من التاريخ

تعرف علي تاريخ 7 قبعات عالمية مشهورة

للطبيب قبعة خضراء يدخل بها غرفة العمليات، وللطهاة قبعة بيضاء طويلة ومستقيمة، وللخريجين قبعة سوداء مربعة، وكذلك رجال الشرطة والطيارون وغيرهم كثيرون.

اختيار شكل القبعة الذي يميز كل مهنة لم يكن مبنيّاً على الصدفة، فلكل قبعة تاريخ خلفه أحداث متشابكة ودراما فيها أحكام بالشنق والذل وحتى الفخر.

نستعرض فيما يلي، تاريخ 7 أنواع من القبعات المعروفة عالمياً:

قبعة الطباخ.. سببها شعرة سقطت في حساء الملك هنري الثامن

نميز جميعنا الطاهي بالقبعة البيضاء الطويلة التي يرتديها. هناك العديد من الروايات حول أصل قبعة الطاهي؛ فالبعض يرجع تاريخ هذه القبعة إلى الملك هنري الثامن، الذي عثر على شعرة بحسائه في أثناء تناوله الطعام، ما جعله يستشيط غضباً ويأمر بقطع رأس الطاهي الذي أعدَّ الطعام له، وأمر الطاهي التالي بالبدء في ارتداء القبعة.

يرى آخرون أن الطهاة في القرن السابع الميلادي أرادوا الحصول على قدر من الاحترام الذي يحصل عليه الكهنة ذوو القبعات السوداء في ذلك الوقت؛ ما دفعهم لارتداء القبعة.

ويقال إن اللون الأبيض للقبعة يرجع إلى مهارة الطهاة في طبخ بياض البيض بـ100 طريقة، ومنها أصبح طي القبعة 100 طية.

وفي بداية القرن الـ19، قدَّم ماري-أنتوني كاريم، الخبير الفرنسي الملقب بـ»طباخ الملوك وملك الطباخين»، فكرة اختلاف الارتفاع بين قبعات الطباخين الجدد وآخرين من أصحاب الخبرة الكبيرة.

الطربوش.. ازدهر أيام العثمانيين قبل أن يمنعه أتاتورك

تعددت الآراء وتباينت حول أصل نشأة الطربوش؛ فهناك من يقول إن مَنبته وجذره في المغرب العربي، الذي توافد عليه الأندلسيُّون بعد سقوط دولتهم وهم يحملونه على رؤوسهم، ومنه انتقل إلى الإمبراطورية العثمانية في القرن التاسع عشر.

وتشير روايات تاريخية أخرى إلى أن أصول الطربوش بدأت بالظهور في الدولة العثمانية ببداية القرن الثامن عشر، وانتقل بعد ذلك إلى بلاد الشام، والبلدان العربية.

وتقول المصادر التاريخية إن انتشاره في المشرق والمغرب كان اتباعاً لتعاليم السلطان العثماني محمود الثاني، الذي ألزم رعيته باعتماد الطربوش غطاءً رسميّاً للرأس، ويُذكر أنه كان أول من وضع الطربوش من بين سلاطين الدولة العثمانية.

ولكن في عام 1925، ألغى مصطفى كمال أتاتورك ارتداء الطربوش وغيره من أغطيه الرأس وفرض القبعة بديلاً.

وفي عام 1930، كاد الطربوش يشعل أزمة دبلوماسية بين مصر وتركيا. وقتها، تم تعيين عبد الملك حمزة سفيراً لمصر في أنقرة، وظل يرتدي طربوشه عامين كاملين في أثناء إقامته هناك حتى يوم الاحتفال بالعيد الوطني التركي في أكتوبر/تشرين الأول 1932.

أقام أتاتورك مأدبة رسمية، أعقبها حفل راقص حضره أعضاء السلك الدبلوماسي بتركيا. وفي أثناء الحفل، أمر أتاتورك السفير المصري، الذي كان يرتدي الطربوش باعتباره رمزاً للوطنية والاستقلال في مصر، بخلعه.

ويروى السفير الإنكليزي، السير جورج كليرك، ما حدث كالتالي: «(أتاتورك للسفير: قل لملكك إنني أنا مصطفى كمال وإنني أصدرت أوامري بأن تخلع هذا الطربوش من على رأسك الآن). ثم نادى نادلاً وخلع السفير الطربوش وأعطاه للنادل، الأمر الذي استفز السفير فغادر الحفل فوراً».

وفي اليوم الثاني للحفل، اعتذر وزير خارجية تركيا، توفيق رشدي، للسفير المصري، وأكد أن ما حدث كان حديثاً ودياً بين أتاتورك وسفير مصر، وأن السفير خلع طربوشه بملء إرادته حتى يتحدث براحة مع أتاتورك.

قبعة الكيباه.. تقليد ديني لليهود وتذكير بسمو الرب

غالباً ما يرتديها الرجال اليهود في أثناء صلاتهم، فقد جاء بالتلمود حسب معتقداتهم: «قم بتغطية رأسك حتى لا يكون غضب السماء فوقك»؛ لذلك فهي بالنسبة لهم فريضة في أثناء الصلاة فقط، بخلاف ذلك لهم الحق في عدم ارتدائها. وتعني كلمة الكيباه بالعربية «القبة».

وبمرور السنين، أصبح لتغطية الرأس معنى عميق بالنسبة لليهودي المتدين، فهي بالنسبة إليه تشكل رمزاً للتقوى وتواضع الإنسان أمام الرب، وتذكّر الشخص اليهودي بأن هناك رباً فوق الجميع، وأن الإنسان موجود داخل إطار ديانته وملزم بأداء أحكام الشريعة اليهودية وفرائضها.

قبعات بنما الشهيرة أصلها من الإكوادور

في عام 1800، شقت القبعات طريقها شمالاً من بلاد المنشأ الإكوادور إلى بنما عبر العمال الذين كانوا يعملون على قناة بنما. ارتدوها لحماية رؤوسهم من أشعة الشمس الحارقة، كما بدأ المسافرون والتجار بشراء هذه القبعات من الموانئ البنميّة لتشقّ طريقها إلى جميع أنحاء العالم.

ظهرت هذه القبعات في الصحف؛ ما أدى إلى زيادة الطلب عليها، وخاصة عندما قام تيودور روزفلت بارتداء واحدة في أثناء زيارته موقع قناة بنما في عام 1906.

وفي منتصف عام 1800، عُرضت هذه القبعات بالمعرض العالمي في باريس، وخلال الحرب الأميركية-الإسبانية عام 1898، طلبت حكومة الولايات المتحدة من الإكوادور أن تُصنّع لها 50000 قبعة لقواتها المتوجِّهة إلى البحر الكاريبي.

قبعات بنما الأعلى جودة كانت تُعرف باسم «مونتكريستي»، فقد كانت هذه القبعة يصنعها من أشجار النخيل العديد من الحرفيين في بلدة صغيرة تُعرف باسم «مونتكريستي»، الموجودة في بلاد الإكوادور. وكانت كلّ قبعة فريدةً من نوعها؛ نظراً إلى جودتها، والوقت المستغرق في صنعها، والذي يتراوح بين شهر و6 أشهر تقريباً.

وقد استُخدمت سنوات عدة على أنها جزء من الموضة السائدة بجميع أنحاء العالم في ذلك الوقت. وكان العديد من قادة العالم يرتدونها آنذاك أمثال ونستون تشرشل، ونيكيتا خروتشوف، والملوك الأوروبيين، والمشاهير العالميين.

قبعة شارلوك هولمز.. كان وراء شهرتها خيال رسام

يعد شارلوك هولمز شخصية خيالية لمحقق في لندن من أواخر القرن التاسع عشر، ابتكرها الكاتب والطبيب الأسكتلندي السير آرثر كونان دويل.

في ذلك الوقت، كانت قبعة «ديك ستوكر» تحظى بشعبية كبيرة بلندن، وكان يتم ارتداؤها في المناطق الريفية، حيث كانت شعبية بشكل خاص في الريف الإنكليزي.

والمثير للدهشة أن هذه القبعة المألوفة لم تُذكر -على وجه التحديد- بالاسم في أي مِن كُتب هولمز، لكن الرسام سيدني باجيت (مُنشئ الصور الشعبية لشارلوك هولمز) -والذي تم توظيفه عن غير قصد لتوضيح سلسلة مغامرات شارلوك هولمز من خلال الرسومات-  كان قد رسم عدة صور لشارلوك هولمز وهو يرتدي هذه القبعة؛ ولذلك سميت هذه القبعة باسم قبعة شارلوك هولمز.

جدير بالذكر أن ناشري مغامرات هولمز أرسلوا رسالة التكليف عن طريق الخطأ إلى سيدني باجيت بدلاً من أخيه الأصغر، والتر بيجيت، للقيام بعمل رسومات توضيحية لسلسلة المغامرات.

قبعة التخرج.. من الرومان حتى يومنا هذا

جاء شكل قبعة التخرج وفكرتها بالأصل من أداة كان يستخدمها عمال البناء لحمل الأسمنت خلال عملية البناء.

وينسب آخرون قبّعة التخرّج إلى قبّعة كان يلبسها الرومان، وخاصة رجال الدين الكاثوليك، تسمى «بيريتا». بعد ذلك، أصبح الطلاب والفنانون يلبسونها في القرنين الرابع عشر والخامس عشر.

وبالنسبة للخيط المتدلي من القبعة، فقد كان يرمز إلى التفريق بين الدرجات، حيث إن لكل درجة أو تصنيف لوناً مختلفاً.

وظهر تقليد رمي القبعات في الهواء عام 1912، عندما احتفل خريج جامعة أنابوبوليس بتخرجهم مبكراً عن موعدهم الطبيعي بسنتين، من خلال رمي القبّعات في الهواء، لتصبح بعد ذلك تقليداً يتم اتباعه بالمدارس المتوسطة والثانوية والجامعات.

قبعات الفرو.. للتفاخر بطول القامة أمام الأعداء

ارتدى جنود أوروبا الأصليون قبعات القماش في أثناء معاركهم الحربية بالقرن الـ17، وغالباً ما كانت تُصنع من الفرو. وفي أواخر القرن الـ18، بدأت الجيوش البريطانية والإسبانية والفرنسية ترتدي قبعات الفرو بغرض الزهو والتفاخر وإظهار طول القامة في ساحة المعركة.

ومع تطوُّر واختلاف معدّات الحروب، استغنت العديد من الجيوش عن ارتداء هذه القبعات؛ للتخلص من أية معوقات في أثناء استعمال الأسلحة والبنادق، وتم استبدالها بخوذات صلبة؛ لحماية رؤوسهم من القنابل والقذائف.

جدير بالذكر أن حراس قصر باكنغهام وحراس الملكة إليزابيث لا يزالون يرتدون هذه القبعات السوداء الطويلة إلى الآن؛ في محاولة منهم للمحافظة على التقاليد الإنجليزية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى