منوعات

كوكب المريخ.. كائنات حية تصدر غاز الميثان وماء سائل تحت سطحه

يُعَدُّ كوكب المريخ أكثر كوكب موجود في المجموعة الشمسية تمكن العلماء من دراسته وإرسال المركبات المدارية والمتجولة إليه، كما تمكنوا من رصد آثار أنهار هائجة ومياه سائلة في أعماقه.

هل توجد حياة على المريخ؟

ومع اكتشاف المزيد حول قصة المريخ المُحيّرة الشبيهة بالأرض، ما يزال السؤال يطرح نفسه: هل هناك حياةٌ على المريخ؟ أو هل سبق أن كانت هناك حياةٌ على المريخ؟

هل توجد كائنات حيّة تصدر غاز الميثان؟

في مارس/آذار عام 2004، أكّدت مهمة استكشاف الفضاء “مارس إكسبريس” التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية وجود غاز الميثان في الغلاف الجوي للمريخ، وكانت كمية الميثان صغيرة، لكن اكتشافه كان غير عادي لأنّ غالبية الميثان الموجود على الأرض تُنتجه كائناتٌ حية، رغم أنّ بعض الميثان الموجود في الغلاف الجوي يأتي من البراكين.

وبحسب مجلة Science Focus البريطانية، يعيش الميثان في الغلاف الجوي للمريخ لبضع مئات السنين، مما يعني أنّ مصدر إنتاجه حديثٌ نسبياً (من الناحية الجيولوجية).

وكان الميثان الذي رصدته مارس إكسبريس مُركّزاً في مناطق بعينها، قبل أن يتفرّق سريعاً إلى مستويات يصعب رصدها. وبعد عقدٍ من الزمن، عاود الميثان الظهور. لكنّه رُصِد هذه المرة بواسطة مركبة كيوريوسيتي روفر الخاصة بوكالة ناسا، التي هبطت في فوهة غيل عام 2012.

وسجّلت المركبة عشرات القراءات على مرّ 20 شهراً باستخدام مجموعة أدوات تحليل العينات في المريخ، الموجودة على متن الروفر، لتكشف في الغالب عن مستويات منخفضة بشدة من الغاز. ومع ذلك، ارتفعت مستويات الميثان بشكلٍ حاد بمُعامل 10 أواخر عام 2013 وأوائل عام 2014.

وقال داني غالفين، عالم وكالة ناسا المُشارك في مهمة كيوريوسيتي آنذاك: “نحن لا نعلم أصل هذا الميثان في الوقت الحالي”. وما يزال الوضع على ما هو عليه حتى يومنا هذا.

رويترز/ كوكب المريخ

رويترز/ كوكب المريخ

نقل العينات إلى الأرض

أثناء البحث عن الحياة على المريخ، يعتقد العديد من العلماء أنّ هناك وسيلة واحدة فقط لإحراز تقدُّم حقيقي، وهي نقل صخور المريخ إلى الأرض.

ووفقاً للأستاذة مونيكا غرادي، عالمة الكواكب والفضاء، فإنّ “خطة إعادة الصخور من المريخ تُمثّل رهاننا الأفضل من أجل العثور على أدلة عن الحياة الماضية”.

وفي العام الماضي وقّعت وكالة الفضاء الأوروبية مذكّرة تفاهم مع وكالة ناسا، تتعهّد فيها الوكالتان بالعمل معاً من أجل إعداد سلسلة من المهمات لنقل صخور المريخ إلى الأرض.

وقال ديفيد باركر، مدير الاستكشاف البشري والروبوتي في وكالة الفضاء الأوروبية: “يُمثّل نقل العينات إلى الأرض تحدياً هائلاً سيستلزم عدة مهمات، وكل واحدة منها ستكون أعقد من سابقاتها”.

وستُمثّل مركبة روزاليند فرانكلين الخاصة بناسا خطوةً للأمام على طريق نقل العينات، لأنّها ستُخزِّن بعض العينات المُثيرة للاهتمام داخل ما يصل إلى 31 علبة سيتم نقلها وتركها على سطح المريخ.

ومن ثمّ ستقوم مهمة ثانية باستعادة العلب ووضعهاً داخل مركبة التي ستقذف بها إلى مدار المريخ.

وبعدها تقوم مهمة ثالثة من الأرض بلقاء تلك المركبة في مدار المريخ وإعادتها إلى الأرض.

ماء سائل أسفل سطح المريخ

لطالما تساءل علماء الجيولوجيا الكوكبية عما حدث لمياه المريخ. فمن الممكن أن يكون قد فرّ إلى الفضاء، أو تسرّب إلى باطن الأرض. وإنّ كان الماء موجوداً في باطن الأرض، فلا بد أنّ هناك بحيرات ضخمة من الماء تحت الأرض أو الصفائح الجليدية المدفونة.

وفي منتصف العقد الأول من القرن الحادي العشرين، أرسلت وكالة الفضاء الأوروبية ووكالة ناسا مركبةً فضائية إلى المريخ مع رادارات قادرة على البحث عن تلك الرواسب.

وكانت أداة مارسيس الخاصة بوكالة الفضاء الأوروبية، وأداة شاراد الخاصة بناسا، هي عبارة عن رادار اختراق أرضي مُكمّل كشف الحقيقة تدريجياً.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني عام 2016، عثرت شاراد على رواسب كبيرة من الجليد تحت السطحي في منطقة يوتوبيا بلانيتيا بالمريخ.

وكانت عبارةً عن مساحة كبيرة، يبلغ عرضها نحو 3,300 كم، وقُدِّر حجم المياه الموجودة داخل الجليد بأنّها تكفي لملء بحيرة سوبيريور، أكبر البحيرات العظمى في أمريكا الشمالية.

ويُغطّى الجزء العلوي من الغطاء الجليدي بما يتراوح بين متر و10 أمتار من غبار المريخ، مما يُفسّر سبب عدم ظهوره مطلقاً في الصور البصرية للسطح.

في يوليو عام 2018، عثرت أداة مارسيس في مارس إكسبريس على أدلة حول وجود بحيرة مياه مدفونة بالقرب من القطب الجنوبي للكوكب.

وأظهرت انعكاسات الرادار أنّ البحيرة تحت الأرض تبعُد أكثر من كيلومتر ونصف عن السطح، بينما يصل عرضها إلى نحو 20 كيلومتراً.

ويُعَدُّ هذا الاكتشاف شبيهاً بعض الشيء بالبحيرات الجليدية في القارة القطبية الجنوبية على الأرض، ومن المعروف أنّ بعض أشكال الحياة الميكروبية تزدهر في هذه البيئات.

لكن الوصول إلى هذه البحيرة المريخية سيتطلّب تقنيات جادة، إذ تقع على بُعد كيلومتر ونصف تحت سطح المريخ، بينما لا تستطيع مركبة روزاليند فرانكلين -التي تتمتّع بأعمق حفار وصل إلى المريخ- اختراق أكثر من مترين تحت السطح.

أدلة وجود حياة على المريخ!

بالنظر إلى كل ما قيل حول الحياة على المريخ والمركبات الفضائية ومركبات الإنزال العديدة التي ذهبت إلى الكوكب الأحمر منذ السبعينيات، قد يبدو من المفاجئ أن أوّل مركبتين فقط هما اللتان كانتا تحملان أدوات للبحث عن الحياة.

إذ كانت هناك 4 تجارب بيولوجية على متن مركبة فايكينغ 1 ولم تخرج سوى تجربة واحدة فقط من بينها بنتائج إيجابية.

حيث أخذت عينةً من تربة المريخ وأدخلت عليها بعض العناصر الغذائية السائلة، وجرى “وسم” تلك العناصر الغذائية بنظير الكربون المُشع، وفي حال كانت البكتيريا موجودةً داخل التربة، فسوف تستقلب على العناصر الغذائية وتطرد نظير الكربون، وهذا هو ما سيرصده الجهاز.

وبالفعل حين أُجرِيَت التجربة على مركبتي الهبوط، عادت كلتاهما بنتائج إيجابية. وكان الجزء الثاني يعتمد على تعقيم التربة لمعرفة ما إذا كان ذلك قد أدّى إلى اختفاء الإشارة. واختفت الإشارة، إذ لم تُرصَد أيّ غازات مُشعّة حينها.

وقال غيلبرت ليفين، الذي كان المحقّق الرئيسي في التجربة: “في تلك اللحظة أدركنا أنّنا استوفينا معايير العثور على الحياة المتفق عليها مسبقاً قبل المهمة. وكان بإمكاننا القول إنّنا رصدنا وجود حياة، لكن ذلك لم يحدث”.

وبدلاً من ذلك تساءل الباحثون عن سبب عدم عودة أيّ من التجارب الأخرى بنتائج إيجابية، ثم أعلنوا أنّ تجارب الفايكينغ كانت غير حاسمة، ولكنّها ربما لم تجد الحياة.

ويأمل الباحثون في الوقت الحالي أن يحصلوا على معلومات أخرى تكشف حقيقة وجود الحياة على كوكب المريخ من خلال مهمة روفر روزاليند فرانكلين التي لا تزال في طريقها إلى كوكب المريخ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى