منتدى الفكر الاستراتيجي

قادة الغرب يبحثون العمل العسكري ردا على “الهجوم الكيميائي” في سوريا

قالت الولايات المتحدة إن “كافة الخيارات مطروحة على الطاولة” في ما يتعلق بالرد على هجوم مزعوم بالأسلحة الكيميائية في سوريا، وذلك فيما يبحث زعماء غربيون اتخاذ عمل عسكري.

وأبلغت سارة ساندرز المتحدثة باسم البيت الأبيض صحفيين أن واشنطن لم تتخذ بعد قرارا نهائيا بشأن توجيه ضربات.

لكنها قالت إن الولايات المتحدة تحمل روسيا المسؤولية عن الهجوم الكيميائي المزعوم.

ويجتمع اليوم مجلس الأمن القومي في الولايات المتحدة، فيما دعت رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي الحكومة لاجتماع.
ويقول نشطاء وعمال إنقاذ ومسعفون إن عشرات الأشخاص قتلوا جراء الهجوم في بلدة دوما الخاضعة لسيطرة المعارضة.

لكن حكومة الرئيس بشار الأسد – التي تتلقى دعما عسكريا من روسيا – تنفي المسؤولية عن الهجوم.

وأثناء إفادة صحفية مساء الأربعاء، قالت ساندرز “لدى الرئيس عدد من الخيارات تحت تصرفه وعدد مازال على الطاولة”.

وأضافت “لم نضع التحركات المحددة التي نخطط لاتخاذها”.

وبدا أن التصريحات تراجع عن تحذير سابق وجهه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لروسيا بأن عليها أن تستعد لضربات بالصواريخ في سوريا.

وفي وقت مبكر من الأربعاء، قال ترامب في تغريدة بموقع “تويتر” للتواصل الاجتماعي “استعدي يا روسيا لأنها (الصواريخ) ستأتي، جيدة وجديدة وذكية”.

كما وصف الرئيس السوري بأنه “حيوان قاتل بالغاز”.

ما الذي سيحدث؟


اتفقت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا على العمل سويا، ويسود اعتقاد بأن الدول الثلاث تجهز لضربة عسكرية ردا على الهجوم الكيميائي المزعوم.

وقال وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس إن الولايات المتحدة تبحث الهجوم الكيميائي، لكنه أضاف أن الجيش مستعد “لتوفير الخيارات العسكرية إذا كانت مناسبة بحسب قرار الرئيس”.

غير أن البيت الأبيض قال إن الرئيس لم يحدد بعد جدولا زمنيا لموعد الضربات العسكرية المحتملة.

وتوجد المدمرة الأمريكية “يو إس إس دونالد كوك”، المزودة بصواريخ موجهة، في البحر المتوسط.

وفي بريطانيا، قالت مصادر لبي بي سي إن رئيسة الحكومة تيريزا ماي تبدو مستعدة للانضمام إلى عمل عسكري في سوريا دون السعي للحصول على موافقة البرلمان أولا.

وحسبما علمت بي بي سي، فإن ماي متحفظة من مطالبة الولايات المتحدة بتأجيل أي تحرك حتى تتمكن من استشارة البرلمان.

وأفادت تقارير بأن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيتخذ قرارا بشأن الرد خلال الأيام القليلة المقبلة.

وقد قال ماكرون إن أي ضربات سوف تستهدف “القدرات الكيميائية” للحكومة السورية.

في الوقت نفسه، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أن الوضع قد “يخرج عن السيطرة”.

ما الذي حدث في دوما؟


يقول نشطاء المعارضة وعمال الإنقاذ إن طائرة تابعة للحكومة ألقت قنابل بها مواد كيميائية سامة على البلدة، وهي آخر معقل للمعارضة المسلحة بالقرب من العاصمة دمشق.

وقالت منظمة “المجتمع السوري الأمريكي الطبي”، الذي يعمل في مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة، وعمال إغاثة محليون إن أكثر من 500 شخص عولجوا من أعراض “تشير إلى التعرض لمادة كيميائية”.

وطالبت منظمة الصحة العالمية أمس بأن يُتاح لها الوصول إلى المنطقة للتحقق من تقارير شركائها – الذين يشملون المجتمع السوري الأمريكي الطبي – بأن 70 شخصا قتلوا بينهم 43 بدت عليهم “أعراض تتسق مع التعرض إلى مواد كيميائية شديدة السُمّية”.

ومن المقرر نشر فريق من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية “قريبا” في سوريا لتحديد ما إذا كانت أسلحة محظورة قد استخدمت هناك.

وفي الأسبوع الماضي، تعرضت دوما لعدد من الهجمات من قبل القوات الروسية والسورية.

ويغادر مسلحو المعارضة البلدة حاليا بموجب اتفاق شارك الجيش الروسي في التوصل إليه.

ما هو موقف روسيا؟


وصفت روسيا التقارير بشأن الهجوم الكيميائي بأنها “استفزاز” يستهدف تبرير التدخل الغربي ضد حليفتها.

وقالت موسكو أمس إن عينات مأخوذة من موقع الهجوم لم تكشف عن أي أثر لمواد كيميائية.

وحذرت شخصيات روسية بارزة من أن روسيا سترد إذا شنت الولايات المتحدة هجوما.

وكرر ألكسندر زاسيبكين سفير روسيا لدى لبنان أمس تحذيرا لقائد الجيش بأنه سيتم اعتراض الصواريخ واستهداف منصات إطلاقها إذا هددت أرواحا روسية.

كما تساءلت ماريا زخاروفا المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ما إذا كان هدف الضربات الغربية “التخلص بسرعة من آثار الاستفزاز… (حتى) لا يعثر المفتشون الدوليون على شيء من ناحية الأدلة”.

وأثناء حديث مع سفراء جدد في موسكو، أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن أمله في أن يسود المنطق وأن يستقر الوضع.

كما أشار إلى أن روسيا سوف “تبقي على كافة التزاماتها الدولية”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى