حوارات

مدير مركز تونس: قوى إقليمية ودولية تراهن على زوال الجامعة العربية ومؤامرة خارجية تهددها

أكد الدكتور عبداللطيف عبيد الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية مدير مركز الجامعة بتونس، على أن الخلاف مع قطر، سيتم تجاوزه مستقبلا مرجعا السبب إلى تعلق كل أقطارنا العربية بفكرة الوحدة والتضامن العربي والبقاء تحت سقف بيت العرب.

وقال عبيد في لقاء خاص إن الأمة العربية في ظل الظروف التي تمر بها هي في أحوج ما تكون لأن تعيش الوئام المطلوب، والتضامن فيما بينها لأن أمامها تحديات كبيرة جدا ينبغي ألا تشغلها مثل هذه الخلافات المؤسفة.

وشدد عبيد على أن هناك بالفعل مؤامرة خارجية على جامعة الدول العربية، كونها الإطار الذي يجمع العرب وأن هناك كثير من القوى الدولية والاقليمية، لاتهمها مصلحة الوطن العربي ولاتريد أن يعمل العرب من أجل تضامنهم ومن أجل تكاملهم ووحدتهم.

و لفت عبيد إلى أن هؤلاء المتآمرين على الجامعة يراهنون على ذهابها ويسعون نحو ذلك، الأمر الذي يدعو من الدول العربية أن تواجه هذه المؤامرة بالسعي إلى مزيد من التكاتف العربي، لافتا إلى أن التعلق بجامعة الدول العربية لا يزال كبيرا وسيبقى كذلك.. فإلى نص الحوار:

** برزت حالة الخلاف بين الدول الأربع الراعية لمكافحة الإرهاب وقطر خلال أعمال مجلس جامعة الدول العربية الوزاري الأخير، وهو خلاف عربي يخرج للعلن لأول مرة في أعمال جامعة الدول العربية كيف تنظرون إلى هذا الخلاف؟

  • الخلاف بين قطر مع عدد من الأقطار العربية هي ” السعودية، الإمارات، البحرين، ومصر” هو خلاف مؤسف وأعتقد شخصيا أنه سيتم تجاوزه بفضل تعلق كل أقطارنا العربية بفكرة الوحدة والتضامن العربي والبقاء تحت سقف بيت العرب، وأعتقد أن سوء التفاهم الذي حصل سيزول بفضل ما ستوضحه الأقطار العربية من مواقف، وما ستقدمه قطر من تنازلات بسبب بعض مواقفها وأعمالها التي رأت فيها الأقطار الأخرى تجاوزا لها وتجاوزرا للتضامن العربي.

واعتقادي أن الأمة العربية في هذه الظروف هي في أحوج ما تكون لأن تعيش الوئام المطلوب، والتضامن فيما بينها لأن أمامها تحديات كبيرة جدا ينبغي ألا تشغلها مثل هذه الخلافات المؤسفة.

لا أستطيع أن أدين أي طرف ومن واجبي، ضمن أسرة جامعة الدول العربية، أن أدعو إلى مزيد من الحوار والتفاهم والتواقف، وإلى أن نراعي مصالح بعضنا بعضا، وأن تمتنع قطر بالذات عن هذه الأعمال التي حسبتها عليها الأقطار العربية الأخرى، ويبدو أن هذا ممكن وكما يبدو أننا نسير بهذا الاتجاه.

والمهم في كل الأحوال ان نبقى متضامنين وأن نحرص على وحدة الصف العربي من أجل مصلحة الأمة العربية قاطبة، في المشرق والمغرب وفي دول الخليج.

** خرجت تلميحات خلال كلمات وزراء الخارجية العرب، في الاجتماع الأخير إلى تلك المؤامرة التي تهدد جامعة الدول العربية وتهدد دورها ووجودها هل برأيك فكرة المؤامرة هذه حقيقية؟؟

  • لا شك أنه توجد مؤامرة، لكنها خارجية، أي من خارج الدول العربية، فكثير من القوى الدولية والاقليمية، لاتهمها مصلحة الوطن العربي ولاتريد أن يعمل العرب من أجل تضامنهم ومن أجل تكاملهم ووحدتهم، وبالتالي فإن جامعة الدول العربية باعتبارها الإطار الذي يجمع العرب والذي يتم ضمنه العمل العربي المشترك، هناك من لا يرغبون فيها ومن يريدون ذهابها، بل ويراهنون على زوالها.

أما بالنسبة إلى داخل الوطن العربي فإني أعتقد أن العرب جميعا متعلقين بفكرة التضامن العربي، والتكامل والوحدة العربيين، ولا أرى وجود مؤامرة داخلية على جامعة الدول العربية، بل بالعكس، هنالك شعور بأن الملجأ الأخير لهذه الخلافات التي تتم بيننا هو جامعة الدول العربية وهي إن كانت لا تقوم بدورها التام، كما يرى البعض ، فإنها تسد فراغا حقيقيا وإنها تقوم بجهود عظيمة في مختلف مجالات حياة الوطن العربي، من سياسية واقتصادية واجتماعية، وتربوية، وشبابية ونسائية، وما إلى ذلك.

لذا أعتقد أن التعلق بجامعة الدول العربية لا يزال كبيرا وسيبقى كذلك.

** يوجه الشارع العربي دائما سهام نقده لجامعة الدول العربية ويحملها كل الأزمات التي جرت بدءا من دخول الناتو إلى ليبيا وصولا للوضع الراهن في سوريا ورفع اليد العربية عن سوريا بشكل كامل، كيف ترد على ذلك؟

  • أنا أعتقد أن المواطن العربي بصفة عامة لا يدرك جيدا وظيفة جامعة الدول العربية وليس له علم بميثاق تأسيسها وبآليات عملها لذلك فإنا نعذره عندما يرد الفعل على الأوضاع المتردية في الوطن العربي بتوجيه انتقاده اللاذع أحيانا إلى الجامعة.

ومن ناحية أخرى فإني أعتقد أن الجامعة مدعوة إلى أن توضح أساليب عملها وأن تسعى إلى انجاز الاصلاحات المطلوبة داخلها وهذا واجب كل الدول العربية التي أسست الجامعة وليس الأمانة العامة فقط.

** وكيف تنظر كمدير لمركز تونس لملف التطوير..؟

  • ملف التطوير الآن من مهام لجان اتفقت عليها الدول العربية وشكلتها في اجتماعاتها الرسمية، وأراه أمر غاية في الأهمية بالنسبة لمستقبل الجامعة العربية.

** هل يمكن الاستفادة من دور مركز تونس فيما يتعلق بالبعد الافريقي، وخاصة في ظل الأزمات الأخيرة خاصة التغلغل الإسرائيلي في افريقيا وغيرها من القضايا التي تضر بالدول العربية؟

  • المركز غير مكلف بمهام محددة في هذا النطاق، ولا يستطيع تجاوز حدوده، هو الآن يعمل على متابعة شئون الأمن القومي في منطقة المغرب العربي ويعمل على التعريف بجامعة الدول العربية وبأهدافها، وبمختلف أنشطتها ويحتضن أنشطة كثيرة هي عبارة عن مؤتمرات وندوات ولقاءات سياسية وفكرية وثقافية تصب في أهداف جامعة الدول العربية.

وعندما تأسس المركز في تونس سنة 1990 كان مكلفا بملف التعاون العربي الأفريقي، لكنه بعد ذلك  الوقت أنشأت إدارة أفريقيا بالأمانة العامة، كما أنشأت إدارة أخرى للدول العربية ذات الأوضاع الخاصة، مثل الصومال وجيبوتي وجزر القمر، وبالتالي فإن المركز ليس منوطا به متابعة العلاقات العربية الافريقية لكنه يسهم في تقريب هذه العلاقات بين العرب والأفارقة  بفضل بعض الأنشطة المهمة التي يقوم بها.

وعموما فإن مركز تونس هو تحت تصرف الأمانة العامة ويقوم بالمهام الطارئة التي تطلب منهفيما عدا ذلك فإن له برنامجا سنويا توافق  عليه الأمانة العامة مسبقا ويعمل المركز على تطبيق ذلك البرنامج بالدقة التامة.

** في ضوء ذلك ما أبرز الاجتماعات والفعاليات التي سيتسضيفها المركز خلال الفترة القادمة؟

  • أولا، المركز نضم مؤخرا عدد من الفعاليات المهمة، ففي أبريل الماضي نظم مؤتمرات كبيرة أولها مؤتمر حول الفقر وسياسات مكافحته في الدول العربية، وذلك بالتعاون مع جامة صفاقس بالجمهورية التونسية.

ونظم المركز أيضا مؤتمر في مايو بلتعاون مع جامعة القدس المفتوحة في رام الله  وكان بعنوان دور المغاربيين في الثورة الفلسطينية، والمؤتمر الثالثا الذي عقد فكان بعنوان الأمن المائي والغذائي العربي في يوليو، بمدينة باجة التونسية، وافتتح المؤتمر وزير الزراعة التونسي، اضافة الى ندوات دولية حول التعليم وتطوير الفكر الديني، وحول التراث الطبي العربي.

وهناك مؤتمر ثاني له دوره الحدثي وأهميته وهو حول الهجرة القسرية من الوطن العربي وإليه، خلال نوفمبر، وهو يتطرق إلى هذه الهجرات التي تمت من العراق ومن سوريا خاصة إلى لبنان والاردن وغيرها، وكذا الهجرة التي تتم عبر ليبيا ودول أخرى مثل تونس ومصر، ونحن نهته بهذا الملف ونوليه أهمية قسوى.

أصبح للمركز حضور وحضور فاعل في الحياة السياسية والثقافية في تونس وأنشطتنا يشارك فيها شخصيات عديدة وجهات عديدة رسمية ومن المجتمع المدني التونسي.

** هناك أيضا فاعلية حول ذكرى وعد بلفور المشؤوم متى ستكون هذا الفعالية..؟

  • نعم ستكون في الثاني من نوفمبر وستكون، بمناسبة وعد بلفور هذا الوعد المشئوم، وأود أن أشير إلى أن مركز الجامعة العربية أصدر كتابا هاما وسيثري المكتبة العربية، عنوانه ” 100 عام على اتفاق سايكس بيكو.. قراءة في الخرائط”، ومؤلفه هو الدكتور بسام عبالقادر النعماني، سفير لبنان السابق لدى تونس، وهو مختص بقضايا الحدود في لمشرق العربي وأستاذا في العلوم السياسية، والكتاب على جانب كبير من الأهمية، يضم أكثر من 120 خريطة ثلثها لم يسبق نشره من قبل وتنشر لأول مرة.

والمركز في 2018 أيضا سيعقد مؤتمرا بعنوان وعد بلفور وصداه مشرقا ومغربا.

** مبعوث الأمين العام إلى ليبيا، السفير صلاح الدين الجمالي هو الآن موجود بمركز تونس وأصبح جزء منه؟

  • نعم السفير صلاح الدين الجمالي له مكتب في مقر مركز الجامعة العربية، لكنه يعمل مستقلا تماماعن المركز، ولا يتدخل المركز في عمله اصلاقا، فهو مبعوث للأمين العام للجامعة العربية للملف الليبي وعمله مستقل عن عملنا ولا يجمع بيننا الا المقر والعمل على تسهيل مهمته فيما يتعلق بالملف الليبي.

** كانت هناك أزمة يعاني منها مركز تونس فيما يتعلق بالمخصصات المالية والموظفين، فهل تم تدارك هذه الأزمات؟

  • المركز ليس له تنظيم هيكلي كما أنه ليس له مقر، وان شاء الله سيتم وضع تنظيم هيكلي له يسمح بتجديد الكوادر أو الكفاءات التي تتقاعد كما أن الاهتمام ببناء مقر للمركز يوليه الأمين العام أولوية كبيرة، ولدى وزارة الخارجية التونسية أيضا وسيتحقق ذلك في القريب، وعندما تسمح الظروف المالية بالأساس لجامعة الدول العربية

** هل المركز موجود في نفس المقر الذي كان لجامعة الدول العربية في فترة انتقالها من مصر ؟

  • لا؛ المقر الحالي يشغله المركز بالإيجار منذ حوالي ثماني سنوات، أما المركز الأصلي الذي كان يبنى لجامعة الدول العربية فقد أهدته الجامعة العربية للدولة التونسية وأصبح مقرا للتلفزيون التونسي الرسمي.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى