منتدى الفكر الاستراتيجي

نيويورك تايمز: إيران وإسرائيل يقتربان من المواجهة في سوريا

حذر الكاتب الأمريكي توماس فريدمان من خطر وقوع حرب بين إسرائيل وإيران في سوريا، وخاصة ان الاثنين بدءوا مواجهة مباشرة ضد بعضهم البعض دون وكلاء، كما كان في السابق.

سوريا علي حافة الحرب بين إيران وإسرائيل

وقال فريدمان في مقاله بصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية الذي نشر تحت عنوان “الحرب الحقيقية التالية: إيران ضد إسرائيل في سوريا”، إن إسرائيل وإيران علي حافة الحرب في سوريا وإذا حدث ذلك سيكون من الصعب علي روسيا والولايات المتحدة البقاء في سوريا.

وأشار فريدمان إلي الهجوم الثلاثي لفرنسا وبريطانيا وأمريكا علي سوريا لمعاقبة الرئيس السوري بشار الأسد لاستخدامه الأسلحة الكيميائية، مع تعهد روسيا بالرد، ما يجعل ذلك ثان أكثر المواجهات خطورة في سوريا.

واوضح فريدمان ان إسرائيل وإيران علي وشك مواجهة في سوريا بسبب محاولات إيران تحويل سوريا قاعدة جوية أمامية ضد إسرائيل، وهو امر ترفضه إسرائيل وتتعهد بعدم السماح بذلك، وللمرة الأولي بدأت إيران وإسرائيل بتوجيه ضربات مباشرة وهذه المرة دون وكلاء.

مغالاة غربية
ويري فريدمان إن الهجوم الثلاثي لفرنسا وأمريكا وبريطانيا مجرد مغالاة غربية ولا تهتم سوريا ولا روسيا بالمغالاة في غارة غربية أخري ورفع مستوي التدخل الغربي في سوريا لأن القوي الغربية لا تريد التورط في سوريا.

جولة ثانية من المواجهة

وأوضح فريدمان ان التوترات بين إيران وإسرائيل منذ فترة طويلة وتتصاعد مما يثير القلق بمحاولة إطلاق نار ثانية مباشرة وقد يكونوا علي وشك الدخول في جولة ثانية، بعد وقوع الجولة الأولي في 10 فبرايرعندما أسقطت إسرائيل طائرة دون طيار إيرانية أطلقتها الوحدة الشرقية “تي4” التابعة لفيلق القدس للحرس الثوري الإيراني في حمص بوسط سوريا، وأسقطتها إسرائيل بصاروخ أباتشي بعد اختراقها المجال الجوي الإسرائيلي.

وكشفت التقارير ان الطائرة الإيرانية كانت في مهمة استطلاعية بحتة، ولكن المتحدث الرسمي باسم الجيش الإسرائيلي، الجنرال رونين مانليس، قال “إن الطائرة وبعد تحليل مكوناتها التي سقطت، تبين أنها كانت تحمل متفجرات، وأن مهمتها كانت عملاً تخريبياً داخل الأراضي الإسرائيلية”، وإذا كان هذا حقيقي فهو يشير إلي أن قوة القدس التي يقودها العقيد الإيراني قاسم سليماني كان يحاول توجيه ضربة عسكرية ضد إسرائيل من قاعدة جوية في سورية وليست مجرد طائرة استطلاع.

ويشير فريدمان إلي أن مسؤول عسكري إسرائيلي، قال له ” أن هذه المرة الأولي التي نري فيها إيران تفعل شيئا ضد إسرائيل ولا تقوم به بالوكالة وهذا يعد بدأ مرحلة جديدة”.

لماذا قامت إسرائيل بضرب سوريا؟

وأضاف فريدمان ان هذا يفسر لماذا قامت إسرائيل بغارة صاروخية علي سوريا يوم الاثنين الماضي واستهدفت تفجير القاعدة “تي4” وأسفر عن هذا الهجوم مقتل 7 إيرانيين من أعضاء فيلق القدس، من بينهم العقيد مهدي دهجان الذي قاد وحدة الطائرات دون طيار ولكن هذه الضربة لم تحظي باهتمام اعلامي بسبب الهجوم الكيميائي الذي حدث بعد يومين من الهجوم الإسرائيلي علي سوريا.

استهداف البنية الإيرانية في سوريا

ولفت فريدمان إلي أن كبار المسؤولين بوزارة الدفاع الإسرائيلية قرروا ضرب البنية التحتية العسكرية الإيرانية بالكامل في سوريا إذا حاول الإيرانيون استهداف إسرائيل، حيث تحاول إيران بناء قاعدة جوية أمامية، ومصنع للصواريخ الموجهة بنظام تحديد المواقع العالمية التي يمكن ان تضرب أهدافاً داخل إسرائيل بدقة كبيرة بداخل دائرة حوالي نصف قطرها 50 متراً وتنشرها من سوريا ولبنان مع حزب الله، ولن تسمح إسرائيل بتكرار خاطئها في لبنان عندما سمحت لحزب الله انشاء تهديد صاروخي لإسرائيل في لبنان، مما يجعل الوضع خطير.

حقيقة الأطماع الإيرانية في المنطقة

بينما تزعم إيران أنها تنشيء قواعد في سوريا لحمايتها من إسرائيل، وأن ليس لديها أطماع في سوريا، ولكن المخاوف الأمنية الحقيقية لإيران هي من الخليج لمواجهة القوي السنية الحليفة للولايات المتحدة التي تحاول احتواء النفوذ الإيراني وتقويض النظام الإسلامي الإيراني الذي تراه طهران تهديد لها.

وتابع فريدمان، لذلك تحاول إيران بناء قواعد ومصانع صواريخ في سوريا بعد مساعدتها للأسد في سحق المعارضة، مما يجعلها تبدو كلعبة قوة الأنا من قبل قوة القدس الإيرانية التي يرأسها قاسم لسيماني لتمديد قبضة إيران علي أجزاء رئيسية في العالم العربي السني حيث تسيطر إيران الآن علي 4 عواصم عربية وهم دمشق وبيروت وبغداد واليمن، ما يجعل إيران أكبر قوة احتلال في العالم العربي اليوم.

تقسيم سوريا وفقاً لمصالح روسيا وإيران

وأضاف فريدمان أن المسؤولون العسكريون الإسرائيليون يعتقدون أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وسليماني أكثر من حلفاء، حيث يريد بوتين ان تكون سوري مستقرة حيث يمكن لدميته الأسد أن يسيطر علي سوريا، ما يجعل روسيا تحافظ علي وجودها البحري والجوي وتبدو كقوة عظمي مرة أخري بدفعها ثمن زهيد، بينما يفضل الرئيس حسن روحاني الاستقرار أيضا في سوريا لتعزيز سلطة الأسد وعدم استنزاف المزيد من الميزانية الإيرانية، مع التطلع لتحقيق المزيد من الهيمنة علي العالم العربي وممارسة الضغوطات علي إسرائيل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى