مؤسسة الديوان

نيويورك تايمز: داعش سيظل قوة إرهابية حتى بعد القضاء عليه في آخر معاقله بسوريا

أعلن أعضاء في التحالف الذي تدعمه الولايات المتحدة الأمريكية، أنهم بدأوا بالفعل في المرحلة الأخيرة من القضاء على تنظيم داعش المتواجد في مدينة هجين السورية، آخر معاقل التنظيم الإرهابي في سوريا والمنطقة التي انطلق منها. وعلقت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية على ذلك قائلة إن هذا الهجوم هو الفصل الأخير من الحرب التي بدأت منذ أكثر من أربع سنوات، بعد أن استولى تنظيم داعش، على مساحات شاسعة من الأراضي في العراق وسوريا وأعلن انطلاق خلافته.

 

وقالقوات سوريا الديمقراطية التي تحارب التنظيم في سوريا مع الولايات المتحدة وحلفائها، قالت إن قواتها بدأت هجومها على المنطقة من أربع نواحي في مساء يوم الإثنين.

 

واستطاعت فكرة الخلافة أن تضع تنظيم داعش على خريطة العالم سياسيًا وماديًا، حيث امتلأت خزائنه وقدم الكثيرون إلى سوريا والعراق للانخراط في صفوفه، وارتكب إرهابيوه العديد من الهجمات في المنطقة وخارجها باسمه.

 

ورجحت الصحيفة، أن يظل تنظيم داعش قوة إرهابية كبيرة حتى لو خسر المنطقة التي يسيطر عليها في هجين، وبحسب أحد مسؤولي قوات سوريا الديمقراطية، فإن المعركة لاستعادة هجين سوف تستغرق ما بين شهرين إلى ثلاثة أشهر، وبالنظر إلى مساحة هجين والقدرة القتالية بها فإن تلك الفترة طويلة نسبيًا، فالمدن الكبيرة التي كان يسيطر عليها التنظيم سقطت في أيدي القوات السورية في خلال أيام.

 

ولكن، بحسب الصحيفة، فإن الفارق بين هجين والمدن الأخرى، هو أنه في المدن الأخرى كان الإرهابيون لديهم الفرصة للخروج وإعادة التمركز في مناطق أخرى، ولكن بالنسبة لهجين فالتراجع ليس خيارًا مطروحًا فهذا هو آخر معاقل التنظيم الإرهابي في سوريا.

 

وقال الكولونيل شين رايان، المتحدث الرسمي باسم التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة في بغداد: “نتوقع قتالًا طويلًا وعنيفًا، فالإرهابيون هنا من النوع المتشدد وليس لديهم مكان آخر يلجأون إليه”.

وذكر أحد المدنيين في المدينة في اتصال هاتفي، رافضًا كشف اسمه، أن الإرهابيين قاموا بحفر أنفاق تسمح لهم بالتنقل بين المنازل بحرية تامة دون أن يتم الكشف عنهم من السماء، كما أن تلك الأنفاق تسمح لهم بالتنقل إلى قواعدهم العسكرية، ولأن الإرهابيين يعرفون أن التحالف يحاول تقليل الضحايا من المدنيين قدر المستطاع، حبس السكان داخل المدينة ويراقب الطرقات باستخدام القناصة.

استغرق الأمر أكثر من أربعة أعوام لتقليص المساحة التي يسيطر عليها تنظيم داعش لتصبح أقل من 1% مما كانت عليه في البداية، فبعد أن كان يسيطر على مساحة أشبه بمساحة بريطانيا، أصبحت المنطقة التي يسيطر عليها لا تتجاوز مائتي ميلًا مربعًا (518 كيلومترًا مربعًا تقريبًا)، وذلك بعد أكثر من 29 ألف ضربة جوية، وآلاف القتلى من الجانبين، حتى استطاع التحالف السيطرة على المناطق التي كانت تخضع للتنظيم، ولكن على الرغم من ذلك لا يزال داعش قوة ضارية.

 

تظهر البيانات التي جمعتها وزارة الدفاع الأمريكية والأمم المتحدة أن التنظيم الإرهابي لا يزال يحتفظ بنفس عدد المقاتلين مثلما كان في 2014 وهي فترة الذروة في عهد التنظيم، حيث يوجد في سوريا والعراق فقط 20 إلى 31 ألف مقاتل، فيما ينتشر آلاف آخرون في عدة دول أخرى.

 

ويقول مسؤولون أمريكيون في البيت الأبيض والبنتاجون إن الرقم الحقيقي أقل بكثير، ولكن تقرير سينشر حديثًا من قبل مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، يؤكد أن الرقم كبير، وأن التنظيم الإرهابي لا يزال يحتفظ بعدد مقاتليه البالغ 25 ألف على الأقل.

 

وسمحت المناطق التي سيطر عليها التنظيم وقت ذروته بامتلاكه لمليارات الدولارات من خلال فرض ضرائب على السكان في مناطق حكمه وكذلك التجارة التي يقومون بها، ما سمح لداعش بأن يصبح التنظيم الإرهابي الأكثر ثراء في العالم، وذلك سمح له بدفع رواتب لمقاتليه ومعاشات للعائلات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى