وجوه

تعرف علي السيناتور ماكين الذي طلب من ترامب عدم حضور جنازته

قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية يوم السبت 5 مايو أن السيناتور الجمهوري ورئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأمريكي جون ماكين قد أبلغ البيت الأبيض أنه لا يرغب بحضور الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب جنازته عند وفاته.

ونقلت الصحيفة عن أوساط أسرة ماكين أنه يفضل حضور نائب الرئيس مايك بنس لجنازته نيابة عن البيت الأبيض.

ونقلت وسائل إعلام أمريكية عن ماكين قوله “إن ترامب لا يمثل القيم الأمريكية عندما يمطر الطغاة بالمديح ويشكك في وسائل الإعلام التي لا تروق له ويتجاهل مسألة حقوق الانسان ويحتقر اللاجئين”.

“الموجة القلقة”
ومن بين ما تتضمنه مذكرات ماكين التي تحمل عنوان “الموجة القلقة” والمقرر صدورها في 22 مايو/أيار الجاري وصفه لترامب: “الإطراء صديقه والنقد عدوه”.

وسخر ماكين من مستشاري ترامب السابقين ستيفن بانون وسيباستيان غوركا وقال إنهما “أكثر غرابة من ترامب”، معربا عن ارتياحه لخروجهما من البيت الأبيض، الذي لم يشهد أوضاعا غريبة كهذه منذ “استعصاء ويليام تافت في حوض الحمام” في إشارة إلى ما وقع للرئيس الأمريكي أوائل القرن العشرين تافت عندما كان يستحم في البيت الابيض فعلق في حوض الحمام.

يذكر أن ترامب قال عن ماكين خلال حملة الانتخابات الرئاسية عام 2016 “إنه ليس بطلا حقيقيا”. وماكين هو من أشد الداعمين للتحقيق الذي يقوده مولر في مسألة ما يوصف بالتدخل الروسي في الانتخابات الامريكية لصالح ترامب.

بطل الحرب
ويخضع ماكين،81 عاما، للعلاج من مرض السرطان في المخ. ويوصف بأنه بطل حرب وثعلب سياسة وصريح الكلام.

ولد ماكين في التاسع والعشرين من آب / أغسطس 1936. وبدأ حياته في الجيش الأمريكي وكان طيارا حربيا في البحرية الأمريكية خلال حرب فيتنام و قضى خمس سنوات في الأسر لدى فيتنام الشمالية.

ماكين من الصقور في السياسة الخارجية وكان من أقوى المؤيدين للحرب على العراق وأيد زيادة القوات هناك تحت امرة الجنرال ديفيد بتريوس.

الا انه وصف وزير الدفاع الامريكي الاسبق خلال غزو العراق دونالد رمسفيلد بأنه “واحد من اسوأ وزراء الدفاع في التاريخ” وانتقد تعامل ادارة بوش مع الصراع في العراق.

وعارض ماكين بشدة ترحيل المعتقلين المشتبه في أنهم ارهابيون إلى سجون سرية في دول تستخدم أساليب تحقيق غير قانونية، وعارض استخدام التعذيب ونجح في تبني تشريع يحظر استخدام أساليب قاسية ولا انسانية ومهينة في معاملة المشتبه بهم.
تجاوز الحزبية
ولم يتردد ماكين في التعاون مع النواب الديمقراطيين في الكونغرس لتحقيق أهدافه. فقد تبنى مع عضو مجلس الشيوخ الديموقراطي جو ليبرمان قانونا يفرض حدودا قصوى لانبعاثات الكربون.

كما أنه تبنى مشروع قانون للهجرة للحزبين في 2007 لو تم تمريره لسمح بعفو عن المهاجرين غير القانونيين وفرض قيود مشددة على الحدود.

كما ان رأيه بأن العاملين بدون وثائق في أمريكا يجب أن يعطوا حق الحصول على المواطنة لا يتسق مع رأي كثيرين من أعضاء حزبه الجمهوري.

وأكثر ما يجذب الناخبين الامريكيين لماكين هي شخصيته التي تشكلت عبر سنوات طويلة من الخدمة في البحرية الامريكية.

فهو ابن أدميرال كبير في البحرية، وتخرج عام 1958 من الأكاديمية البحرية الامريكية ليبدأ مسيرة عمل لنحو 22 عاما كطيار في البحرية.

خدم في حرب فيتنام ونجا من الموت بأعجوبة عام 1967 عندما أصاب صاروخ خزان وقود طائرته وهو يستعد للإقلاع من حاملة الطائرات “فوريستال” في مهمة قتالية، وأدى الحريق الى مصرع 135 من القوات الامريكية.

وبعد ثلاثة أشهر اسقطت طائرته فوق شمال فيتنام، واسره الفيتناميون وظل سجينا لديهم حتى عام 1973، وقال إنه تعرض فيها للضرب الذي تركه يعاني من محدودية الحركة في أحد ذراعيه. وظل في الخدمة حتى تقاعده عام 1981.
سيرته السياسية
بعد تقاعده انتقل لولاية اريزونا ليبدأ مشواره السياسي، بالفوز بمقعد مجلس النواب عام 1982 ثم الفوز بمقعد مجلس الشيوخ بعدها بأربع سنوات.

وفي التسعينيات، لعب دورا مهما في تطبيع علاقات الولايات المتحدة مع فيتنام.

نافس الرئيس جورج بوش الابن على ترشيح الحزب الجمهوري لانتخابات 2000 وضمنت له شخصيته دعما أوليا، وأحرز فوزا مفاجئا في انتخابات تمهيدية في ولاية نيو هامبشير.

لكنه تعرض لسلسلة من الهجمات مع تحول المنافسة إلى صراع مرير كما اختلف بشدة فيما بعد مع أعضاء الحزب المؤثرين من اليمين المتدين.

وفي السياسة الخارجية أيد ماكين بوش في مواقفه بالنسبة للشرق الأوسط وبالنسبة للعراق وأكد مرارا على ضرورة زيادة القوات هناك لوقف العنف.

وفاز ماكين بترشيح الحزب الجمهوري عام 2008، ولكنه خسر الانتخابات الرئاسية امام المرشح الديمقراطي باراك أوباما بنسبة 365 الى 173 في المجمع الانتخابي و53 الى 46 في المئة بالنسبة لعدد الأصوات.

عقب ذلك، اتخذ ماكين مواقف اكثر محافظة وعارض الكثير من سياسات ادارة أوباما لاسيما فيما يتعلق بالسياسة الخارجية.

وفي عام 2015، أصبح ماكين رئيسا للجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ. كما كان من أشد الداعين إلى اتخاذ موقف متشدد من إيران.

عند اندلاع “الربيع العربي” عام 2011، حث ماكين الرئيس المصري حسني مبارك على التنحي، ودعا الولايات المتحدة إلى اتخاذ موقف مؤيد للديمقراطية في المنطقة العربية رغم مخاطر استحواذ الاسلاميين على السلطة في دول المنطقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى