منتدى الفكر الاستراتيجي

من سيحكم العالم في القرن الـ21؟

نشرت مجلة “ناشونال إنترست” الأمريكية مقالا لأستاذ جامعي أمريكي استقرأ فيه أجوبة طلابه في ثلاث جامعات عن سؤال طرحه عليهم حول من يرون أنه سيتحكم في العالم خلال القرن الـ21.

وأشار مايكل أوهانلون في مقاله إلى أنه ظل طوال السنوات العشر الماضية يطرح على طلابه في جامعات جونز هوبكنز وسيراكيوز ودنفر سؤالا مفاده: من سيحكم العالم في القرن الـ21؟

وقال إن السؤال في حد ذاته كان محور منهج دراسي كامل يتعلق بكل القضايا ذات الأهمية الجيوستراتيجية تقريبا، مثل صعود الصين وعودة روسيا وانتشار الديمقراطية وصحوة الاستبداد ومكامن قوة الولايات المتحدة وحلف الناتو والاحتباس الحراري وارتفاع مناسيب المحيطات وانتشار أسلحة الدمار الشامل والتقنيات الجديدة بما فيها الذكاء الاصطناعي واحتمالات أن يبلغ تعداد سكان كوكب الأرض عشر مليارات نسمة بحلول منتصف القرن الحالي.

وأشار أوهانلون، الذي يعمل أيضا باحثا بمعهد بروكينغز، إلى أنه هو وطلابه يحاولون نهاية كل فصل دراسي الإجابة عن من هو الأوفر حظا للسيادة على القرن الحالي.

وأوضح الباحث الأمريكي أن كلمة “حاكم” قد تعني دولة أو حلفا أو تحالف دول، أو فكرة كبيرة كالديمقراطية أو التسلط، أو مأساة عظيمة من قبيل حرب نووية أو كارثة مناخية، أو مجموعة من الصراعات التكنولوجية والاقتصادية.

 

ولفت إلى أن طلابه أبدوا مجتمعين تشاؤما إزاء مستقبل الولايات المتحدة والعالم. ويعتقد أن هذا الانطباع يحمل في طياته رسالة هامة تعكس قلقا لدى الطلاب جديرا بأن تسمع لها الأحزاب السياسية بالولايات المتحدة.

وفي معرض إجاباتهم على سؤال “من سيحكم القرن الحالي في ظل الظروف الأمنية والإستراتيجية”، قال نحو ثلث الطلاب إن الولايات المتحدة هي التي ستسود العالم.

ورأى اثنان من الطلاب أن الديمقراطية أو صيغة من صيغها هي التي ستحكم. غير أن ما أثار دهشة الأستاذ الجامعي أنه حتى المتفائلين من طلابه أظهروا حماسة حذرة ودراية بالعديد من المشاكل كتلك التي تواجه الصين، وتفرق دول الاتحاد الأوروبي، وحالة الفقر التي ما تزال ترزح الهند تحت وطأتها رغم كل التقدم الذي أحرزته.. إلخ.

ورجح اثنان آخران أن تتخطى التوجهات المعادية لليبرالية وأيديولوجية الاستبداد قوى الديمقراطية بمرور السنوات، في حين اعتقد زميلان لهما أن التكنولوجيا ستهيمن بخيرها وشرها مع ما قد تصحبها من مثالب مثل تلويث الكوكب أو اندلاع حرب نووية.

وتوقع طالبان أن تتصدر أخبار الصراعات عناوين الأخبار مثلما حدث في النصف الأول أو نحوه من القرن العشرين. وذكر آخران أن الشركات والهيئات المتجاوزة للسلطة الوطنية والمنظمات غير الحكومية سيكون لها القدح المعلى بالقرن الحالي. غير أن اللافت أن طالبا واحدا تنبأ بأن يتحكم الاتحاد الإفريقي بزمام الأمور في العالم ما إن تُفني اقتصادات الدول المتقدمة كل منها الأخرى عبر الحروب والكوارث الأخرى، مما سيجعل إفريقيا القارة الوحيدة التي تقف شامخة.

وتوقعت مجموعات سابقة من الطلاب أن تكون الولايات المتحدة، أو الناتو، أو تيار الديمقراطية العام (حتى في بلدان مثل الهند وإندونيسيا ونيجيريا وأمريكا اللاتينية)، أو النظام الليبرالي العالمي، هي القوة المهيمنة على ذلك القرن.

وخلص الكاتب إلى أن طلابه كانوا على قناعة بأن قدرات الولايات المتحدة والغرب، وكذا القوى الأخرى الناشئة، ظلت أكثر ارتباطا ببعضها البعض، إلا أن ذلك الأمر تغير لبعض الوقت عام 2016، الذي شهد احتدام التنافس بين المرشحين خلال انتخابات الرئاسة الأمريكية، والتي توقع معظم الطلاب أن تسفر عن فوز هيلاري كلينتون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى