سلطت صحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية الضوء علي الإصلاحات الاقتصادية التي نفذتها الحكومة المصرية ما جعل الشركات متعددة الجنسيات تتطلع للسوق المصري.
تتطلع الشركات الأجنبية للسوق المصري
وبحسب الصحيفة البريطانية أن الإصلاحات الاقتصادية المصرية في بدأت تؤتي ثمارها، ومع تحسن المؤشرات الاقتصادية تتطلع الشركات متعددة الجنسيات بالولايات المتحدة الأمريكية باهتمام للسوق المصري.
وأشارت الصحيفة إلي الأعلان الترويجي لوزارة الاستثمار المصرية الذي يدل علي القضاء علي البيروقراطية وعدم وقوف المستثمرين الطوابير الطويلة للحصول علي الخدمات المقدمة للمستثمرين، ويظهر في الاعلان موظف مهذب يدعو المستثمر للاسترخاء وتناول فنجان من القهوة حتي الأنتهاء من الأوراق الخاصة ما يجعلها خدمة من فئة ال 5 نجوم.
فرص عمل
وأوضحت الصحيفة أن الإجراءات القاسية التي اتخذتها مصر بهدف تحسين الاقتصاد الذي تضرر بشدة بعد ثورة 2011، و تريد مصر إحياء الاستثمار المحلي والأجنبي للمساعدة في خلق فرص عمل لـ700 ألف شخص بحاجه للعمل كل عام.
ويؤكد رجال الأعمال والمحللون الاقتصاديين أن بعد 8 أشهر من برنامج الإصلاح الاقتصادي المتفق عليه مع صندوق النقد الدولي، بدأت تؤتي ثمارها الآن، ويتوقعون أن تنطلق الاستثمارات مع تحسن المؤشرات الاقتصادية وتتطلع الشركات الدولية باهتمام نحو أكبر دولة عربية من حيث تعداد السكان.
تحرير سعر الصرف
ولفتت الصحيفة إلي قرار الحكومة لتعويم العملة كجزء من اتفاق صندوق النقد الدولي للحصول علي قرض بقيمة 12 مليار دولار في نوفمبر 2016، مما أدي إلي فقد قيمة الجنية أمام الدولار وتسبب في صدمة لتحرير سعر الصرف حيث تعتمد مصر بشكل كبير علي الواردات، وبلغ التضخم لأكثر من 30% في يوليو 2017 وانخفض إلي 13.3% في مارس هذا العام، ومن المتوقع أن ينخفض أكثر، وينخفض عجز الميزانية إلي 8.4% من الناتج المحلي الإجمالي في العام المقبل، من 9.8% للسنة المالية الحالية التي تنتهي في يونيو.
اكتشاف الغاز
ونوهت الصحيفة إلي اكتشافات الغاز الطبيعي مثل حقل زهر العملاق الذي بدأ العمل فيه هذا العام والاستثمارات الحكومية في البنية التحتية، مما ساعد علي أنهاء مشاكل الطاقة التي أفسدتها الصناعة في السنوات الأخيرة، وتخطط الحكومة لبيع حصص للعديد من الشركات المملوكة للدولة قبل نهاية عام 2018.
الإصلاحات الاقتصادية
وقال طارق توفيق، رئيس غرفة التجارة الأمريكية في مصر “أن المستثمرين الأجانب كانوا ينتظرون رؤية نتائج الإصلاحات الاقتصادية المستدامة وذات جدوي سياسية، وتستعد الشركات متعددة الجنسيات الأمريكية لتوسيع استثماراتها بعد التأكد من استمرار الإصلاحات”.
وأضافت الصحيفة أن معظم الاستثمارات الأجنبية المباشرة كانت في النفط والغاز ، وبعضها في الطاقة المتجددة، على الرغم من القطاعات حيوية إلا أنها لم تقدم فرص عمل إلا للقليل.
اهتمام المستثمرون
ويقول المصرفيون “إن المستثمرين بدأوا ينظرون عن كثب إلى الرعاية الصحية والسلع الاستهلاكية والمنسوجات والتصنيع، وتقدم لهذه الأسواق المحلية حوالي 98 مليون شخص مع إمكانات للتصدير بعد خفض قيمة العملة”.
وقال محمد أبو باشا ، رئيس قسم تحليل الاقتصاد الكلي في بنك “إي إف جي هيرميس” ، وهو بنك استثماري إقليمي ” إن المستثمرين ينظرون عادة إلى جهود الإصلاح علي أنها خطر، ولكن لا توجد أسباب لمثل هذه المخاوف، لأن الإصلاحات المقبلة أقل حجماً عن التي نفذت بالفعل”.
وأشار أبو باشا إلى أن التضخم المرتفع منذ خفض قيمة العملة أدى إلى انخفاض الطلب ، ولكنه بدأ في الآونة الأخيرة في الارتفاع، ويستغرق الأمر وقتاً لاستعادة الطلب بعد التعديلات الكلية مثل التي مرت بها مصر، لذلك من الطبيعي إلا نري الكثير من الاستثمار الأجنبي المباشر الان.
وأضاف أبو باشا أن مع بداية العام لامقبل سنشهد زيادة في الاستثمار الأجنبي المباشر مع عودة الطلب.
