حوارات

بن سلمان: الإسرائيليون والفلسطينيون لهم الحق في العيش على أرضهم

قال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الاثنين إن الإسرائيليين لهم “حق” في أن يكون لهم وطن، فيما يعتبر تحولا ملحوظا في الموقف السعودي من دولة إسرائيل التي ليس لها علاقات دبلوماسية رسمية مع السعودية حتى الآن.

وأضاف في تصريحات أدلى بها لمجلة أتلانتك الإخبارية الأمريكية “أؤمن بأن لكل شعب، في أي مكان، الحق في العيش في سلام في بلاده.”

وتابع “أؤمن أيضا بأن الفلسطينيين والإسرائيليين من حقهم أن تكون لهم أراضيهم الخاصة بهم.”، وجاءت التصريحات غير المسبوقة لمسؤول سعودي أثناء جولة أمريكية يقوم بها بن سلمان تستمر لثلاثة أسابيع.

لكنه شدد على أهمية الوصول إلى “اتفاق سلام لضمان استقرار الجميع والبدء في بناء علاقات طبيعية.”، وفقا لما نشر في مجلة أتلانتك الأمريكية.

ورغم عدم اعتراف السعودية بإسرائيل رسميا، ترى الدولتان في الولايات المتحدة الحليف الأكبر في حين تنظران إلى إيران على أنها التهديد الخارجي الأكبر في المنطقة، علاوة على اتفاقهما على الخطر الكبير للجماعات المسلحة في المنطقة.

ويُعد الصراع العربي الإسرائيلي العقبة الأكبر التي تواجه التقارب بين البلدين، إذ لا تزال الرياض تدعم سيادة الفلسطينيين على أراضيهم، وتطالب بالعودة إلى حدود ما قبل حرب 1967 بين العرب وإسرائيل.

مخاوف دينية
وقال ولي العهد السعودي: “لدينا مخاوف دينية حيال مستقبل المسجد الأقصى وحقوق الفلسطينيين، هذا كل ما نفكر فيه. ولسنا ضد أي شعب آخر.”، وذلك أثناء المقابلة الصحفية التي أجراها معه جيفري غولدبرغ، رئيس تحرير أتلانتك.

لكنه أخبر غولدبرغ بأن السعودية ليس لديها “مخاوف دينية ” حيال عيش الفلسطينيين مع الإسرائيليين في سلام طالما كانت هناك ضمانات لحماية المسجد الأقصى.

ويبدو من هذه التصريحات أن محمد بن سلمان وضع المطالبة بالأرض من قبل الفلسطينيين والإسرائيليين على قدم المساواة، وهو أمر غير مسبوق لم تتضمنه تصريحات أي من كبار المسؤولين السعوديين من قبل، كما لم تأت أي من تلك التصريحات على مدار السنوات الماضي من ذكر أي “حق” للإسرائيليين منذ بدأت السعودية في تولي الدور الأكبر في رعاية مبادرة السلام العربية في 2002، والتي تتبنى حل الدولتين لتسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

وأثارت حدة التوترات بين الرياض وطهران في الفترة الأخيرة تكهنات بأن تدفع تلك التوترات السعودية إلى المزيد من التقارب مع إسرائيل ليعملا معا في مواجهة ما يرونه خطرا مشتركا على الدولتين في المنطقة.
وقال بن سلمان: “هناك مصالح مشتركة بيننا وبين إسرائيل، وإذا حل السلام، سوف تكون هناك مصالح كثيرة بين إسرائيل ودول مجلس التعاون الخليجي.”

وفتحت السعودية مجالها الجوي أمام الطيران التجاري الإسرائيلي للمرة الأولى الشهر الماضي، وهي خطوة أشاد بها الجانب الإسرائيلي، ووصفها بأنها تمثل ثمار عامين من الجهود على صعيد التعاون بين البلدين.

وفي نوفمبر الماضي، كشف وزير إسرائيلي عن اتصال سري مع الرياض، وهو اعتراف نادر بالتعاملات السرية التي تناولتها شائعات كثيرة ظهرت في الفترة الأخيرة، والتي نفاها الجانب السعودي.

وقبل أشهر قليلة، أدانت السعودية قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنقل السفارة الأمريكية في إسرائيل إلى القدس، ما يعد اعترافا رسميا بالقدس كعاصمة لإسرائيل، لكن مسؤولين عرب صرحوا لوكالة أنباء رويترز بأن السعودية تتفق مع الولايات المتحدة على صعيد الاستراتيجية الأوسع نطاقا لخطة سلام فلسطينية إسرائيلية تبدو في مراحلها الأولى.

في سياق متصل، قال بن سلمان إن العلاقات مع الدوحة ستعود يوما ما، مشددا على أن ذلك يتوقف على “الجانب القطري”.

وقطعت السعودية وثلاث دول عربية أخرى علاقاتها الدبلوماسية مع قطر جراء مزاعم بدعمها الإرهاب، الأمر الذي تنفيه قطر.

كما فرضت هذه الدول جملة من العقوبات منها منع تسيير الرحلات الجوية من وإلى قطر، إلا أن السعودية أعلنت عن فتح الحدود بين البلدين للسماح للحجاج القطريين بتأدية مناسك الحج من دون الحصول على إذن مسبق، كما تعهد الملك السعودي باستضافتهم على نفقته الخاصة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى