منوعات

تعرف علي قصة الرجل الياباني الغريب الذي هجر الحضارة وبحث عن الطبيعة

رفضت السلطات اليابانية منح رجل فرصة تحقيق رغبته في أن يموت منبوذاً في جزيرة اعتبرها موطناً له منذ ثلاثة عقود.

وبحسب صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، كان ماسافومي ناجازاكي القاطن الوحيد لجزيرة سوتوباناري التي تبلغ مساحتها كيلومتراً واحداً، لكنه اضطر للعودة إلى الحياة بين ربوع الحضارة بعد أن عثرت عليه الشرطة مريضاً.

فقد عاش في عزلة منذ عام 1989 وأصبح يعرف باسم « الناسك العاري » بعد أن اكتشفه كاتب رحالة يتناول في كتاباته المنبوذين.

قال ألفارو سيريزو أثناء مقابلة أجراها مع موقع “نيوز” الأسترالي، إن ناغازاكي رُحل من الجزيرة بعد أن وجده شخص ما، وكان يبدو مريضاً.

استدعيت الشرطة واقتيد للعيش في منزل حكومي على بعد 60 كيلومتراً في مدينة إشيغاكا.

وأضاف سيريزو أن صحته على ما يرام وأنه « ربما كان مصاباً بالأنفلونزا فقط » عندما تم العثور عليه، مشيراً إلى أن حياة ناغازاكي على الجزيرة قد « انتهت » لأنه غير مسموح له بالعودة.

ظهرت قصة ناجازاكي لأول مرة للعلن في عام 2012.

فقد تجنب المجتمع السائد في أوائل التسعينيات من القرن الماضي، وسعى إلى إقامة قاعدة في جزيرة سوتوباناري الصغيرة حيث لا توجد مياه جارية.

وتقع تلك البقعة النائية، التي لا يتجاوز اتساعها كيلومتراً واحداً فقط، في مقاطعة جزيرة أوكيناوا الاستوائية في اليابان، وهي قريبة من تايوان أكثر من طوكيو.

تعتبر التيارات المائية المُحيطة بالجزيرة التي على شكل الكُلية شديدة الخطورة، ونادراً ما يقترب منها الصيادون المحليون ويلقون شباك الصيد في هذه المنطقة.

عمل ناجازاكي في السابق في مجال الترفيه قبل أن « يعتزل » المجتمع الحضاري.

يقول ناجازاكي « أنا لا أفعل ما يمليه علي المجتمع، بل أتبع قواعد عالم الطبيعة. إذ لا يمكنك أن تهزم الطبيعة، لذلك عليك أن تطيعها بالكامل ».

وأردف قائلاً، « هذا ما تعلمته عندما جئت إلى هنا، وربما هذا هو السبب في أنني تناغمت مع الوضع بشكل جيد ».

وبحسب الصحيفة البريطانية، اعتاد ناغازاكي أن يسافر إلى جزيرة مجاورة للحصول على الماء وغذائه الرئيسي من كعك الأرز، الذي قد يغليه أربع أو خمس مرات في اليوم، باستخدام الأموال التي ترسلها له عائلته.

واستخدم ماء المطر الذي تمكن من جمعه عن طريق نظام من أواني الطهي المحطمة في الاستحمام والحلاقة.

بعد مرور عام على إقامته في الجزيرة، جرفت ملابسه بعيداً في إعصار.

وقد تحدث عن كونه عارياً طوال الوقت، قائلاً « إن التجول عارياً لا يتناسب حقاً مع المجتمع الطبيعي، ولكن هنا على الجزيرة يبدو الأمر طبيعياً فهو مثل الزي الرسمي للجزيرة ».

فقد اعتاد قضاء أيامه في التمدد تحت أشعة الشمس وتنظيف خيمته ومحاولة تجنب لدغات الحشرات.

وقد كانت الجزيرة المكان الذي أراد أن يكون مثواه الأخير.

ووفقاً لما قاله « فإن العثور على مكان للموت هو أمر هام يتعين القيام به، ولقد قررت أن هذا هو المكان المناسب بالنسبة لي ».

« لم يخطر ببالي من قبل كم هو مهم أن تختار المكان الذي ستموت فيه، مثل ما إذا كان هذا المكان في المستشفى أو في المنزل مع عائلتك بجانبك ».

وتابع قائلاً « ولكن أن تموت هنا، محاطاً بكل هذه الطبيعة، هذا أمر لا يمكن مقاومته، أليس كذلك؟ »

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى