذه النحات جورج ستانلي.

بعد مرور 24 عاماً على انطلاق الأوسكار، جاء البث التلفزيوني الأول عام 1953 بأميركا وكندا، وفي عام 1970، أصبح البث التلفزيوني للحفل متاحاً حول العالم.

ومنذ أن بدأت الأوسكار، وخلال كل التطورات التي مرت بها، أصبحت أهم جائزة تحتفي بصناعة السينما في العالم، وينتظرها ملايين المتابعين سنوياً للاحتفاء بحبهم للسينما.

 

 

السعفة الذهبية

الجائزة الأعلى في مهرجان “كان” وإحدى أهم الجوائز المخصصة لصناعة السينما؛ السعفة الذهبية التي ظهرت للنور عام 1955، ومُنحت أول سعفة ذهبية في تاريخ المهرجان للمخرج دلبرت مان عن فيلمه Marty.

اتخذت الجائزة شكل السعفة كنوع من التحية لمدينة “كان”، التي تمثل السعفةُ شعارها الرسمي.

استُبدلت السعفة بسابقتها المسماة “الجائزة الكبرى للمهرجان السينمائي الدولي”، ثم توقفت السعفة من 1964 حتى 1974. عادت السعفة مرة أخرى بعد تغيير شكلها عام 1975، وتغير تصميمها عدة مرات حتى استقرت بشكلها الحالي كما نعرفه اليوم، عام 1998، لتتكون من سعفة نخيل مصنوعة بخليط من الذهب والفضة، مستندة إلى قاعدة من الكريستال داخل علبة زرقاء من الجلد المغربي الفاخر.

تُصنع الجائزة في سويسرا على يد نخبة من صانعي المجوهرات. وتُمنح السعفة الذهبية لمخرج أفضل فيلم فائز، وأفضل ممثل، وأفضل ممثلة. وفي احتفالية مرور 70 عاماً على المهرجان، وُضعت 167 ماسة على كل سعفة ذهبية وكأنها مغطاة بغبار النجوم.

 

الجرامي

 

مع وجود جوائز للسينما والتلفزيون والمسرح، كانت الموسيقى غائبة عن ساحة التكريم، فقرر رؤوس صناعة الموسيقى في أميركا إنشاء الأكاديمية الوطنية لتسجيل الفنون والعلوم، ومنها انطلقت جائزة الغرامي؛ لتكريم صناع الموسيقى باللغة الإنكليزية.

يبدو الاسم وشكل الجائزة واضحَين وضوح الشمس، حيث سُميت الجائزة تبعاً للاختراع الذي ينقل الصوت المسمى بالغرامافون؛ إذ كان الاسم الأول لها “جوائز الغرامافون”، واختُصرت لتصبح “غرامي”، وهي تتخذ شكل جهاز غرامافون ذهبي اللون.

أقيم الحفل الأول عام 1959، وأُذيع عبر البث المباشر لأول مرة عام 1971.

 

 

البافتا

كلنا يعلم شكل قناع البافتا المميز الذي يُمنح للفائزين سنوياً، لكنه ليس مجرد قناع أجوف.

على الرغم من أن فكرة القناع مستوحاة من قناع المسرح الشهير ذي النصف الضاحك والنصف العابس، فإن الجانب الآخر للقناع به رمز خلف كل عين، يقبع خلف العين المفرغة رمز لشاشة تمثل الجانب الفني والدراما، وخلف العين الأخرى رمز الذرّة.

أبدعت هذا القناعَ النحاتةُ ميتزي كونليف عام 1955، بتكليف من إدارة رابطة منتجي ومخرجي التلفزيون، التي أُدمجت فيما بعد بأكاديمية الفيلم البريطاني، ليُعرفوا رسمياً عام 1976 باسم “بافتا”؛ الأكاديمية البريطانية لفنون التلفزيون والفيلم.

خلال حفل الافتتاح الملكي لمقر “بافتا” الجديد، قُدِّم أول قناع بافتا من البرونز للفنان شارلي شابلن؛ تكريماً له على إنجازاته الفنية أو ما يُعرف باسم “زمالة البافتا”.

لم يكن هذا القناع هو ما بدأ تسليمه مع بداية جوائز البافتا عام 1949، لكن مرَّت الجوائز بـ5 أشكال مختلفة حتى استقرت على القناع الحالي.

بدأت البافتا بفكرة، اجتمع عليها مجموعة من صناع الفيلم البريطاني، على رأسهم المخرج الراحل ديفيد لين، بهدف تكريم أولئك الذين أبدعوا لينهضوا بصناعة الفيلم البريطاني، وتحولت إلى إحدى أهم جوائز تكريم صناع السينما بشكل عام.

جائزة بوكر

“شركة عالمية تتعامل في السكر، وآلات التعدين، وجيمس بوند، أنشأت جائزة أدبية جديدة، قيمتها 5 آلاف جنيه إسترليني في العام”.

هكذا بدأ الإعلان عن جائزة البوكر الأدبية عام 1968، وهي مخصصة للروايات فقط، ويتم منحها للكُتّاب مواطني المملكة المتحدة وجمهورية إيرلندا ودول الكومنولث وجنوب إفريقيا. الراعي الرسمي والمؤسس للجائزة هو شركة Booker McConnell Ltd. تولى اتحاد الناشرين إدارة الجائزة، فاختاروا لجنة تحكيم تحدد الروايات المتنافسة، حيث يحصل كاتب الرواية الفائزة على جائزة قيمتها 5000 جنيه إسترليني، ومُنحت أول جائزة عام 1969. كان أحد أهداف الجائزة دعم المؤلفين وتشجيعهم، وأيضاً زيادة فرص النشر ومبيعات الكتب.

تأتي تسمية الجائزة من اسم الشركة، حيث بدأت باسم Booker-McConnell Prize، ثم أصبحت تُعرف اختصاراً باسم Booker Prize.

انتقلت إدارة الجائزة لمؤسسة بوكر عام 2002، وتغير اسم الجائزة لتصبح The Man Booker Prize، حيث احتُفظ باسم Booker، وأُضيف اسم الشركة الاستثمارية التي ترعى الجائزة، Man Group. ارتفعت قيمة الجائزة إلى 50.000 جنيه إسترليني، فصارت إحدى أغنى الجوائز الأدبية في العالم.

تغيرت قاعدة البوكر فيما يخص جنسية الكاتب عام 2013، لتشمل بذلك أي كاتب من أنحاء العالم، شريطة أن تكون روايته نُشرت باللغة الإنكليزية في المملكة المتحدة. أعلنت مؤسسة بوكر عام 2004 عن جائزة أخرى ترعاها، وهي جائزة “مان بوكر” العالمية، وقيمتها 60.000 جنيه إسترليني، مخصصة لمجمل مساهمة الكاتب في الأدب، دون الأخذ بالاعتبار جنسيته. وبداية من 2005 حتى 2015، كانت كل عامين، ثم أصبحت الجائزة سنوية، وتُمنح لأي عمل أدبي مترجم إلى الإنكليزية. كان الهدف منها تشجيع الأدب المترجم، وقيمة الجائزة 50.000 جنيه إسترليني، مناصفةً بين الكاتب والمترجم.

دعمت مؤسسة بوكر عدة جوائز أدبية أخرى، على رأسها الجائزة العالمية للرواية العربية والمشهورة باسم “بوكر العربية”، أُنشئت في أبوظبي عام 2007، وهي تختص بالأدب العربي وتُمنح الرواية الفائزة جائزة قدرها 50.000 دولار أميركي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى