منوعات

امرأة تفقد أظافر قدمها بعد تجربة العلاج بالسمك

إذا سبق أن انتابتكن رغبة في تجربة علاج المنتجعات الصحية الغريب والمثير للجدل المعروف بـ»باديكير الأسماك»، فالأرجح أنَّ التجربة المحرجة التي مرت بها إحدى النساء سوف تجعلكن تتراجعن عن ذلك، وتتبعن الأساليب التي اعتدتن عليها في مراكز التجميل التقليدية.

تتضمن هذه العملية الغريبة، التي تنفذها أسماك صغيرة تُسمَّى Garra rufa، التقاط السمك للجلد الميت الموجود على سطح القدم.

ولكن على الرغم من أنَّ هذه الأسماك القاضمة تُعرَف بـ»الأسماك الأطباء»، فإنَّ قوتها في تجديد شباب البشرة تحمل خطورةً كبيرة، حسبما اكتشفت امرأة في نيويورك.

فقد أشار تقرير الحالة المنشور بموقع Science Alert، إلى أنَّ امرأة في العشرينيات من عمرها وصلت إلى طبيب جلدية بتاريخٍ طبي ممتد منذ 6 أشهر حول حالةٍ غريبة تتعرض لها أظافر أقدامها. لم يكن لدى المرأة أي تاريخٍ عائلي طبي حول اضطراباتٍ في حالة الأظافر أو أي مشكلاتٍ طبية أخرى؛ إلا أنَّ تفصيلة واحدة برزت في حالتها.

قبل أشهر من بداية الأعراض الغريبة التي تتعرض لها أظافرها، حضرت المرأة جلسة عناية بالقدم باستخدام الأسماك في منتجعٍ صحي. أدى هذا -على ما يبدو- إلى حالةٍ سيئة من تساقط الأظافر، حيثُ تبدأ صفائح الأظافر التي تُكوّن أظافر القدم في الانفصال والتوقف عن إنتاج المزيد منها؛ مما يسبب انفصال الظفر في نهاية المطاف.

وقالت شاري ليبنر، خبيرة الجلدية في كلية طب ويل كورنيل بجامعة كورنيل، لموقع Today: «لسنا متأكدين تماماً من آلية العمل، لكنَّها -على الأرجح- من الصدمة التي أحدثتها الأسماك على مصفوفة الأظافر، وهي مركز نمو الأظافر، هذا ربما هو ما تسبب في الحالة».

في حين تعتقد ليبنر أنَّ هذه أول حالة تساقط أظافر على الإطلاق ترتبط بهذه الأسماك، فليست هذه هي المرة الأولى التي تتسبب فيها الأسماك الصغيرة في إصابة الأشخاص الذين يخضعون لجلسات العناية بالقدم هذه بمرضٍ ما، فهناك تقارير سابقة تشير إلى أنَّ هذه الجلسات أدت إلى الإصابة بعدوى البكتيريا الكروية العنقودية الذهبية وداء المتفطرات.

بالرغم من أنَّ الأسماك نفسها ليست هي مصدر تلك العدوى، يشير التصور إلى أنَّ قضمها لأقدام البشر يمكن أن ينشر الميكروبات الضارة من قدم أحد ضيوف المركز الصحي إلى أقدام الضيف التالي.

من أجل هذه النوعية من الأسباب -بالرغم من الوعود المريبة بـ»إعادة إحياء خلايا البشرة» من المراكز الصحية التي تقدم العلاج باستخدام أسماك Garra rufa- منعت 10 ولايات أميركية هذ الجلسات في واقع الأمر، إضافةً إلى بعض أجزاء أوروبا.

ويفسر موقع مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها هذا الأمر قائلاً: «الأسماك نفسها (والأحواض التي تكون فيها) لا يمكن تعقيمها أو تطهيرها بين العميل والآخر».

ويضيف الموقع: «نظراً إلى تكلفة الأسماك، فالأرجح أنَّ أصحاب مراكز التجميل يستخدمون نفس الأسماك لمراتٍ عديدة بين العملاء المختلفين، وهو ما يزيد من مخاطر انتشار العدوى».

وتوجد أيضاً آثار أخلاقية. فبينما تقتات أسماك Garra rufa على المواد الحيوانية، فهي تحتاج إلى أن تُحرَم من الغذاء النباتي لتفكر في تناول الجلد الميت في أقدام البشر، مما يثير القلق حول سوء معاملة هذه الكائنات.

وتشير أبحاثٌ سابقة أيضاً إلى أنَّ الافتقار إلى مراقبة استيراد «الأسماك القاضمة» يمكن أن يؤدي إلى انتشار عدوى بكتيرية عامة لدى هذه الكائنات، مما يؤدي إلى نتوءاتٍ غريبة في العين ونزيف حول الخياشيم والفم والبطن.

وفي تصريحٍ لوكالة CNN، قال ديفيد فيرنر-جيفريز، وهو عالم جراثيم في مركز علوم البيئة والمصايد والاستزراع المائي في المملكة المتحدة، ولم يكن ضمن القائمين على الدراسة: «لن أقول إنَّها [الجلسات] تشكل بالضرورة خطراً كبيراً على البشر، لكنَّ ذلك يوضح أنَّها قد تحمل أشياءً كريهة لكلاً من الأسماك والبشر».

على أي حال، تراقب ليبنر أقدام المرأة التي يبلغ عمرها نيفاً وعشرين عاماً، وتقول إنَّ أظافر أقدامها المتساقطة سوف تنمو في النهاية، بالرغم من أنَّ استعادة النمو الكامل للأظافر المتأثرة قد يستغرق فترةً تصل إلى 18 شهراً.

وأخبرت ليبنر شبكة Today أنَّه «إذا كان لديكم أي مشاكل مع الجلد الموجود على أقدامكم أو أظافركم، فإنَّ أفضل طريقة هي زيارة طبيب جلدية معتمد لحل هذه المشكلة، بدلاً من زيارة الأسماك الطبيبة».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى