كتب ودراسات

أسباب التهاب البنكرياس وأعراضه

البنكرياس هي غدة طويلة مُسطحة عميقة الجذور في البطن، تقع خلف المعدة في الجزء العلوي من البطن، تفرز البنكرياس الإنزيمات التي تساعد على الهضم والهرمونات التي تساعد جسمك على تنظيم التعامل مع السكر/الجلوكوز، التهاب البنكرياس هو التهاب يحدث في هذه الغدة، ويُمكنك هنا التعرف على المعلومات الأساسية حول مرض التهاب البنكرياس.

ما هو التهاب البنكرياس؟

التهاب البنكرياس يحدث عندما يكون هناك احتقان في تدفق الإنزيمات الهضمية، تبدأ هذه الإنزيمات في مهاجمة البنكرياس نفسه، وبالتالي، قد يشعر الشخص المصاب بعدم الراحة في منطقة البطن.

تقوم البنكرياس بإطلاق الإنزيمات الهضمية في الاثنى عشر، حيث تستهدف امتصاص البروتينات والدهون، كما تُفرز الخلايا المتخصصة في البنكرياس هرمونات في مجرى الدم لتنظيم مستويات السكر في الدم.

يُمكن أن يُقلل التهاب البنكرياس المُطول من قدرة البنكرياس على أداء وظيفتها، مما يؤدي إلى انخفاض قدرتها على إنتاج كميات طبيعية من الإنزيمات والهرمونات الهضمية، وهذا يؤثر على أداء البنكرياس، ويُسبب سوء امتصاص للمواد الغذائية، وغالباً ما يؤدي إلى الإصابة بأمراض مثل مرض السكري.

أنواع التهاب البنكرياس

يُمكن أن يظهر التهاب البنكرياس في شكل التهاب حاد، أو التهاب مُزمن، فالتهاب البنكرياس الحاد هو حالة يستمر فيها الالتهاب لفترة قصيرة، فمُعظم حالات التهاب البنكرياس الحاد تتحسن في غضون أسبوع، ويمكن للمرضى العودة إلى المنزل بعد 5-10 أيام من العلاج في المستشفى، في حين يتميز التهاب البنكرياس المُزمن بفترات أطول من المرض، تستمر على مدى سنوات من الالتهاب والآثار المُترتبة عليه.

 أسباب التهاب البنكرياس وأعراضه

التهاب البنكرياس الحاد

التهاب البنكرياس الحاد هو التهاب مُفاجئ في البنكرياس، يُسبب شعوراً بعدم الراحة، والتي تتراوح من ألم خفيف إلى متوسط، من خلال الحصول على العلاج المُناسب، يمكن لمعظم المرضى الشفاء التام، ولكن في الحالات الشديدة، يمكن أن يؤدي التهاب البنكرياس الحاد إلى حدوث نزيف في الغدة، وتلف شديد في الأنسجة، يرتبط الشكل الحاد من التهاب البنكرياس بتلف الأعضاء الحيوية الأخرى بما في ذلك الرئتين والكلى والقلب.

أسباب التهاب البنكرياس الحاد

1- حصوات المرارة وهي السبب الأكثر شيوعاً لالتهاب البنكرياس الحاد، يمكن للحصوات المرارية عرقلة مسار الإنزيمات والهرمونات الهضمية، وقد يؤدي هذا إلى التهاب البنكرياس.

2- الدهون المُفرطة، التي تُسمى الدهون الثلاثية في الدم، فيُمكن أن تُسبب المُستويات المُرتفعة من الدهون الثلاثية تلفاً جذرياً في خلايا البنكرياس.

3- تعاطي الكحول الإفراط في تناول الكحول يُشكل تهديداً مُحتملاً للبنكرياس.

4- التهاب البنكرياس المناعي الذاتي وهو نوع نادر من التهاب البنكرياس وهو يحدث عندما يُهاجم الجهاز المناعي للجسم البنكرياس.

5- التليف الكيسي وهو مرض وراثي مُزمن يتميز بإنتاج سميك ولزج بشكل غير طبيعي للمخاط الذي يُضيق ممرات الرئتين والجهاز الهضمي.

6- بعض الأدوية التي تحتوي على الإستروجين والستيروئيدات القشرية وبعض المضادات الحيوية تلعب دوراً أساسياً في التسبب في التهاب البنكرياس.

 أعراض التهاب البنكرياس الحاد

من أعراض الالتهاب الحاد للبنكرياس الغثيان، القيء، انتفاخ البطن، ألم في الجزء العلوي من البطن، ألم في البطن يصل إلى الظهر، الحمة، سرعة النبض.

التهاب البنكرياس المُزمن

يتجلى التهاب البنكرياس المُزمن في شكل أحداث مُتكررة من التهاب البنكرياس المصحوبة بألم خفيف إلى متوسط ​​أو شديد في منطقة البطن.

التهاب البنكرياس المُزمن يُضعف الجهاز الهضمي للفرد، مما يؤثر على امتصاص المواد الغذائية في الأمعاء الدقيقة، وعلى الرغم من اتباع نظام غذائي صحي، فإن الأفراد الذين يُعانون من التهاب البنكرياس المُزمن يفقدون وزنهم في كثير من الأحيان، بسبب عدم قدرة الجهاز الهضمي على امتصاص العناصر الغذائية.

التهاب البنكرياس الحاد المُتكرر يمكن أن يتطور إلى أشكال مُزمنة من التهاب البنكرياس، ويمكن أن يؤدي التهاب البنكرياس المُزمن إلى حدوث خلل وظيفي في البنكرياس طوال الحياة.

– أعراض التهاب البنكرياس المُزمن

1- آلام البطن المُتكررة أو المُستمرة، والتي قد تكون شديدة.

2- فقدان في الوزن عن غير قصد والناجم عن سوء امتصاص المواد الغذائية التي يحتاجها الجسم.

3- براز دهني كريه الرائحة.

4- الإصابة بمرض السكري.

أسباب التهاب البنكرياس المُزمن

هناك الكثير من التشابه بين أسباب الإصابة بالتهاب البنكرياس الحاد والمُزمن، ومنها استهلاك الكحول، ارتفاع مستويات الدهون الثلاثية في الدم، انسداد قناة البنكرياس عن طريق حصى في المرارة أو حصوات البنكرياس مما يعوق مرور الإنزيمات الهضمية أو الهرمونات، التليف الكيسي، أمراض المناعة الذاتية.

يُمكن أيضاً أن يكون لالتهاب البنكرياس المُزمن سبب وراثي، فينتشر المرض في الأسرة بأكملها، أو حدوث فرط كالسيوم الدم، والذي يُمكن أن يؤدي إلى إصابة البنكرياس عن طريق تراكم البروتينات.

كذلك فإن النوبات المُتكررة من التهاب البنكرياس الحاد يُمكنها أن تتطور إلى التهاب مُزمن.

أين يحدث ألم التهاب البنكرياس؟

يتميز كل من التهاب البنكرياس الحاد والمزمن بألم في منطقة البطن العلوية، عادةً تحت الضلوع، فألم البطن العلوي الأيسر الأوسط هو أحد الأعراض الشائعة، بغض النظر عن نوع التهاب البنكرياس، وتتراوح مُدة الألم من بضع دقائق إلى عدة ساعات.

يبدأ الألم خفيفاً في البداية، ثم يتفاقم بعد تناول الطعام أو الشراب، يتفاقم الألم أيضاً أثناء الاستلقاء على الظهر، وقد يقلّ عندما يميل المُصاب إلى الأمام أثناء وضعية الجلوس، قد يستمر الألم إلى نحو عدة أيام، ويمتد باتجاه المنطقة الخلفية، فيشمل الألم الجزء العلوي من الجسم والظهر.

ترتبط مدى شدة الألم مع سبب التهاب البنكرياس، فالألم الشديد المُفاجئ الذي يمتد إلى الظهر هو أحد أعراض التهاب البنكرياس الناجم عن الحصوات، في حين أن الألم الموضعي الطفيف يدل على التهاب البنكرياس الناجم عن الكحول.

علاج التهاب البنكرياس

قد يقترح طبيبك استشارة أخصائي أمراض الجهاز الهضمي أو الجراح لإجراء أحد الإجراءات التالية، وفقاً لنوع التهاب البنكرياس الذي لديك:

1- إجراء عملية جراحية إذا كان السبب الكامن وراء التهاب البنكرياس هو حصى في المرارة أو حدوث بعض الانسداد في القناة الصفراوية أو البنكرياس.

2- تناول الأدوية والمضادات الحيوية عن طريق الفم أو عن طريق الوريد.

3- اتباع نظام غذائي منخفض الدهون، وتناول نسبة عالية من السوائل مع وجبات صغيرة مُتكررة على مدار اليوم.

4- إذا اشتبه الطبيب في أن الحالة ناجمة عن دواء معين، فمن المُحتمل أن يتم وقف هذا الدواء أو استبداله ببديل أكثر أماناً.

5- يُمكن أن يتم اقتراح علاجات بديلة مثل اليوغا والتمرينات الرياضية والتأمل والوخز بالإبر لتخفيف الألم.

العلاجات المنزلية لتخفيف آلام البنكرياس

1- الضغط الساخن

يُعدّ الضغط الساخن علاجاً سريعاً وفعَّالاً لألم البطن العلوي بسبب التهاب البنكرياس، يُساعد الضغط الدافئ على استرخاء عضلات البطن، وبالتالي تقليل الألم.

يُمكنك إعداد زجاجة ماء ساخن أو وسادة للتدفئة أو لف منشفة صغيرة ووضعها على المنطقة المؤلمة لمدة 5 إلى 10 دقائق، وتكرار ذلك على حسب الحاجة، يُمكنك أيضاً الاستمتاع بحمام دافئ أو دش لمدة 15 إلى 20 دقيقة مرتين في اليوم، فهذا يساعد أيضاً على تخفيف الآلام.

لكن يجب توخي الحذر أثناء استخدام ضغط الماء الساخن لتقليل خطر الحروق.

2- استخدام خل التفاح

خل التفاح الطبيعي غني بالخصائص المُضادة للالتهابات، مما يساعد في تقليل آلام البطن المرتبطة بالتهاب البنكرياس، فيساعد المحتوى الحمضي الطبيعي في تقليل سمك المادة الصفراء، وبالتالي منع تكوين الحصوات في المرارة، وهي أحد الأسباب القوية لحدوث التهاب البنكرياس الحاد، بالإضافة إلى ذلك، يساعد خل التفاح على الحفاظ على وزن مثالي للجسم وتقليل الدهون في البطن، مما يساعد في علاج التهاب البنكرياس.

يمكن خلط ملعقة كبيرة من خل التفاح الطبيعي غير المُصفى في كوب واحد من الماء الدافئ، وإضافة ملعقة صغيرة من عصير الليمون والعسل، وشرب هذا الخليط مرتين في اليوم.

3- تناول أحماض أوميغا 3 الدهنية

الأحماض الدهنية أوميغا 3 هي دهون غير مشبعة متعددة الاستعمالات، فهي ضرورية لجسم الإنسان ولكن لا يمكن تصنيعها، هذه الأحماض الدهنية تمتلك خصائص مضادة للالتهابات وتساعد في تقليل الالتهاب والألم الذي يُسببه التهاب البنكرياس.

تُشير دراسة إلى أنه من خلال زيادة محتوى الأحماض الدهنية غير المشبعة المتعددة أوميغا 3، يمكن أن يكون هناك انخفاض في الإصابة بالتهاب البنكرياس الحاد وتليف الأنسجة في التهاب البنكرياس المزمن.

ووفقاً لتحليل تلوي 2015، وُجد أن مُكملات أوميغا 3 الدهنية تُقلل خطر الوفيات والمضاعفات المعدية وتُقلل فترة الإقامة في المستشفى للمرضى الذين يعانون من التهاب البنكرياس.

لتضمين أحماض أوميغا 3 الدهنية في نظامك الغذائي، تناول الفول الصويا وبذور الكتان والجوز والكانولا والسبانخ والأسماك الدهنية مثل السلمون والماكريل والتونة، يُمكنك أيضاً التفكير في أخذ مُكملات بعد استشارة الطبيب.

4- تناول الزنجبيل

يساعد الزنجبيل في تقليل الالتهابات في البنكرياس وتهدئة الألم بسبب خصائصه المضادة للالتهابات ومضادات الأكسدة، وهو الأمر الذي كشفته دراسة أُجريت عام 2013 في مجلة الطب الوقائي حول تأثيرات الزنجبيل، كما أثبتت دراسة نُشرت في أبحاث أمراض الجهاز الهضمي عام 2015 أن الزنجبيل ومكوناته فعّالة ضد سرطان البنكرياس، يُمكنك شرب الزنجبيل الدافئ لتخفيف الألم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى