من التاريخ

قصص نشأة وتطور أشهر لغات العالم

كيف ظهرت اللغات في العالم؟ ربما يخطر هذا السؤال على ذهنك، حينما ترى التنوع الكبير في اللغات واللهجات التي يتواصل بها سكان كوكب الأرض، فلكل مجموعة لغتها ولكل سكان منطقةٍ لهجتهم الخاصة بهم، فمن أين جاءت كل هذه اللغات المختلفة؟

في البدء عليك أن تعرف أن ترتيب لغات العالم وفقاً لِسعة انتشار كل لغة، وكثرة أعداد المُتحدثين بها هي: الصينية، الهندية، الإسبانية، الإنجليزية، العربية، البرتغالية، البنغالية، الروسية، اليابانية، الألمانية.

أصعب لغات العالم

ومن أصعب لغات العالم في التعلم: الصينية والعربية واليابانية، في حين أن أسهل لغات العالم في التعلم: الإسبانية والإيطالية والفرنسية. وهنا سنعرض لك أصل أكثر اللغات شهرة في العالم وانتشاراً.

كيف ظهرت اللغات في العالم؟ إليك أصل اللغة الإنجليزية

بدأ تاريخ اللغة الإنجليزية بوصول 3 قبائل جرمانية غزت بريطانيا خلال القرن الخامس الميلادي.

 

عبَرت هذه القبائل بحر الشمال من الدنمارك وشمال ألمانيا حالياً، في هذا الوقت كان سكان بريطانيا يتحدثون اللغات الكلتية Celtic.

 

وهذه اللغة فرع من اللغات الهندية الأوروبية، التي كان يتحدث بها معظم سكان أوروبا الغربية في العصر الروماني وما قبل الروماني، وهي معروفة حالياً في الجزر البريطانية، وشبه جزيرة بريتاني في شمال غربي فرنسا.

 

 

الغالبية العظمى من متحدثي اللغات الكلتية دفعهم الغزاة إلى الغرب، بشكل أساسي إلى البلدان التي تُعرف الآن باسم ويلز وأسكتلندا وإيرلندا.

 

مرّت اللغة الإنجليزية حتى تصل إلى شكلها الحالي بالكثير من التطورات التدريجية والمُعقدة، ويمكن رصد هذه التدريجات على النحو التالي:

 

– مرحلة ما قبل الإنجليزية: وهي تلك المرحلة التي تمتد إلى ما قبل التاريخ وحتى عام 500م، وقد شهدت انتشار اللغات الهندية الأوروبية.

 

– مرحلة اللغة الإنجليزية القديمة: وهي المرحلة التي امتدت بين عامي 500 و1100م، والتي شهدت غزوات القبائل الجرمانية ومجيء المسيحية ومحو الأمية، وعصر الفايكنغ Viking.

 

والفايكنغ هو مصطلح شامل للأشخاص الذين جاءوا من الدول الإسكندنافية، وهي الآن النرويج والدنمارك والسويد، بين القرنين الثامن والحادي عشر.

 

كانت للفايكنغ سمعة سيئة في العصور الوسطى باعتبارهم مُحتلين وقراصنة يشنون غارات مخيفة وطويلة الأمد، ولكنهم كانوا مستكشفين وبحَّارة ماهرين، تمكنوا من الانتشار عبر أوروبا وشرقاً إلى آسيا، وجنوباً إلى شمال إفريقيا.
أنشأوا طرقاً تجارية عبر العالم، واستقروا في بريطانيا وإيرلندا، وهذه كانت مرحلة استقرار وانتشار الإنجليزية.

 

– مرحلة الإنجليزية الوسطى: وتمتد بين عامي 1100 و1500م، وهي المرحلة التي شهدت ولادة الأدب الإنجليزي.

 

وتبدأ قصة الأدب الإنجليزي مع التقاليد الجرمانية للمستوطنين الجدد، الآن يوصف أدب هذه المرحلة بأنه ضمن الإنجليزية القديمة، التي تكون صعبة على قارئ الإنجليزية الحديثة.

 

لكن الإنجليزية الوسطى اختلفت عن الإنجليزية القديمة في إضافة مفردات فرنسية بعد الفتح النورماندي، وقد تنافست التأثيرات الفرنسية والجرمانية على الدور الرئيس في الأدب الإنجليزي.

 

– مرحلة الإنجليزية الحديثة المبكرة: امتدت ما بين عامي 1500 و1800، وهي الفترة التي شهدت عصر النهضة الإنجليزية، والعصر الذهبي للأدب الإنجليزي، ومؤلفات ويليام شكسبير، وازدهار التجارة الدولية التي حملت اللغة الإنجليزية معها للبلدان الأخرى.

 

– مرحلة اللغة الإنجليزية الحديثة والمتأخرة: منذ عام 1800 وحتى الآن، وهي الفترة التي شهدت الثورة الصناعية والعلمية، وتأسيس الإمبراطورية البريطانية، والاستعمار البريطاني للبلدان الأخرى، وتنوع اللهجات الأمريكية والبريطانية في اللغة الإنجليزية، وبداية الإصلاح اللغوي والتطورات اللغوية اللاحقة في القرن العشرين.

أصل اللغة الفرنسية

 

في بداية القرن الحادي والعشرين، كانت الفرنسية لغة رسمية لأكثر من 25 دولة، في فرنسا وكورسيكا، يستخدمها نحو 60 مليون شخص كلغة أولى.

 

تُعتبر الفرنسية تطوراً للهجات غالو الرومانسية، وتبدأ هذه القصة في بلاد الغال.

 

فقد كانت فرنسا الحديثة وبلجيكا قديماً ضمن منطقة قديمة في أوروبا الغربية تُعرف باسم الغال. وفي حين أن لغة هذه البلاد لم تترك أثراً كبيراً في الفرنسية الحديثة الموجودة اليوم، فإنها كانت البداية.

 

فعندما غزا الرومان بلاد الغال في القرنين الثاني والأول قبل الميلاد، تعرضت اللغة الغيلية للهجوم.

 

وبسبب الرومان حلّت اللاتينية محل لغة الغاليش، وكان على المواطنين تقبل اللاتينية وتعلّمها.

 

اختفت لغة الغاليش، لكن بعد أن مررت نحو 150 كلمة للغة اللاتينية، انتقلت هذه الكلمات فيما بعد إلى الغة الفرنسية.

 

وفي تحوُّل يُنسب إلى الطبقات الدنيا من المواطنين، انتقلت اللاتينية من جذورها الكلاسيكية، وأُضيفت إليها مجموعة كاملة من المؤثرات المحلية، لتصبح «لغة الشعب».

 

وأصبحت اللغة الفرنسية التي تمتلك جذوراً لاتينية بها إلى حد كبير، وبفضل هذه الجذور قد يشعر المتحدثون بالإنجليزية بأنهم يتمتعون ببداية مُتقدمة في تعلُّم اللغة الفرنسية.

 

يُرجح أن أول وثيقة مكتوبة باللغة الفرنسية تعود إلى عام 842م، وهي الوثيقة التي تُعرف باسم قسم ستراسبورغ، وفق ما جاء في موسوعة Britannica.

أصل اللغة الإسبانية

 

تُعتبر اللغة الإسبانية هي اللغة الثالثة على مستوى العالم من حيث عدد الناطقين بها، فالإسبانية هي اللغة الأم لما يقرب من 330 مليون شخص في 21 بلداً.

 

والإسبانية هي لغة رومانية، بمعنى أنها لغة مُنحدرة من اللاتينية، مثل اللغات الرومانسية الأخرى، التي تُعد الإسبانية واحدة منهم.

 

فاللغات الرومانسية هي التي أصلها لاتيني، وتُعد أحد فروع اللغات الهندوأوروبية، أغلبيتها في جنوب أوروبا، وأهمها الإيطالية والفرنسية والإسبانية والبرتغالية والرومانية.

 

كشأن اللغات الرومانسية الخاضعة للتغير الجغرافي، والتي تنشأ نتيجة اختلاط اللغة اللاتينية بلغة السكان المحليين، فإن الإسبانية نشأت نتيجة اختلاط اللاتينية مع اللغة الأيبيرية، وهي لغة سكان شبه الجزيرة الأيبيرية، التي تضم دول البرتغال وأندورا وجبل طارق وإسبانيا.

 

وصل الرومان إلى شبه الجزيرة الأيبيرية في القرن الثالث قبل الميلاد، حينها لم تكن اللغة اللاتينية الرسمية إجبارية على السكان، لكن الأهالي تعلموها.

 

فأصبحت اللاتينية تدريجياً هي اللغة الثانية، مع الوقت أصبحت اللغة اللاتينية التي يتكلم بها سكان هذه المنطقة مختلفة عن أصلها، وهكذا جاءت بداية اللغة الإسبانية.

أصل اللغة الصينية

 

تعتبر اللغة الصينية من أقدم اللغات المكتوبة في العالم، ولها تاريخ يصل إلى نحو 6000 سنة.

 

فقد اكتُشفت نقوش الحروف الصينية في كثير من أصداف السلاحف التي تنتمي إلى أسرة شانغ في الفترة ما بين 1766 و1123 قبل الميلاد،  والتي تُثبت أن اللغة المكتوبة لها أكثر من 3000 سنة.

 

كانت اللغة الصينية القديمة هي اللغة المشتركة في عهد أسرة تشو القديمة والوسطى.

 

وكانت تتضمن نصوصها نقوشاً على قطع أثرية قديمة، ثم بدأ العمل في إعادة إعمار اللغة الصينية القديمة بعلماء أسرة شانغ.

 

تستخدم اللغة الصينية شخصيات أو رموزاً لتمثيل كلمة واحدة من مفرداتها، يمكنك العثور على 40000 حرف في قاموس صيني كبير، وتحتاج تعلم نحو 2000 حرف على الأقل، لتتمكن من قراءة صحيفة صينية.

 

وبسبب التغيرات السياسية والثورات، تم تعديل اللغة الصينية المكتوبة، لكن المبادئ الأساسية للغة وشخصياتها ورموزها ظلت كما هي.

 

وهناك كثير من لهجات اللغة الصينية وفقاً للمقاطعات المختلفة، ولكن اللغة المكتوبة هي نفسها تقريباً رغم اختلاف اللهجات.

 

قد تجد أن الشعب الصيني من المقاطعات المختلفة يتواصلون لفظياً بصعوبة بعضهم مع بعض، لكنهم جميعاً يستطيعون فهم اللغة المكتوبة.

أصل اللغة الأردية

تعد اللغة الأردية عضواً في مجموعة اللغات الهندو-آرية ضمن عائلة اللغات الهندية الأوروبية.

 

يتحدث الأردية أكثر من 100 مليون شخص، غالبيتهم في باكستان والهند، وهي لغة الدولة الرسمية بباكستان.

 

تختلف الأردية عن الهندية في أنها مرتبطة بنمط من الخط الفارسي، وتُقرأ من اليمين إلى اليسار.

 

في حين أن الهندية تشبه اللغة السنسكريتية، وتُقرأ من اليسار إلى اليمين.

 

بدأت التأثيرات اللغوية الأولى في تطوير اللغة الأردية مع الفتح الإسلامي لبلاد السند، فبدأت اللغة الأردية تتطور نتيجة للاتصالات الفارسية والعربية خلال غزوات شبه القارة الهندية بالقوى الفارسية والتركية منذ القرن الحادي عشر.

 

طورت اللغة الأردية في القرن الثاني عشر من منطقة إقليمية بشمال غرب الهند، وقد كانت بمنزلة تعبير لغوي موحّد بعد الفتح الإسلامي.

 

تطورت الأردية بشكل حاسم خلال سلطنة دلهي (1206-1526) وإمبراطورية المغول (1526-1858).

 

والأوردية الحديثة هي اللغة الوطنية في باكستان، كما يتحدث بها الملايين في الهند.

أصل اللغة العبرية

اللغة العبرية واحدة من اللغات السامية، التي يرتبط ببعضها ببعض ارتباطاً وثيقاً.

 

على سبيل المثال، أول 100 كلمة فينيقية بالقاموس، نسبة 82% منها تملك المعنى نفسه في العبرية. كما أن تعلم اللغة الآرامية يسهل فهم اللغة العبرية.

 

انتشرت اللغات السامية قديماً في المنطقة التي يحدها من الشرق دجلة والفرات، ومن الغرب البحر المتوسط، ومن الشمال جبال أرمينيا، ومن الجنوب الساحل الجنوبي لشبه الجزيرة العربية.

 

بعض هذه اللغات واللهجات ماتت واندثرت، ولم يبقَ من آثارها شيء إلا بعض النقوش والكتابات الأثرية، وبعضها الآخر لا يزال حياً إلى اليوم نتيجة التطور الطبيعي للغة، وانتشر في أماكن جديدة كاللغة العبرية.

 

كانت معظم الشعوب التي تتكلم بهذه اللغات منحدرة من سام بن نوح، ولذا أُطلق على هذه الشعوب اسم الشعوب السامية.

 

تنتمي اللغة العبرية إلى القسم المتوسط من اللغات السامية، ويسمى قسم الكنعانية، وتنقسم مراحلها إلى:

 

– اللغة العبرية القديمة كما هي ممثلة في بعض النقوش القديمة.

 

– العبرية في القرون الوسطى: من القرن السادس إلى القرن الثالث عشر، بعد أن اقترضت كلمات كثيرة من اليونانية والإسبانية والعربية وغيرها من اللغات.

 

– ثم العبرية الحديثة وهي لغة إسرائيل في العصر الحديث.

أصل اللغة العربية

 

كانت اللغة العربية موجودة منذ أكثر من 1000 عام، ويُعتقد أنها نشأت في شبه الجزيرة العربية.

 

كان أول من تحدث بها القبائل البدوية في الحدود الشمالية الغربية من شبه الجزيرة.

 

وتنتمي اللغة العربية إلى الرحالة العرب، وقد احتلت هذه اللغة في المقام الأول المنطقة بين بلاد ما بين النهرين إلى الشرق إلى جبال لبنان في الغرب، إلى سيناء في الجنوب.

 

تنتمي اللغة العربية كما العبرية إلى عائلة اللغات السامية، وهي من مجموعة اللغات الأفرو-آسيوية، وفرع من اللغة الكنعانية، كما العبرية أيضاً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى