آراء

القصة الكاملة لتجارة الرقيق في ليبيا ..عز الدين أبو القاسم

ما عرضته قناة “CNN” السي ان ان منذ ايام عن اسواق بيع البشر في ليبيا هو بدون شك مدون في تقارير الاستخبارات المركزية الأمريكية منذ البداية ، غير ان هناك خطة قادمة تستدعي حملة إعلامية تمهد لها الطريق ماهي هذه الخطة ومتي تري النور؟
الايام القادمة كفيلة بالاجابة اما قصة الرق وأسواق بيع البشر فهي قصة من فصلين .
الفصل الأول: الهجرة غير الشرعية
حين بدأت أعداد كبيرة من الأفارقة تتوافد على ليبيا بعد سقوط النظام والانفلات الأمني الذي ساد البلاد، وذلك بهدف الهجرة إلى أوروبا عن طريق الساحل الليبي.
في هذه المرحلة احترف قادة المليشيات المسلحة التي تسيطر على مناطق بقوة السلاح تجميع الأفارقة في أماكن أشبه بمخازن قطع الغيار وإجبار كل افريقي على دفع ما يعادل 1000 يورو حتي يتم وضعه في قارب من صبراته او زوارة في اتجاه ايطاليا. ونظر للمكاسب الكبيرة التي حققها قادة المليشيات من تجارة الهجرة غير الشرعية أصبح بعضهم يبيع الأفارقة للبعض الأخر الذي يملك أكثر عدد من القوارب وهنا ارتفعت أسعار التهريب نظراً لتعدد المجرمين في الجريمة الواحدة.
وساعد في ذلك استيراد وزارة الدفاع آنذاك عن طريق خالد الشريف قوارب بأعداد كبيرة من عدة دول كانت تستخدمها الجماعة المقاتلة في شحن الأسلحة من مصراتة إلي بنغازي . لنصل الى أعلى معدلات جرائم الهجرة غير الشرعية بازدياد أعداد الأفارقة المهاجرين واستيراد القوارب وحالة الانفلات التي تعيشها البلاد .
الفصل الثاني: المرتزقة
ظهرت قصة المرتزقة عقب عملية فجر ليبيا وأصبحت الأطراف المتصارعة تبحث عن مقاتلين لخوض حرب شرسة بخسائر ليس من شأنها تآليب الرأي العام على قادة هذه الحروب.
وعلى الرغم من أن عملية الكرامة في البداية قد بدأت بعيداً عن فكرة شراء جماعات مسلحة للقتال معها إلا أن أعداد الجماعات الإسلامية المتطرفة التي تفوقها عدداً والخسائر البشرية البشرية الكبيرة جعلت هناك حاجة لهؤلاء، وأصبحت المبالغ تسلم لقادة هذه الفصائل وفق أعداد المقاتلين الذين سيتم جلبهم للقتال.
الإخوان المسلمين والمرتزقة
ومن الجانب الاخر وجدت الجماعة الليبية المقاتلة وحركة الاخوان المسلمون انه لا مناص من دعم جناحها العسكري بالمرتزقة من فصائل المعارضة التشادية وفي ظل حاجة الطرفين للمرتزقة واستعدادهم لدفع الأموال نشطت تجارة المرتزقة وظهر علينا متعهدين تجار يقومون بجلب المرتزقة لكل جهة ترغب في الشراء.
وتم توزيع السلاح والمدرعات على هذه الفصائل في عدة حروب بعضهم هرب بأسلحته وبعضها قتل في ميادين المعارك ودفن أغلبهم في مقابر جماعية حاصة.
ولأن الحروب لا تنتهي لوأن الوضع الاقتصادي في البلاد قد تدهور بشكل خطير فقد شهد سوق المرتزقة دخول تجار جدد لانه المصدر الوحيد للحصول على الأموال من الدولة، تجار جدد كالذين دخلوا سوق العملة بعد الاعتمادات الوهمية .
ومؤخرا اشتري العمو في صبراته أعدادا لا بأس بها من المرتزقة ولكنها لم تصل في الموعد المناسب واشتري الجويلي المرتزقة أيضا بعلم السراج لإقتحام ورشفانة وتحريرها من اللصوص، مستخدما المرتزقة عجبي!
عموما الدولة المضطربة في ليبيا ساهمت في بيع الرقيق كهجرة غير شرعية وكمرتزقة هذه حقيقـة وكلهم بدون استثناء مسئولين عن هذا الملف القذر الذي لا نخجل في الاعتراف لأن الاعتراف بالمرض نصف العلاج ولان التاريخ لا يجب ان يرحم تجار الحروب والبشر مهما تقلدوا من مناصب ورتب ، فالوطن لا يتحرر بدماء المرتزقة ولا باستغلال احلام الابرياء في قارة غاب عنها من كان يدافع عنها فسقطت معنا في قاع الجحيم . الرقيق وبيع البشر ملف يجب ان يفتح كاملا اذا اردنا ان نتطهر منه عسي ان يغفر الله لنا ذنـوباً عجزت عن ارتكابها الشياطين .
* المتحدث باسم الأمانة العامة للمؤتمر العام للقبائل والمدن الليبية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى