كتب ودراسات

مضاد حيوي جديد يتبع استراتيجية “حصان طروادة” في قتل البكتيريا

طور علماء مضادا حيويا قد يحقق نجاحا كبيرا في التعامل مع البكتيريا في المراحل المبكرة من الإصابة.

ويعمل المضاد الحيوي الجديد، الذي طورته شركة شيونوغي للأدوية، استنادا إلى فكرة “حصان طروادة” في الأسطورة اليونانية المعروفة، إذ يخدع البكتيريا ويتمكن من التسلل إلى داخلها.

وجُرب العلاج الجديد على 448 حالة إصابة بعدوى الكُلى والمسالك البولية، والذين قالوا إنه أثبت فاعلية بعد تناوله.

وقال خبراء أدوية إن النتائج التي تم التوصل إليها تبدو مشجعة على تطوير الدواء الجديد الذي وُصف بأنه “واعد”.

آمن وجيد

استوحى الباحثون الذين قاموا على تطوير المضاد الحيوي الجديد فكرة عمله من أسطورة يونانية التي تشير إلى الحصان الخشبي الضخم الذي اختبأ فيه المحاربون اليونانيون لخداع العدو في مدينة طروادة.

لكنهم استبدلوا الخشب بعنصر الحديد في الجسم كحيلة لإدخال المضاد الحيوي إلى البكتيريا.

وقال سيمون بورتسموث، قائد الفريق البحثي الذي عكف على تطوير الدواء الجديد، إنه في حالات العدوى الحادة ، يخلق الجسم بيئة فقيرة بالحديد كأحد الاستجابات المناعية الفطرية لمقاومة البكتيريا التي تقوم بدورها بزيادة امتصاص الحديد”.

ويتحد المضاد الحيوي الجديد، الذي سمي مستحضر السفيديروكول، مع الحديد في الجسم، ما يدفع البكتيريا إلى ارتكاب خطأ قاتل بعد أن تمرر الدواء إلى أماكن تتجاوز دفاعاتها فيتسلل إلى خلاياها ويقتلها.

ونشرت مجلة لانسيت العلمية المتخصصة نتائج البحث الذي يقوم عليه تطوير الدواء الجديد.

وأضاف بورتسموث أن ” السفيديروكول أثبت فاعلية وجودة أثناء استخدامه في العلاج.”

وتُعد الدراسة الجديدة نادرة في هذا المجال، إذ تتمتع البكتيريا بحصانة ضد المضادات الحيوية وهو ما ينتج عنه درجات من العدوى يصعب علاجها في بعض الأحيان.

مقاومة المضادات

وتضمن تقرير مراجعة مقاومة مضادات الميكروبات تقديرات صارخة تشير إلى أن حوالي عشرة ملايين مريض سوف يفقدون حياتهم سنويا بسبب زيادة كبيرة في قدرة الميكروبات والبكتيريا المسببة للعدوى على التحور ومقاومة الأدوية بحلول عام 2050.

وقال سيرغي موستوي، الأستاذ بكلية لندن للصحة والطب الاستوائي، إن “هذه الدراسة المهمة تعطي أملا في مضاد حيوي جديد يمكن أن يكون بديلا لعلاج البكتيريا المسببة للعدوى، لكن العمل عليه لم ينته بعد.”

ولا يزال العلاج الجديد يحتاج إلى مزيد من التجارب من أجل التأكد من فاعليته وآثاره الطبية.

ويأمل عدد من المصابين بأنماط من العدوى الحادة مثل الالتهاب الرئوي، الذين يستخدمون في العلاج مضادات حيوية من مركب كاربابينيم، في أن يصيبهم الدور للحصول على فرصة تجربة المضاد الحيوي الجديد.

فبمجرد تسلل مركب السفيديروكول إلى خلايا البكتريا، يتمكن المركب من قتلها بنفس الفاعلية التي تتمتع بها المضادات الحيوية العادية.

وقال خبراء إننا في حاجة ماسة إلى هذه الأنواع الجديدة من المضادات الحيوية القاتلة للبكتيريا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى