منتدى الفكر الاستراتيجي

هآرتس: القاهرة مفتاح صفقة القرن لترامب بالشرق الأوسط

كشفت صحيفة “هآرتس” العبرية عن كواليس صفقة القرن للرئيس الأمريكي دونالد ترامب للشرق الأوسط بهدف إحلال السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

القاهرة مفتاح إحياء صفقة القرن

وقالت الصحيفة أن صفقة القرن يمكن أن تعيش وتستمر أو تموت  وتنهار بفضل القاهرة التي تصر علي أن تكون القدس الشرقية العاصمة للدولة الفلسطينية ، مما يؤكد أن أي خطة اقتصادية لغزة لن تكون بديلاً عن خطة دبلوماسية يقبلها الفلسطينيون.

كوشنر يحرض الفلسطينيين علي قادتها
وخلال جولة مستشار البيت الأبيض جاريد كوشنر صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الشرق الأوسط، أعلن استعداداه للعمل مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

ووجه كوشنر رسالة مباشرة للشعب الفلسطيني قال فيها ”أنتم تستحقون أن يكون لديكم مستقبل مشرق، والآن هو الوقت الذي يجب على كل من الإسرائيليين والفلسطينيين تعزيز قيادتيهما وإعادة تركيزهما، لتشجيعهم على الانفتاح تجاه حل وعدم الخوف من المحاولة”.

وأضاف كوشنر: لقد وقعت أخطاء لا حصر لها وفرص ضائعة عى مر السنين، ودفعتم أنتم، الشعب الفلسطيني، الثمن، أظهروا لقيادتكم أنكم تدعمون الجهود لتحقيق السلام، ودعوهم يعلمون بأولوياتكم وامنحوهم الشجاعة للحفاظ على عقل منفتح نحو تحقيقها.

اسقاط القيادة الفلسطينية

ونقلت الصحيفة عن صائب عريقات، كبير المفاوضين الفلسطينيين، قوله “ليس لدينا ادني شك من هدف صفقة القرن الأمريكية، التي تهدف إلي إسقاط القيادة الفلسطينية واستبدال الرئيس محمود عباس”.

وأشارت الصحيفة إلي أن عريقات علي يقين بإن الولايات المتحدة تسعي لتجاوز وكالة الأونروا التابعة للأمم المتحدة، بحيث تذهب الأمولل المخصصة للاجئين مباشرة للدول المضيفة لهم، وبهذه الطريقة يسحبون البساط لقضية اللاجئين التي تعد من أصعب قضايا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

مؤامرة

وتدعي الصحيفة أن مسؤول كبير في السلطة الفلسطينية قال لـ “هآرتس”: ” أن خوف السلطة الفلسطينية، يطلق عليه المسؤولون الفلسطينيون مسمي مؤامرة إسرائيلية وأمريكية وسعودية ومصرية ، هدفها تقسيم غزة عن الضفة الغربية وتقديم حل اقتصادي لغزة مع تعزيز حماس ، وبالتالي تجنب المفاوضات الدبلوماسية حول مستقبل فلسطين “.

وأوضحت الصحيفة أن المخاوف الفلسطينية لها مبررتها استنادا للتقارير الإعلامية عن دبلوماسيين غربيين، وتشير إلي الخطة الأمريكية لأقامة منطقة حره بين قطاع غزة والعريش في سيناء، وانشاء مشاريع صناعية كبيرة، ووفقا للطلب الإسرائيلي ستنشأ هذه المشاريع في مصر وستشرف عليها مصر بداية من العمال في غزة إلي سيناء.
وتابعت الصحيفة: ان ثلث العمال سيكون من غزة والباقي من سيناء، وفي وقت لاحق سيتم بناء محطة مشتركة للطاقة بين مصر وفلسطين ومحطة للطاقة الشمسية، وإذا سارت الأمور كما هو مخطط له سيتم بناء مطار وستبقي الحكومة في غزة تحت سيطرة حماس ولكن بتنسيق كامل مع مصر التي اجرت محادثات مكثفة مع حماس خلال الأشهر الماضية بشان السيطرة علي الحدود والمعابر.

انهيار سياسة إسرائيل لإغلاق المعابر لغزة

وستستمر مصر في فتح معبر رفح الذي فتحته في منتصف مايو لشهر رمضان المبارك، وسيستمر فتح المعبر شهر إضافيين حتي عيد الأضحي، وربما يستمر فتحه لأجل غير مسمي، ومعبر رفح مفتوح الآن للناس وللبضائع ومواد البناء وهذا ضد رغبة إسرائيل، مما يدل أنهيار سياسة إسرائيل لإغلاق المعابر أمام غزة، وفتح المعبر يعد رسالة أيضًا رسالة واضحة إلى السلطة الفلسطينية مفادها أنه إذا استمر الرئيس عباس في عرقلة المصالحة بين حماس وفتح ، فسوف يتم فصل غزة عن الضفة الغربية وهذا سيؤدي إلى إنهاء عملية المصالحة بين الفصيليين الفلسطينيين.

السلطة الفلسطيينة تعي الرسالة المصرية
ويبدو أن الرسالة المصرية وصلت للسلطة الفلسطينية واعلن يحيي رباح مسؤول بالضفة الغربية أن السلطة الفلسطينية ستبدأ بدفع رواتب موظفي غزة، وبالتنسيق مع مصر سوف تستأنف محادثات المصالحة بين فتح وحماس بهدف إنعاش حكومة الوحدة الوطنية في غزة.

عدم قبول مصر مبادرة ترامب بالكامل
وتكشف الصحيفة الإسرائيلية أن مصر لا تقبل المبادرة الأمريكية بالكامل وتشعر بقلق خاصة بشأن التطورات في غزة، حيث أعلن المتحدث باسم الرئاسة بسام راضي بعد اجتماع الرئيس عبد الفتاح السيسي ووزير الخارجية سامح شكري ورئيس المخابرات عباس كامل، ان مصر تدعم جميع الجهود والمبادرات للوصول إلى اتفاق شامل ، على أساس القرارات الدولية التي اتخذت في الماضي وعلى مبدأ الدولتين لشعبين علي حدود 1967 ، وان تكون القدس الشرقية عاصمة لفلسطين.

أبو ديس عاصمة للدولة الفلسطينية

يوضح هذا الموقف أن مصر لا تدعم الفكرة السعودية لتكون أبو ديس عاصمة فلسطينية ، وأن أي خطة اقتصادية لغزة لن تكون بديلاً عن خطة دبلوماسية يقبلها الفلسطينيون، وهكذا تقسم مصر إلى استمرار العملية إلى قسمين: المساعدة إلى غزة وتنمية اقتصادها كجزء من تعزيز أمن الحدود، والمفاوضات الدبلوماسية الشاملة المستقلة عن اقتصاد غزة.

قلق أردني
بينما يشعر العاهل الأردني الملك عبدالله الذي التقي بالمبعوثين الأمريكيين جاريد كوشنر وجيسون جرينبلات ، بالقلق بشكل أساسي من النية السعودية لإزالة رعاية الأردن للأماكن المقدسة في القدس ، والتي وعدت بها في اتفاقية السلام الإسرائيلية الأردنية.

كما تشعر الأردن بالقلق من السيطرة الإسرائيلية على وادي الأردن كجزء من اتفاقية سلام، وعلى المدى القصير لا يعارض الملك عبد الله التطور الاقتصادي المنفصل في غزة ، لكنه يؤيد الموقف العربي التقليدي بأن غزة والضفة الغربية ليستا كيانين منفصلين.

خلاف بين الملك سلمان وولي العهد حول صفقة ترامب

ووفقاً لمصادر عربية ، يبدو أن الملك السعودي سلمان وابنه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ، يختلفان حول هذه المسألة، في حين أن محمد هو من المؤيدين المتحمسين للخطة الأمريكية والفصل بين غزة والضفة الغربية ، فإن والده يشعر بالقلق من النقد الذي يمكن أن يتوقعه إذا تخلى عن مبادئ مبادرة السلام السعودية عام 2002 من خلال تقسيم المشكلة الفلسطينية إلى قسمين، والتخلي عن ان تكون القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين في المستقبل.

تمويل خليجي لإحياء صفقة القرن

وأضافت الصحيفة أن صفقة القرن ليست فقط مصدر الخلاف بين القادة العرب، وامن أيضا تصريح ترامب الذي طلب من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة وقطر المشاركة في تمويل مشاريع جديدة في غزة، وواجه ترامب معارضة شديدة من السعودية والإمارات، واوضحت السعودية والأمارات للمبعوثيين الأمريكيين أن تدخل قطر يعني دخول إيران في غزة من الباب الخلفي، وإن بإمكانهم توفير التمويل بالكامل بنحو مليار دولار إذا وافقت مصر وإسرائيل علي ذلك.

وكانت الأمارات في العام الماضي أعلنت أنها ترغب في تخصيص 40 مليون دولار لمحطة الكهرباء وأنها ستساهم بنحو15 مليون دولار لتمويل الإدارة في غزة، في حين أن الخلاف العربي الأمريكي حول المشكلة الفلسطينية في يد إسرائيل وعلي إسرائيل أن تقرر الأمر بشأن غزة والمشاريع الاقتصادية في غزة لأن المشاريع الاقتصادية في غزة ستكون قضية إنسانية وليست قضية دبلوماسية، ولكن الجدل في إسرائيل ينسف هذه الخطوة ويضع إسرائيل في مواجهة عسكرية مع غزة، ويضع إسرائيل في مواجهة مع واشنطن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى