عالمنا الآن

قرار البرلمان الألماني إنجاز إسرائيلي وضربة لحملة الـ «بي دي اس»

كان هذا أسبوعاً ناجحاً للغاية لإسرائيل في الساحة الدولية. فإنتاج اليوروفيجن الذي بث أمس لمئات ملايين المشاهدين كان أحد النجاحات لتاريخ المسابقة. في أستراليا البعيدة، بخلاف التوقعات، انتخب سكوت موريسون، الصديق المؤكد لإسرائيل، لولاية أخرى كرئيس وزراء. والحدث الأهم منها جميعها ـ البوندستاغ في ألمانيا، البرلمان الأهم في أوروبا، اتخذ يوم الجمعة قراراً غير مسبوق يقضي بأن بي دي اس، حملة المقاطعة ضد إسرائيل ـ هي حملة لاسامية. ما الذي نريده أكثر؟
إن قرار البوندستاغ، الذي حظي بدعم من بعض من حزب اليسار، دي لينكا، يتبنى عملياً «تعريف عمل اللاسامية» الذي صيغ قبل عقد ونصف من التحالف الدولي لحفظ ذكرى الكارثة. التعريف الذي يقول إن التنكر لحق اليهود في دولة يعدّ لاسامية، أثار جدلاً لاذعاً وانتقاداً، ولكن في السنوات الأخيرة تبنى هذا التعريف المزيد من المحافل، وفقاً لـ”يديعوت” أحرونوت.

ويسير قرار البوندستاغ خطوة إلى الأمام ويقول إن «الملصقات التي تدعو لعدم شراء المنتجات من إسرائيل تذكر بالدعوة النازية لعدم شراء المنتجات من اليهود». إن إحدى المشاكل المركزية في الصراع ضد الـ بي دي اس تكمن في التضليل الذي يدعي بأن هذا هو «ضغط على إسرائيل لغرض وقف الاحتلال».

الـ بي دي اس ليست ضد الاحتلال. الـ بي دي اس، مثلما يعترف روادها، تعارض وجود إسرائيل. ليس هذا هو الوضع في أوساط العديد من المؤيدين الذين يعتقدون بحق وببراءة بأن هذا ضغط شرعي وغير عنيف على إسرائيل، لغرض تحقيق السلام والدولة الفلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل. أما حقيقة أن البوندستاغ الألماني سمّى الـ بي دي اس باسمها الحقيقي، فهو قرار بشرى. وحقيقة أن سلسلة من الصحف الرائدة، بما فيها الـ «نيويورك تايمز» و«الجارديان» بلغت عن القرار، تخدم إسرائيل.
ولكن لا ينبغي الارتياح على أكاليل الغار. فحركة الـ بي دي اس بكل فصائلها ومنظماتها تواصل العمل في الدول الغربية، ومع كل الاحترام للقرار في ألمانيا، تحظى بنجاح مستمر ومتزايد في مجالين هما الأهم في المعرفة ـ الإعلام والأكاديميا. بعض من الشخصيات البارزة في الحملة لطمس الطبيعة الحقيقية للـ بي دي اس يعملون في إسرائيل.
60 شخصية أكاديمية من إسرائيل وقعت على «دعوة للأحزاب الألمانية لعدم التشبيه بين الـ بي دي اس واللاسامية». بين الموقعين: نافا غوردون، ليف غرينبلت، موشيه تسوكرمان، آفا ايلوز، ديمتري تشومسكي، غادي الغازي وايلان سبان. هذه المرة فشلوا، ولكن الدعاية من هذا النوع تحظى بإنجازات عديدة.
إن مشروع التنديد الذي أقر ليس قراراً ملزماً. فألمانيا لا تزال تمول جمعيات عديدة، إسرائيلية وفلسطينية، تؤيد الـ بي دي اس أو تخدمها. ومن أجل المس بحملة الـ بي دي اس ثمة حاجة لوقف المساعدة لتلك المنظمات الذين يكرهون الناس بدولة إسرائيل. إذا لم تتوقف الميزانيات، فإن الانجاز المهم سيصبح إنجازاً رمزياً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى