تقارير وتحليلات

قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتل أربعة فلسطينيين في احتجاجات على حدود غزة

قتلت القوات الإسرائيلية أربعة فلسطينيين بالرصاص مع تجدد الاضطرابات على حدود قطاع غزة وإسرائيل يوم الجمعة مما يرفع عدد القتلى في الأسابيع الماضية إلى 35 فلسطينيا وسط سلسلة احتجاجات في القطاع تطالب بحق العودة للاجئين.

ورشق سكان من غزة القوات الإسرائيلية بالحجارة واستخدم بعض الفلسطينيين أدوات لقطع الأسلاك بهدف اختراق السياج الحدودي وتجاهلوا منشورات تحذيرية من الجيش الإسرائيلي.

وقال مسؤولون في قطاع الصحة الفلسطيني إن صبيا في الخامسة عشرة من عمره من بين القتلى في شمال قطاع غزة وأضافوا أن 156 أصيبوا بنيران إسرائيلية.

وقال نيكولاي ملادينوف مبعوث الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط في رسالة على تويتر ”من المخزي إطلاق النار على الأطفال. كيف يمكن لقتل طفل في غزة اليوم أن يساعد في إحلال السلام؟ لا لن يساعد.. إنه يؤجج الغضب ويغذي المزيد من القتل. يجب حماية الأطفال من العنف وليس تعريضهم له“.

وردا على ذلك كتب بيتر ليرنر وهو متحدث عسكري إسرائيلي متقاعد مخاطبا ملادينوف ”من فضلك اذهب إلى غزة.. تواصل مع حماس واقنعهم بوقف إرسال الناس إلى السياج“.

ووصلت سلسلة الاحتجاجات المخططة لمدة ستة أسابيع إلى منتصفها يوم الجمعة الذي شهد أعدادا أقل من الأسابيع التي سبقته. ومع تزايد الأعداد بعد الظهر بث الجنود الإسرائيليون تحذيرات باللغة العربية عبر مكبرات الصوت لمن يقتربون من السياج الحدودي.

وتصاعدت أعمدة الدخان من أكوام الإطارات المحترقة في المنطقة في حين هرع المسعفون إلى نقل المصابين لمواقع إسعافات أولية.

وبدأت الاحتجاجات في 30 مارس آذار ونصبت خلالها خيام قرب منطقة إسرائيلية محظورة على طول السياج الحدودي البالغ 40 كيلومترا. وتجدد الاحتجاجات دعوة طويلة الأمد لعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى منازل أسلافهم الموجودة الآن في إسرائيل.

ومن المقرر أن تصل الاحتجاجات إلى ذروتها في 15 مايو أيار. وقال قائد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية إن ما يحدث على حدود غزة سيتكرر في أماكن أخرى على حدود إسرائيل.

وقال خلال زيارة لأحد المخيمات على الحدود ”أقول لكل أبناء شعبنا: استعدوا للطوفان البشري على كل حدود فلسطين.. داخل الأرض المحتلة وخارج الأرض المحتلة، وأقول للمحتلين إن زمنكم قد ولى“.

وأثار استخدام الذخيرة الحية انتقادات دولية لكن إسرائيل تقول إنها تحمي حدودها وتتخذ هذا الإجراء عندما يقترب المحتجون كثيرا من السياج الحدودي.

وقال الجيش الإسرائيلي إن نحو 3000 فلسطيني قاموا بأعمال شغب في أحدث واقعة وحاولوا الاقتراب مما وصفها ببنية أساسية أمنية. وأضاف أن القوات ردت ”بوسائل مواجهة أعمال الشغب وأطلقت النار بما يتفق مع قواعد الاشتباك“.

وتحمل إسرائيل حركة حماس التي تدير القطاع المسؤولية عن تنظيم الاحتجاجات ومحاولة تنفيذ هجمات. وتنفي حماس ذلك. وبرغم أن الهدف هو أن تكون حملة الاحتجاجات الرئيسية سلمية فقد ألقى محتجون الحجارة ودفعوا بإطارات مشتعلة قرب السياج الحدودي.

واستخدم بعض المحتجين يوم الجمعة طائرات ورقية تحمل عبوات بها سوائل قابلة للاشتعال وأطلقوها عبر الحدود بهدف إشعال حرائق.

وقال محمد أبو مصطفى (17 عاما) الذي فقد ساقه اليمنى قبل أشهر بسبب رصاصة من جندي إسرائيلي ”إحنا نحاول نشتت تركيز الجنود مشان (من أجل) ما يواصلوا قتل وجرح الناس. الجنود الإسرائيليين راح يكونوا قلقانين من الطيارات الورقية اللي بتحمل شعلة نار وخايفين إنه ممكن تنزل على رؤوسهم أو على الأحراش من حولهم وتحرقها“.

وأضاف وهو يستند على عصاه ”هذه الطيارات الورقية بتشعل النار والأشجار.. مش بس بتكلفهم خسائر بل كمان بتشغلهم في محاولة إطفاء الحرائق“.

ونشرت وزارة الخارجية الإسرائيلية صورة لإحدى الطائرات الورقية وقد رسم عليها الصليب المعقوف وتطير مشتعلة.

 

مكدسون
يكتظ قطاع غزة الساحلي الضيق بأكثر من مليوني فلسطيني. وسحبت إسرائيل قواتها ومستوطنيها من القطاع في 2005 لكنها تبقي على رقابة برية وبحرية مشددة على القطاع. كما تفرض مصر أيضا قيودا على التنقل من وإلى قطاع غزها من على جانبها من الحدود.

وتبلغ الاحتجاجات الفلسطينية ذروتها في 15 مايو أيار عندما يحيي الفلسطينيون ذكرى يوم النكبة وقيام دولة إسرائيل عام 1948.

وتأتي الاحتجاجات في وقت يتنامى فيه الإحباط حيال احتمالات قيام دولة فلسطينية مستقلة. وتوقفت محادثات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين منذ عدة سنوات فيما توسعت المستوطنات الإسرائيلية على الأراضي المحتلة.

كما أجج قرار الرئيس الأمريكي العام الماضي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل الغضب الفلسطيني.

وفي علامة على القلق على ما يبدو إزاء العنف على الحدود قالت الممثلة ناتالي بورتمان المولودة في القدس إنها لن تحضر حفلا لتسلم جائزة في إسرائيل.

وفي بيان على موقعها الإلكتروني قالت المؤسسة المانحة لجائزة جينسيس نقلا عن ممثل لبورتمان ”الأحداث التي وقعت في الفترة الأخيرة في إسرائيل آلمتها بشدة وإنها لا تشعر بالراحة للمشاركة في أي مناسبات عامة هناك“.

ولم يذكر البيان المزيد من التفاصيل بشأن أسباب رفضها الحضور. لكن المؤسسة قالت إنها ”معجبة بحسها الإنساني وتحترم حقها في الاختلاف علنا مع سياسات الحكومة الإسرائيلية“.

وأشارت وزيرة الثقافة الإسرائيلية ميري ريجيف إلى أن بورتمان تدعم حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (بي.دي.إس) التي تهدف لعزل إسرائيل اقتصاديا بسبب معاملتها للفلسطينيين. وتعتبر إسرائيل هذه الحركة محاولة لنزع الشرعية عنها.

وتمنح هذه الجائزة منذ عام 2014 للأفراد المتميزين في مجالاتهم ”الذين يلهمون الآخرين عبر إخلاصهم للمجتمع اليهودي والقيم اليهودية“.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى