منوعات

أطباء أسنان يموتون بسبب مرض غامض

 

توفي سبعة من المرضى، بينما اثنان آخران معرضان للموت، جراء مرض رئوي مزمن نادر ومتطور يمكن معالجته، ولكن لا يمكن الشفاء منه.

وقد يُصاب 200.000 شخص في الولايات المتحدة الأميركية بالتليف الرئوي مجهول السبب IPF في أي وقت، بحسب تقرير صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية.

يعتبر القاسم المشترك بين مجموعة صغيرة من المرضى داخل عيادة بولاية فرجينيا، هو أن جميعهم يعملون في حقل طب الأسنان، وهو ما جعل القلق يساور مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها: كان ثمانية منهم أطباء أسنان، والتاسع كان فني أسنان.

يُعد المتخصصون في طب الأسنان الأكثر عرضة للإصابة بالمرض، بمقدار 23 مرة أكثر من غيرهم. وقال مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها في تقريره الأسبوعي الصادر يوم الجمعة، عن المرضى والوفيات، إنه ربما ثمة شيء ما في إطار بيئة عملهم يصيبهم بالمرض، بحسب قول المحققين، إلا أنهم لا يعرفون ما هو.

وبحسب التقرير الصادر عن المركز يُسبب المرض ندبات في الرئة. ويمكن الإبطاء من سرعة حدوث الندبات في الرئة ، لكن لا شيء يمكنه إزالتها. وبمرور الوقت تُعاني الرئتان من صعوبة الحصول على الأكسجين الذي تمد به أعضاء الجسم الحيوية مثل القلب والعقل.

وكان طبيب الأسنان في ولاية فيرجينيا الذي تم تشخيصه للتو بإصابته بنفس المرض، يخضع من أبريل عام 2016 للعلاج، في عيادة خاصة تُسمى: CDC with a warning، وسعى العديد من المتخصصين في طب الأسنان إلى العلاج بنفس المكان.

حاول المحققون البحث بصورة أعمق عن المرض بالاطلاع على وإحصاء 900 ورقة من أرشيف المرضى المصابين بهذا المرض الرئوي النادر، في هذه العيادة، لفترة تزيد عن 21 عاماً، ووجدوا أن 9 من المرضى يتَّفقون في نفس السيرة الذاتية فيما يخص عملهم في مجال طب الأسنان.

ويبلغ متوسط بقاء المرضى على الحياة بعد التشخيص من 3 إلى 5 سنوات. لكن قبل ذلك يصابون بعدة أعراض مثل ضيق التنفس والجفاف والسعال المزمن وفقدان الوزن وآلام المفاصل والعضلات وأصابع اليد وأصابع القدم.

ويصبح الأطباء والأشخاص الذي يعملون داخل المكان عرضةً لمجموعة محددة من المخاطر، وعلى وجه الخصوص تعرضهم لمواد ثاني أكسيد السيليكون، ومادة البولي فينيل سيلوكسان، وكذلك مادة ألجينات، وغيرها من المواد السامة التي يمكن استنشاقها عند تلميع أجهزة طب الأسنان أو تحضير الحشوات.

عادة ما يكون حظ أطباء الأسنان الأكبر سناً أكثر سوءاً. بسبب زيادة فرص تعرضهم للمخاطر، وربما لأنهم بدأوا ممارسة مهنتهم عندما لم تكن معايير الأمان أكثر صرامة.

من جانبه قال بول كاساماسيمو، كبير مسؤولي السياسات بالأكاديمية الأميركية لبحوث وسياسة صحة طب أسنان الأطفال، لشبكة الـCNN “نحن نعمل حقاً مع مجموعة من المواد، ومع منتجات الإنسان البيولوجية، ومن المحتمل أنها تدمر أجسامنا عند استنشاقها”.

على سبيل المثال فإن طبيب الأسنان الذي حذر مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها CDC لم يكن يدخن، لكنه أشار إلى عدم ارتدائه لجهاز التنفس الصناعي الذي أشار إليه المعهد الوطني للسلامة الصحية والمهنية لاستخدامه خلال ممارسته لطب الأسنان طوال الـ40 عاماً”.

وقال راندال ج. ني، المؤلف الرئيسي للدراسة والمسؤول الطبي في خدمة الصحة العامة الأميركية لشبكة CNN: “لدينا الكثير من العمل قبل الوصول إلى أي استنتاج حول مخاطر ممارسة مهنة طب الأسنان”.

على الرغم من أن محققي مركز مكافحة الأمراض والوقاية لم يتوصلوا إلى السبب وراء الإصابة بمرض IPF، إلا أن إطلاق الدراسة في حد ذاته مفيد.

وكان قد تم تحذير العاملين من قبل من التعامل مع الغبار، الذي يعلو الأخشاب والمعادن في عيادة الأسنان باتخاذ الاحتياطات اللازمة حتى لا يصابوا بـIPF، لكنها المرة الأولى التي يُحذر فيها أطباء الأسنان والعاملون بالعيادة من التعرض للمرض.

قد لا يكون هناك علاج لمرض IPF، لكن هناك إجراءات وقائية مثل التهوية المناسبة وارتداء جهاز التنفس الصناعي أثناء إجراءات معينة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى