مؤسسة الديوان

الصوم يعالج مرض وراثي يقتل خلايا المخ

 

اشتهر برنامج باسم “حمية الصوم”، يتم فيه الصيام مدة يومين في الأسبوع، يحدث فيهما تقليص للسعرات إلى 500-600 سعرة. وأثبتت الدراسات التي أٰجريت على مثل هذا النوع من حميات الصوم، حسب صحيفة “إندبندنت” البريطانية، والذي يقتضي الحد من الأكل فترات محددة ولكن ليس في جميع الأوقات، أن الصوم المتقطع له فوائد. بيد أن أكثر النتائج إثارة للدهشة تتمثل في إمكانية معالجة حمية الصوم المتقطع مرض السكري.

فأفضل الطرق لإزالة السموم، هي إبقاء أعضائك بصحة جيدة، مثل الكبد والكليتين والرئتين. وأظهرت الدراسات أن الصوم يُمكنه إعادة ضبط كبدك ونِسب المواد في دمك، حسب موقع “بيزنس إنسايدر” الأميركي، الذي سأل خبير التغذية والحمية السريرية بشركة W1 Nutritionist، فيليب كويديس.

آخر ما اكتشفه العلماء أن الصوم قد يكون جزءاً من أسلوب الحياة الذي ينبغي أن يتبعه المصابون بداء هنتنغتون (مرض عقلي وراثي يشابه تدهوراً مرحلياً للحالة العقلية؛ بسبب موت خلايا في المخ) بالمستقبل، وفقاً لصحيفة “ديلي ميل” البريطانية.

في دراسة حديثة نُشِرَت بدورية “أكتا نيروباثولوجيكا” المتخصصة في الأمراض العصبية، توصَّل الباحثون بجامعة كولومبيا البريطانية في كندا إلى أنه يمكن التلاعب بخلايا الفئران “لالتهام” البروتينات الزائدة التي تتسبَّب في أعراض داء هنتنغتون الفتَّاكة.

حقَّق الباحثون ذلك الأمر بتجويع الفئران جوعاً شديداً، الأمر الذي تسبَّب في أن تبدأ الخلايا المتأثِّرة بالمرض في تقويض البروتينات الخطيرة.

وكان دايل مارتن، أحد المشاركين في كتابة تلك الدراسة، متفائلاً بشأن ما قد تشير إليه تلك الدراسة ضمنياً؛ إذ قال: “الأمر يحتاج للمزيد من الدراسات، لكن ربما كان شيءٌ ببساطة، إحداث تغيير في نظام المرضى الغذائي قادراً على إفادتهم بعض الشيء، كما أنه قد يكون جزءاً تكميلياً لبعض العلاجات التي تُجرى عليها التجارب السريرية حالياً”.

فوائد الصوم

ويُعد داء هنتنغتون اضطراباً وراثياً تدريجياً تصاحبه حركاتٌ تشنُّجية لا إرادية، واضطراباتٌ نفسية، ومشكلاتٌ في التخاطب.

وتنتج تلك الأعراض عن تراكم لبروتينات هنتنغتون الطافرة “mHTT”.

وقد وجد العلماء أن بإمكانهم تحفيز عملية تُسمَّى “التهام الذات” لدى الفئران بتجويعهم مدة 6 ساعات، مرة واحدة كل يوم.

ويوصَف التهام الذات بعملية تقويض الخلايا للبروتينات التي تتكون منها الخلايا في أثناء الفترات التي يجوع فيها الكائن الحي.

وقال داجمار إيرنوفر، المشرف على تلك الدراسة والذي كان يعمل باحثاً بمركز “يو بي سي” للطب الجزيئي والعلاجي في الوقت الذي أُجرِيَت فيه الدراسة: “نحن نعلم أن بعض جوانب التهام الذات لا تعمل بكفاءة مع المرضى المصابين بداء هنتنغتون”.

وأضاف: “ما تطرحه النتائج التي توصَّلنا إليها أنه عندما تصوم -على الأقل بالنسبة للفئران- أو تتناول الطعام في أوقاتٍ مُحدَّدة للغاية من دون تناول أي طعامٍ ولو بكميةٍ صغيرة بين الوجبات، يبدأ جسمك في اللجوء إلى نوع بديل -لكنه فعَّال- من الالتهام الذاتي، الأمر الذي قد يساعد على خفض مستويات بروتينات هنتنغتون الطافرة في المخ”.

 

إعادة تطبيق تلك النتائج على البشر

نظرياً، من المُفتَرَض أن يمنع تدمير بروتينات هنتنغتون الطافرة من تطوُّر أعراض داء هنتنغتون المستعصية لدى الإنسان.

وبناءً على ذلك، تشير الدراسة إلى أنه توجد طريقةٌ جديدة ممكنة لعلاج داء هنتنغتون، إلى جانب مهاجمة جينات المرض الوراثية، والتي كانت الطريقة المعتادة لعلاجه حتى وقتنا الحالي.

وسيحاول القائمون على الدراسات المستقبلية إعادة تطبيق تلك النتائج على مستوى البشر.

رغم ذلك، سيكون هذا أمراً صعباً؛ لأن داء هنتنغتون يتصرَّف بطريقة مختلفة على مستوى البشر عنه على مستوى الفئران.

لكن، سيُسهِّل التغلُّب على تلك العقبة الثانوية على العلاجات، استهداف الخلايا البشرية المُتأثِّرة بالمرض.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى