وجوه

أكثر امرأة بخيلة في العالم ارتدت فستاناً واحداً طوال حياتها ولديها 2.3 تريليون دولار

استحقَّت السيدة العجوز هيتي جرين عن جدارة، لقب المرأة الأكثر بخلاً في العالم، على الرغم من ثرائها الفاحش، وحسها التجاري العبقري الذي عُرفت به في أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين.

وسرد تقرير نشرته هيئة الإذاعة البريطانية BBC، حياة غرين، التي أطلق عليها الناس لقب «ساحرة وول ستريت الشريرة»، وقد دخلت موسوعة غينيس للأرقام القياسية من باب البخل.

أغنى أمرأة أمريكية في عصرها

وبرز اسم غرين في الصحافة الأمريكية، إذ وصفتها صحيفة The New York Times بأنها «أغنى امرأة في أمريكا»، حيث تركت وراءها مبالغ تقدر بنحو 100 مليون دولار، وهو ما يعادل اليوم 2.3 تريليون دولار بأسعار الوقت الراهن.

وتوفيت غرين في العام 1916 عن عمر يناهز 81 عاماً، واتَّسمت حياتها بالكامل بمظاهر البخل الشديد، فقد ظلَّت ترتدي طوال حياتها فستاناً واحداً أسود اللون، وقبعات رخيصة، وتحمل حقيبة يد واحدة سوداء اللون.

ولم يكن للثرية البخيلة سيارة، حيث كانت تسير في شوارع منهاتن المزدحمة في نيويورك إلى مكتبها في البنك الكيماوي، حيثما كانت تدير إمبراطوريتها التجارية.

وولدت غرين في عام 1834 في ولاية ماساتشوستس لأسرة غنية من طائفة الكواكر المسيحية، وبسبب سوء الحالة الصحية لوالدتها ظلَّت في طفولتها في رعاية والدها أو جدها الذي ربّاها على احترام المال.

وفي سنِّ السادسة كانت تقرأ له أخبار المال، وتقارير البورصة، وفي سن العاشرة عملت سكرتيرة لجدّها تكتب له الرسائل وتشارك في اجتماعاته التجارية، ومن ثم في سن مبكرة اقتحمت غرين عالم البورصة.

باعت ملابسها الفاخرة

ومن الروايات التي ذكرتها تقارير إعلامية حول غرين، أنه في سن العشرين من عمرها، اشترى لها والدها خزانة ملابس ضمَّت العديد من الأزياء الفاخرة، حتى تتأنق وتحصل على زوج جيد، لكنها باعت الملابس واستخدمت المال في الاستثمار في أذون الخزانة الحكومية.

وعندما توفي والدها عام 1865 ترك لها ثروة الأسرة التي كانت تقدر بنحو 5 ملايين دولار، وعندما توفيت عمتها سيلفيا بعد ذلك بوقت قصير تاركة مليوني دولار للهيئات الخيرية، تحدّت غرين الوصية في المحكمة.

واقتحمت غرين مجال العقارات وشراء الأراضي، وخاصة التي كان يتوقع تحولها إلى مسارات للسكك الحديدية، كما قدمت القروض للبنوك المتعثرة والمدن التي تعاني من أزمات مالية.

وبحسب BBC فإن غرين قالت ذات مرة لصحيفة The New York Times عام 1905: «أقوم بالشراء عندما يكون السعر منخفضاً، ولا أحد يريد البضاعة التي أحتفظ بها حتى يرتفع سعرها ويتعطش الناس للشراء» .

ووفقاً لكتاب «ساحرة وول ستريت الشريرة»، الصادر عن حياتها عام 1936 توقعت غرين انهيار البورصة، فكدَّست الأموال السائلة لتقديم القروض.

وكانت تعتقد أن الرجال يطمعون في مالها، لذلك لم تتزوج حتى الـ33 من عمرها عندما ارتبطت بإدوارد هنري غرين، وكانت له ثروته الخاصة المتواضعة، ولكنه لم يكن بذكاء زوجته، وقد أنجبا ابنا هو ند، وابنة هي سيلفيا.

ملابس مستعملة لأطفالها

وعلى الرغم من ثروتها الهائلة، كان أطفالها يرتدون ملابس مستعملة، وعاشت في عدد من الشقق المتواضعة في نيويورك ونيوجيرسي، لتجنب دفع أموال في إعداد منزل أو دفع ضرائب، وكانت وجبتها اليومية على الغداء هي الشوفان، الذي تسخنه على المدفئة، كما كانت تبحث عن الأماكن التي تقدم العلاج المجاني.

ورفضت غرين أن يتم نعتها بالبخيلة، وقالت في حديث صحفي ذات مرة: «لست امرأة صعبة، فأنا ببساطة من طائفة الكواكر، وأحاول الالتزام بإيمان هذه الطائفة من حيث بساطة المظهر والحياة الهادئة، حيث لا تسعدني أشكال الحياة الأخرى» .

ومع تقدُّمها في العمر صارت تنام وإلى جانبها سلسلة تضم مفاتيح خزائنها في البنوك ومسدساً.

ومن الروايات التي تُروى عنها أيضاً، أنه عندما أصيب ابنها بكسر في ساقه أخذته لعيادة مجانية، وعندما تعرَّف عليها الأطباء وطالبوها أن تدفع كلفة علاج نجلها تركته ببساطة لديهم وانصرفت، فلم يتلق الابن العلاج المناسب، مما أدى لاحقاً لبتر ساقه.

ولكن جمعية نيو إنجلاند التاريخية تنفي هذه القصة، وتقول: «مثلها مثل العديد من القصص المرتبطة بغرين لا تخلو من المبالغة» .

وتوفيت غرين عام 1916 بعد مرض طويل، وبعد موتها عاش نجلاها حياة رغدة، حيث صار ابنها جامعاً للأعمال الفنية، ولدى وفاة ابنتها عام 1961 تركت ضيعتها للهيئات الخيرية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى