تقارير وتحليلات

10 حقائق عن سور الصين العظيم

إلى أي مدى تعرف حقاً عن سور الصين العظيم وما سبب بنائه؟ وهل ثمة جثث مدفونة فيه؟ وهل يمكن لرواد الفضاء رؤيته من الفضاء الخارجي؟ في هذا المقال يفرق لنا جون مان، مؤلف كتاب Great Wall of China، بين المعلومات الحقيقية والمعلومات المغلوطة التي تكتنف هذا البناء العملاق.
سور الصين العظيم هو سلسلة من الجدران والتحصينات الواقعة شمالي الصين، التي بُنِيَت قبل 500 عام تقريباً، ويُقدَّر طول السور بما يتراوح بين 1,500 و5000 آلاف ميل (2,414 و8,047 كيلومتراً)، إلا أن مسحاً أثرياً أجرته إدارة التراث الثقافي الوطني الصيني عام 2012 يشير إلى أن السور يمتد لأكثر من ضعف هذه المسافة، أي ما يقارب 13 ألف ميل أو 21 ألف كيلومتر.
نستعرض فيما يلي 10 حقائق لا تعرفها عن سور الصين العظيم نقلاً عن موقعHistory Extra:

1- لا يمكن رؤيته من القمر

جاءت هذه الفكرة من روبرت ربلي، الرسَّام الذي راكَمَ ثروةً طائلةً من سلسلة Believe It Or Not!، إذ وصف الجدار بأنه «أعظم أعمال الإنسان: الشيء الوحيد الذي يمكن رؤيته بالعين المُجرَّدة من على سطح القمر».

وفي الحقيقة، لم تقم هذه العبارة على أيِّ دليلٍ على الإطلاق؛ إذ أطلقها الفنان قبل وصول الإنسان إلى الفضاء الخارجي بأكثر من 30 عاماً.

وعلى الرغم من نفي رواد الفضاء لذلك، ظلَّت العبارة  اقتباساً واسع الانتشار باعتبارها «حقيقة».

2- الصينيون لا يُطلقون عليه «السور العظيم»

ظهر الاسم الصيني للسور قبل زمن طويل من تسميته بـ «سور الصين العظيم»، عندما كان لكلِّ مدينة سورها المنفصل. إذ كان بالأساس هو الرابط بين الأسوار والمدن، لدرجة أن الصينيين استخدموا كلمة واحدة لتغطيتهما معاً، ولا يزالون يفعلون ذلك حتى الآن.

ففي القاموس القياسي الموجز الذي تصدره Oxford Union Press، فإن كلمة Chéng تعني «سور مدينة» وأضاف الصينيون صفة؛ لكنها صفة «طويل» لا صفة «عظيم».

وبذلك تصبح التسمية الصينية لـ «سور الصين العظيم»: تشانغ تشنغ (cháng chéng) هي «الجدار الطويل»، أو «الجدران الطويلة».

3- السور الذي تعرفه وتحبه ليس بالقِدم الذي تعتقده

يُعتَقَد أن تاريخ السور يرجع إلى 2000 عام تقريباً، أو إلى عام 221 قبل الميلاد حين اتَّحدَت الصين للمرة الأولى، لكن الحقيقة هي أن ما يعود إلى هذا التاريخ القديم مجرد كومة على الأرض. أما التصور الشهير للسور الحالي المبني من الأحجار والهياكل القتالية، بُنِيَ على يد سلالة مينغ الحاكمة (1358–1644)، وعمره 500 عام على أقصى تقدير.

4- لم يُشَيَّد لصدِّ هجمات المغول

شُيِّدَ الجدار بأمرٍ من الإمبراطور الأول، الذي تُوفيَ عام 210 قبل الميلاد، أي قبل ظهور المغول سنة 800 ميلادياً.

لكنه بالفعل كان لصدِّ شعب شيونغنو «أسلاف عرق الهان، وهي ثاني السلالات الصينية الحاكمة». أما المواجهات المعروفة مع المغول فقد وقعت في أواخر القرن الرابع عشر، حينما طرد أباطرة المينغ المغول من الصين.

5- لا يحتوي السور على أي جثث

تقول الشائعات القديمة إن عمالاً قد دُفِنوا في السور. كانت هذه شائعات أطلقها على الأرجح المؤرخ الكبير لسلالة الهان، سيما شيان، لكن لم تُكتَشَف حتى الآن أيُّ عظامٍ في الجدار، ولا يوجد أيُّ دليلٍ كتابي أو أثري على ذلك الاتهام.

6- هناك أكثر من سور

السور عبارة عن أجزاءٍ صغيرة، ولا يُشبه أغلبها المبنى العظيم الذي يزوره السائحون. وقد تحوَّلَت الأقسام الآمنة إلى أقسامٍ خطرة (متهدمة، ومكسوة بالعشب، ومغلقة أمام السائرين) ثم بدأت تلك الأجزاء في الاختفاء وسط الفجوات التي أحدثتها الطرق والخزَّانات، لكن تبقى منها أجزاء على مسافات متباعدة حول العاصمة بكين.

7- ليس سوراً فقط

تعد الأجزاء التي بنتها سلالة مينغ حول بكين أسواراً، لكن إذا اتَّجهتَ غرباً تجد أن الصخور والأحجار انهارت على الأرض، فأحياناً تظهر مُكوِّناتها على شكل سنمة الجمل، وأحياناً لا تُشكِّل سوى كومة صغيرة، وأحياناً أخرى لا يظهر لها أيُّ أثر على الإطلاق. ولا يتألَّف السور من مجرد جدران وأكوام، إذ هناك حصون، وثكنات، وأبراج حراسة، وأبراج مراقبة، تصطفّ على الخطوط الرئيسية للسور.

8- لم يتمكن من إيقاف أيِّ غزو

تمكَّنَت القبائل الشمالية من تخطِّي الجدار بسهولة، ففي 1449 تمكَّن المغول من هزيمة سلالة المينغ على الناحية الجنوبية من الجدار، ولم تسنح الفرصة لإكمال بنائه سوى في فترة السلام بين 1571 و1644. ومع حلول عام 1644، وقع السور تحت سيطرة عشيرة مانشو، بعدما فتح الجنرال المينغي المحلي بوابة الشرق الأقصى -شانهايغوان- للغزاة.

9- لا يسع خمسة أحصنة متجاورة

بعض الأقسام شُيِّدَت حول بكين، لتكون سوراً وطريقاً في آنٍ واحدٍ، لكن هناك أجزاء أخرى تتسع لمرور شخص واحد فقط. وفي الغرب من بكين توجد نجد بعض الأماكن بلا ممر من الأساس، حيث كان على الخيول والجنود السير بمحاذاة قاعدة السور.

10- تمكَّن ماركو بولو من رؤيته بالفعل

صحيحٌ أن ماركو بولو وهو رحالة إيطالي لم يذكر ذلك، وهو ما استُخدِمَ دليلاً على أنه لم يذهب إلى الصين قط، لكن (أواخر القرن الثالث عشر) خضعت الصين لحكم المغول، وقد أُهمِلَ السور منذ دمَّر الغزاة بقيادة جنكيز خان شماليّ الصين قبل ذلك بخمسين عاماً. ولم تكن هناك حاجة للمغول في ذكر السور أثناء السلم، وهم الذين أهملوه خلال الحرب، ويُعتقد أن ماركو قد مرَّ به عدة مرات خلال رحلته من بكين إلى قصر كوبلاي خان في شانادو، لكنه لم يجد أهمية لكتابة أي ملحوظة حوله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى