تقارير وتحليلات

رياضيان يرفضان الوقوف لـ”نشيد إسرائيل” أثناء مباراة

أُشيد برياضيين جامعيين وُصفا بأنهما “جريئان” و”شجاعان”، بعد أن اختارا الركوع على ركبتيهما خلال النشيد الوطني لإسرائيل أثناء مباراة بجامعة في نيويورك، لكنهما يواجهان أيضاً دعوات تطالب بتعليق دراستهما في الجامعة، وفق تقرير لموقع  Middle East Eye البريطاني.

على غرار النجم السابق في الدوري الوطني لكرة القدم الأمريكية، كولن كايبرنيك، الذي رفض الوقوف أثناء النشيد الوطني الأمريكي لتسليط الضوء على وحشية الشرطة والعنصرية، اتضح أن الرياضيين بكلية بروكلين هونان بهات وعمر رزيقة قد “ركعا على ركبتيهما” احتجاجاً على الاحتلال الإسرائيلي غير المشروع للأراضي الفلسطينية المحتلة وسياسات الفصل العنصري الإسرائيلية.

وفقاً لمقطع نُشر عن موقع فيسبوك لمباراة كرة طائرة حديثة انتشر على نطاق، جاء تصرف الشابين هذا أثناء مباراة بين كلية بروكلين وجامعة يشيفا في نيويورك.

تُعرّف جامعة يشيفا نفسها بأنها “المؤسسة اليهودية الرائدة في العالم للتعليم العالي”، وتعزف كلاً من النشيد الوطني الأمريكي والإسرائيلي قبل مبارياتها الرياضية.

قال حمزة، وهو رئيس رابطة “طلاب من أجل العدالة في فلسطين” في كلية بروكلين، إنه على الرغم من أن الشابين يواجهان سيلاً من الإساءة على الإنترنت، فقد لاقى تصرفهما استحساناً في الحرم الجامعي.

 

قال حمزة لموقع  Middle East Eye البريطاني: “للركوع على الركبة تاريخ طويل ويعرف الناس رد الفعل القوي الذي يصاحبه”.

وتابع: “من شأن تصرفهما (هذا) أن يساعد على إنعاش الحديث بشأن الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين”.

مع ذلك، حاول العديد من المنظمات اليمينية والصهيونية انتقاد هذا التصرف الاحتجاجي فوراً بوصفه “معادياً للسامية”.

منظمة “Simon Wiesenthal Center”، التي تصف نفسها بأنها جماعة حقوق إنسان يهودية وصفت  تصرف الشابين بأنه “استعراض سافر لمعاداة السامية”. وادّعت المنظمة كذباً أيضاً أن الطالبين رفضا مصافحة منافسيهما بعد المباراة وفق ما جاء في الموقع.

تعليق رئيس الجامعة

دعا آخرون على مواقع التواصل الاجتماعي كلية بروكلين إلى وقف الطالبين. بينما اتّهم آري بيرمان، رئيس جامعة يشيفا، الطالبين بعدم احترام العَلَم الإسرائيلي.

قال بيرمان: “نفتخر بأننا الجامعة الوحيدة التي تعزف النشيدين الأمريكي والإسرائيلي قبل كل المسابقات الرياضية والأحداث المهمة”.

وأضاف: “أكثر ما يجعلني فخوراً لأنني أمريكي هو أنني أعيش في بلد لن تُوضع فيه عراقيل أمام حريتنا الدينية وصهيونيتنا والتزامنا تجاه شعبنا، وأن تلك الأمور ستكون موضع تقدير دائماً”.

رغم ذلك، كتب المحرر الرياضي ديف زيرين في مجلة The Nation الأمريكية واصفاً تعليقات بيرمان بأنها “مثيرة للسخرية”.

قال زيرين: “يُقدّر بيرمان على حدّ قوله (العيش في بلد لن توضع فيه عراقيل أمام حريتنا الدينية وصهيونيتنا والتزامنا تجاه شعبنا وستكون موضع تقدير دائماً)، إلا أن هذا القائد التربوي مستعد لتشويه صورة شابين مراهقين لأنهما مارسا أكثر صور الحرية التي نعتز بها؛ حرية التعبير”.

تابع: “كذلك لا يُدرك بيرمان المفارقة في حقيقة أن هذا النشيد الوطني الذي ركع الطالبان أثناءه على ركبتيهما كان النشيد الوطني لدولة أخرى، ليست الدولة التي يعيش فيها اللاعبان حقاً أو يلعبان على أرضها”.

رداً على انتقادات بيرمان، قال متحدث رسمي باسم كلية بروكلين إن الجامعة “تُدين جميع أشكال معاداة السامية والكراهية”.

إلا أن المتحدث أضاف أن الركوع على الركبة بوصفه أحد أشكال الاحتجاج “مكفول بموجب التعديل الأول لدستور الولايات المتّحدة”.

من جهته، أشاد رجا عبدالحق، وهو ناشط فلسطيني يشارك في التنظيم المجتمعي يقيم في نيويورك، بسلوك الطالبين الاحتجاجي، واوصفاً إياه بـ “الشجاع”.

قال عبدالحق، في حديث إلى موقع Middle East Eye، إن الاتهامات بمعاداة السامية كانت “بغيضة”، نظراً لأن الطالبين ببساطة “يدافعان عن حقوق الإنسان والعدالة في فلسطين”.

وأضاف: “لا ينبغي مساواة انتقاد دولة أجنبية بمعاداة السامية، ومثلما نعلم، فمعاداة السامية أمر شديد الخطورة. ولا يجب استخدامها لإخراس الأشخاص عن التصدي لجرائم إسرائيل”.

لم تستجب كلية بروكلين وجامعة يشيفا على الفور لطلب Middle East Eye للتعليق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى