الشأن العربي

مسؤولون سوريون يبحثون اتفاقاً للمصالحة في الغوطة

 

يبحث مسؤولون محليون في الغوطة الشرقية قرب دمشق، الأحد 11 مارس، اتفاقاً لإجلاء مدنيين ومقاتلين من أحد أجزاء هذه المنطقة المحاصرة بهدف وقف الحملة العسكرية المستمرة للجيش السوري، وفق ما أفاد مصدر مفاوض والمرصد السوري لحقوق الإنسان.

ويأتي ذلك رغم نفي كل من “جيش الإسلام” و”فيلق الرحمن”، أبرز فصائل الغوطة الشرقية، التفاوض مع الحكومة السورية وإصرارهما على رفض سياسة الإجلاء.

والتقت لجنة من مسؤولين محليين في مدينة حمورية، أمس السبت، ممثلين عن الحكومة السورية للتفاوض، وفق ما قال عضو في اللجنة لوكالة فرانس برس مفضلاً عدم ذكر اسمه.

وأوضح: “ناقشت اللجنة عرضاً للمصالحة يتضمن خروج المدنيين والمقاتلين الراغبين من حمورية إلى مناطق أخرى تسيطر عليها الفصائل المعارضة” بينها إدلب (شمال غرب) أو درعا جنوباً.

وأشار إلى أن “اللجنة ستعقد اجتماعاً اليوم الأحد لاتخاذ القرار. وفي حال لم يتم التوافق، ستستكمل العملية العسكرية” لتشمل حمورية.

هذا وقد نشر ناشطون سوريون في الغوطة الشرقية على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً لما قالوا إنها أماكن جمعت فيها جثامين قتلى مدنيين سقطوا بقصف قوات النظام وروسيا على مدينة دوما بالغوطة الشرقية.

وأضاف الناشطون أن كثافة القصف واستمراره حالا دون تمكّن ذوي القتلى من دفنهم في مقبرة المدينة.

وخلال سنوات النزاع، شهدت مناطق سورية عدة بينها مدن وبلدات قرب دمشق عمليات إجلاء لآلاف المقاتلين المعارضين والمدنيين بموجب اتفاقات مع القوات الحكومة وإثر حملات عسكرية عنيفة.

وشكّلت محافظة إدلب التي تسيطر على الجزء الأكبر منها هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) مع تواجد محدود للفصائل، وجهةً أساسية لهؤلاء.

وأوضح مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمن لوكالة فرانس برس أن “المفاوضات مستمرة حول بلدات حمورية وجسرين وسقبا”، مشيراً إلى أن “القرار قد يُتخذ في أي لحظة”.

ونفى فصيل فيلق الرحمن الذي يسيطر على المدن الثلاث، مشاركته في أي مفاوضات. وكان كرر رفضه لأي عمليات إجلاء من الغوطة الشرقية.

وكتب المتحدث باسمه وائل علوان على حسابه بتويتر: “لا يوجد أي تكليف يسمح لأحد بالتفاوض عن ثوار الغوطة ومؤسساتها والجيش الحر فيها”.

وكان قائد فيلق الرحمن عبدالناصر شمير قال في تسجيل صوتي قبل يومين: “لن أتهاون مع أي أحد يريد أن يمد يده للنظام”.

وإلى جانب المفاوضات المحلية، خرج، أول أمس الجمعة، 13 مقاتلاً من هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) كانوا معتقلين لدى “جيش الإسلام” من الغوطة الشرقية اثر مشاورات بين هذا الفصيل والأمم المتحدة.

وتتواصل وفق جيش الإسلام، المفاوضات عبر الأمم المتحدة لإجلاء باقي عناصر هيئة تحرير الشام.

وقال رئيس المكتب السياسي لجيش الإسلام ياسر دلوان لوكالة فرانس برس: “ننتظر من فيلق الرحمن أن يتابع إخراج الباقي من طرفه”، مشيراً إلى أن “المفاوضات عبر الأمم المتحدة وهي فقط لإخراج النصرة”.

وكانت الفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية أعلنت التزامها بإجلاء مقاتلي هيئة تحرير الشام بعد قرار لمجلس الأمن الدولي يطالب بوقف للأعمال الحربية، مستثنياً تنظيمي الدولة الإسلامية والقاعدة وهيئة تحرير الشام وكل المجموعات والأشخاص المرتبطين بها.

وتصنف الحكومة السورية كافة الفصائل التي تقاتلها بـ”الإرهابية”.

ولم يصدر عن هيئة تحرير الشام أي موقف حول المفاوضات.

ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية بدورها، الأحد، أن المركز الروسي للمصالحة، ومقره قاعدة حميميم الجوية، يشارك في المفاوضات مع الفصائل المعارضة في الغوطة، من دون تحديد من هي الفصائل.

ونقلت عن ممثل للمركز الروسي فلاديمير زولوتوخين قوله: “إن المقاتلين يدرسون إمكانية إجلاء عشرات السكان مقابل فرصة لخروجهم من المنطقة مع عائلاتهم”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى