تقارير وتحليلات

الجارديان: ترامب ضيف غير مرحب به ووجوده خطر على بريطانيا

خصصت صحيفة “الجارديان” افتتاحيتها لزيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى بريطانيا التي بدأت الإثنين وسط اعتراضات وحرب كلامية بدأها الرئيس قبل وصوله وانتقادات لعمدة لندن صادق خان. وتحت عنوان “الرئيس ليس مرحب به” قالت إن رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي التي كانت أول زعيم في العالم تلتقي مع ترامب قبل عامين ونصف في واشنطن، قررت أن يكون آخر عمل لها في الحكم هو تقديم زيارة رسمية للرئيس. فمع أن سوء تقدير ماي وعنادها كانا علامة حكمها خلال السنوات الثلاث الماضية إلا المشهد الذي سيتم على مدى ثلاثة أيام سيقدم نهاية فظيعة لحكمها. وتضيف أن ترامب هو الرئيس الأمريكي الثالث الذي يحظى بزيارة رسمية بعد جورج دبليو بوش وباراك أوباما، وكانت دعوته منذ البداية خطأ فادحا، وفي ضوء الازمة السياسية التي تمر بها بريطانيا فدعوته تعد عملا غير مسؤول.

ومع أن الزيارات تعد مناسبات رمزية إلا أن هناك الكثير من الرهانات أكثر من البهرجة والظروف. ويعتبر ترامب شخصية ديماغوغية يمثل تهديدا للديمقراطية ومناخ الكرة الأرضية. ولا يمكن تجاهله باعتباره رئيسا منتخبا وحليفا للولايات المتحدة ولكن الترحيب به وبزوجته وبأولاده وجعلهم ضيوفا على الملكة يعني إضفاء الشرعية على سياساته ومحسوبيته وميله نحو الإستبداد. وتقول الصحيفة إن غرور ترامب بالنسبة لناقديه تعد نكتة وهو هدف من بالون ترامب الذي سيطلق مرة أخرى في فضاء لندن هذا الأسبوع. وتضيف أن سلطته تجعل من شخصيته مصدرا للجذب الشرعي. ولكن الخطر الأكبر لزيارته والتي سيقوم فيها بمقابلة الأمراء في قصور باكنغهام وسانت جيمس وكليرنس هاوس وحضوره الذكرى الـ 75 عاما على دي دي (يوم الإنزال) في بورتسموث لن تزيد من غروره ولكن وجوده في بريطانيا ستعطي القوى المعادية للديمقراطية والعناصر الشعبوية اليمينية في هذا البلد. وبالتأكيد فقد حدث هذا عندما اقترح ترامب مشاركة نايجل فاراج في المفاوضات مع الإتحاد الأوروبي ودعمه لبوريس جونسون لقيادة حزب المحافظين والخطة التي يدعو إليها وهي الخروج بدون صفقة. بالإضافة لنصيحته بريطانيا عدم دفع فاتورة الطلاق من الإتحاد.

وقبل أن يبدأ زيارته الرسمية وأربعة أيام من انتخابات تكميلية والتي يحاول فيها حزب البريكسيت الحصول على مقعد برلماني حصل فاراج على مصادقة من أقوى رجل في العالم وتم فيها تجاهل الأعراف الدبلوماسية والدوس عليها. وبالنسبة لحكومة أمة تعيش مخاضا يهدد بالتحول إلى أزمة دستورية شاملة فدعوة شخص تدخل بلا مسؤولية يمثل شكلا من أشكال الضرر بالنفس. وتحذر الصحيفة أن الضرر الذي نشأ من خلال دعوة ترامب سيتردد صداها أبعد من شواطئ بريطانيا.

ففي الأسبوع الماضي أدت تعليقات المحقق الخاص روبرت مولر لإشعال النقاش حول محاكمة الرئيس. وحتى الآن عارضت نانسي بيلوسي، زعيمة مجلس النواب تحركا كهذا، فيما فسر البعض تعليقات موللر على أنها رسالة لها كي تعيد التفكير في موقفها. وفي الوقت نفسه وسع ترامب من حروبه التجارية لتشمل المكسيك بالإضافة إلى الصين، وأصبحت ولاية لويزيانا أول ولاية أمريكية تضع قيودا على الإجهاض، مما زاد من الضغوط على حقوق المرأة في الإنجاب التي زاد ترامب ضغوطه عليها. ولا بد من قيام ماي والمسؤولين الآخرين في حكومتها من تحدي الرئيس مباشرة أو الظهور بمظهر من يعطيه الموافقة على هجومه على حقوق المرأة وتنمره على الدول الجارة. وفي هذا السياق يجب أن تكون التغيرات المناخية على الأجندة بما في ذلك لقاء الأمير تشارلس. وتقول إن المحتجين الذين منعهم الإقتراب من داونينغ ستريت مرتين غاضبين ومن حقهم. وكذا عمدة لندن، صادق خان الذي هاجمه ترامب في السابق والذي رد يوم السبت بعبارات قوية. ويجب على الآخرين ضم أصواتهم في الأيام المقبلة ومعارضة هذا الإحتفال المخمور الصاخب والمدمر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى