تقارير وتحليلات

فتيات مسلمي الروهينغا ضحايا شبكات الدعارة والإتجار بالبشر

 

يواجه أطفال مسلمي الروهينغا من الإناث خطرا جديد في مخيمات اللجوء في بنغلاديش، يتمثل في استغلال عصابات الاتجار بالبشر لهن وإجبارهن على العمل في الدعارة، بحسب تحقيق استقصائي أجرته بي بي سي نيوز.

وبحسب التقرير فإن راغبي المتعة الجنسية الأجانب يمكنهم ببساطة الحصول على أطفال من الروهينغا، الذين فروا من مناطق الصراع في ميانمار، ويواجهون الأن خطرا جديدا.

وبحسب الأمم المتحدة فقد فر 700 ألف مسلم من الروهينغا من ميانمار عقب إندلاع العنف ضدهم في أغسطس/آب.

وتحكي أنوارا، 14 عاما، قصتها بعد أن فرت من ميانمار إثر مقتل عائلتها لتبحث عن مساعدة في طريق فرارها إلى بنغلاديش.
وتقول :”جاءت نسوة في شاحنة. سألوني عن إن كنت راغبة في الذهاب معهن”.

وبعد أن قبلت الفتاة مساعدتهن، دفعت لركوب سيارة، مع وعد بمرور آمن إلى حياة جديدة. لكن بدلا من هذا اقتيدت إلى مدينة كوكسز بازار، القريبة.

وتتابع أنوارا :”بعد برهة أحضروا صبيين لي. رفعا سكينا في وجهي ولكماني في بطني وضرباني لأنني غير متعاونة. ثم اغتصبني الصبيان. لم أكن أرغب في ممارسة الجنس لكنهما واصلا اغتصابي”.

بنغلادش: “لن نستقبل إلا النساء والأطفال من الروهينغا”

حكايات الإتجار بالبشر في مخيمات اللجوء القريبة منتشرة. والنساء والأطفال هم ضحاياها الرئيسية، ويتم اقتياد الضحايا إلى خارج المخيمات والزج بهم في أعمال الدعارة أو استغلالهم كعمالة أخرى.

 

وذهب فريق من بي بي سي بالتعاون مع مؤسسة سنتنيل فونداشن، منظمة غير ربحية تعمل على مساعدة وتدريب وكالات إنفاذ القانون على محاربة استغلال الأطفال، إلى بنغلاديش للتحقيق في الشبكات التي تقف وراء عمليات الإتجار بالبشر التي سمعنا عنها كثيرا.

وأخبرنا الأطفال والآباء عن تلقيهم عروضا للعمل خارج المخيمات وفي العاصمة دكا، كعمال في المطابخ والفنادق وخادمات أيضا.

لكن الفوضى الكبيرة في المخيمات تتيح إمكانية استغلال الأطفال في صناعة الدعارة. وتنتهج العصابات تكتيكا ناجحا مع العائلات اليائسة لا يعدو أكثر من تقديم الفرصة لحياة أفضل.

وتصف مسعودة، 14 عاما، قصتها مع عصابات الإتجار بالبشر، وذلك بعد أن تلقت مساعدة من إحدى المؤسسات الخيرية.

وتقول :”اختفت عائلتي. لا أمتلك نقودا. تعرضت للاغتصاب في ميانمار. اعتدت اللعب في الغابة مع إخوتي وأخواتي. الآن لا أتذكر كيف ألعب مرة أخرى”.

بعض الآباء يذرفون الدموع خوفا من عدم رؤية أطفالهم مرة أخرى. وبعضهم ابتسم على أمل الحصول على حياة أفضل، رغم عدم معرفة أي شيء عن أطفالهم.

وقالت إحدى الأمهات، “أي مكان أفضل” من الحياة خارج المخيم.
لكن من أخذ هؤلاء الأطفال وأين ذهب بهم؟
تخفى فريق بي بي سي في صورة أجانب جاءوا إلى بنغلاديش بحثا عن الجنس، وانتظر لمعرفة إمكانية الوصول إلى الأطفال.

بعد 48 ساعة فقط، من سؤال أصحاب فندق صغير وأكواخ شاطئية عن أماكن سيئة السمعة لتقديم غرف الجنس، حصل الفريق على أرقام هواتف قوادين محليين.

بمعرفة الشرطة، سألنا القوادين عن وجود فتيات صغيرات لممارسة الجنس مع الأجانب، خاصة من فتيات الروهينغا.

أخبرنا أحدهم :”لدينا فتيات صغيرات، الكثير منهن، لكن لماذا تريدون فتيات الروهينغا؟ إنهن الأقذر”.

وكان هذا موضوعا متكررا خلال تحقيقاتنا. في ترتيب هرم صناعة الدعارة بمدينة كوكسز بازار، تقبع فتيات الروهينغا في القاعدة فهن الأرخص والأقل طلبا وغير مرغوبات.

تلقينا عروضا بالحصول على فتيات من قوادين مختلفين يعملون جميعا كجزء من الشبكة. وأثناء التفاوض شددنا على رغبتنا في قضاء الليلة مع فتيات فورا.
بدأت صور الفتيات تنهال علينا وأخبرونا أن أعمارهن بين 13 و17 عاما، كلما لم تعجبنا مجموعة فتيات كانوا يحضرون لنا المزيد.

اكتشفنا أن الكثير من الفتيات يعشن في خدمة عائلات القوادين. فعندما لا يكن مع زبائن يقمن بالأعمال المنزلية من تنظيف وطهي الطعام.

وأخبرونا :”لا نحتفظ بالفتيات طويلا. غالبا ما يأتي رجال من بنغلاديش من أجلهن. يشعرن بالملل بعد فترة. الفتيات الصغيرات يسببن الكثير من الجلبة، لذلك نتخلص منهن”.

من خلال التسجيلات والمراقبة التي قام بها فريق بي بي سي، قدم الأدلة إلى الشرطة المحلية.

تعرفت الشرطة سريعا على القواد. وقال شرطي :”أنا أعرفه. نعرفه جيدا”، وتم تكليف فريق من الشرطة بالقبض عليه.

اتصل أحد أعضاء فريق بي بي سي بالقواد وطلب منه إحضار فتاتين إلى فندق في مدينة كوكسز بازار/ في الثامنة مساء.

وانتظر عضو الفريق المتخفي أمام الفندق مع مترجم، بينما اختبأ ضباط الشرطة في موقف للسيارات.

لكن المفاجأة كانت في اتصال من القواد يطلب من عضو الفريق الذهاب بعيدا عن الفندق، لكنه رفض، مما دفع القواد لإرسال الفتاتين المتفق عليهما مع سائق.

وانقضت الشرطة وقبضت على السائق، بينما تولى خبراء في الرعاية بالأطفال مساعدة الفتاتين، ورفضت إحداهن الذهاب إلى ملجأ، بينما ذهبت الأخرى، 15 عاما، إلى الرعاية الاجتماعية.

وقالت الفتاتان إنهما ممزقتان بين الفقر والدعارة، وبدون هذا العمل لا تستطيعان توفير المال لنفسيهما وعائلاتيهما.

ولا يقتصر الأمر على الإتجار بالأطفال محليا، بل يتم نقلهم إلى الخارج أيضا، وعثر الفريق على أدلة من استغلال أطفال الروهينغا ونقلهم إلى نيبال والهند.

ففي كلكتا بالهند تزدهر تجارة الجنس، ويتم منح أطفال الروهينغا بطاقات هوية هندية.

وشرح العاملون في وحدة الجرائم الإلكترونية بالعاصمة دكا، كيف تستخدم العصابات الإنترنت للإتجار بالبشر. من خلال مجموعات مفتوحة ومغلقة على موقع فيسبوك يتم تنظيم العمليات بعيدا عن الرقابة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى