تقارير وتحليلات

أمية ترامب الاقتصادية وضعت الأمريكيين في حرب تجارية .. المصانع علي وشك الأغلاق .. فقدان الأمريكيين وظائفهم .. اطفاء شعلة ازدهار الاقتصاد الأمريكي.. الحلفاء ينتقمون

في الحرب التجارية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب علي الصين والحلفاء الأوروبين لم يكن في حسابه أن الشعب الأمريكي أول من سيتألم من هذه الإجراءات التي اضرت بجميع أفراد الشعب الأمريكي بداية من أصحاب المصانع إلي الموظفين الذين فقدوا أعمالهم بسبب سياسات ترامب العدائية.

تجاهل تحذيرات الحلفاء

تجاهل ترامب تحذيرات الحلفاء والشركاء داخل الولايات المتحدة وخارجها من مخاطر اندلاع حرب تجارية عالمية ووقّع على قرار يقضي بفرض رسوم جمركية عقابية. وتبلغ هذه الرسوم نسبة 25% على واردات الصلب و 10 بالمائة على واردات الألومنيوم.

وإذا كان هذا القرار سيساعد على حماية صناعة الصلب الأمريكية من المنافسة الخارجية، إلا أنه سيرفع تكاليف الإنتاج في الصناعات الأمريكية الأخرى، التي تعتمد على هذه المادة وفي مقدمتها صناعة السيارات والأجهزة المنزلية والعسكرية والطاقة والآلات وغيرها. وعلى المدى البعيد ستزيد الأضرار الناتجة عن ذلك أضعاف الفوائد، التي ستحصل عليها صناعة الصلب المحلية.

انتحار اقتصادي

قالت شبكة “فوكس نيوز” الأمريكية أن الحرب التجارية للرئيس دونالد ترامب هي انتحار اقتصادي، مشيرة إلي فرض ترامب ضريبة بنسبة 25% علي وارادت الصلب في الشهر الماضي، مما جعل مصنع ” Mid Continent Nail Corporation” ليس لديه اي خيار سوي رفع الأسعار مما أدي إلي فقدان 50% من طلبيات المصانع وبحث العملاء عن موردين أرخص، واضطر المصنع إلي إقالة 60 عاملاً، وقد يفقد 200 موظف وظيفته خلال نهاية هذا الشهر.

المصانع الأمريكية ضحايا لقرارات ترامب الأمية

ولفتت الشبكة إلي أن المصنع كان أول ضحايا الحرب التجارية لترامب التي ستكلف الكثير إذا استمر الرئيس ترامب في رفع تكاليف الاستيراد وغضب شركائنا التجاريين، فمنذ بداية العام واعلن ترامب سلسلة من التعريفات الجمركية الجديدة التي تعد عقاباً للأمريكيين الذين يشترون الواردات.

وأضافت الشبكة أن في يناير الماضي فرض ترامب رسوم جمركية علي الأمريكيين الذين يشترون الألواح الشمسية والغسالات، وفرض 50 مليار دولار رسوم اضافية علي الواردات الصينية، وفي يونيو فرض تعريفة 25% علي الصلب و10% علي الألومنيوم.

وأعلنت إدارة ترامب عن استعداداها لفرض ضريبة اخري بقيمة 200 مليار دولار علي السلع الصينية وعلي منتجات المخللات والمعجنات التي تضع في الثلاجات وعلي مكيفات الهواء.

اعتماد الاقتصاد الأمريكي علي التجارة

وأوضحت الشبكة أن الاقتصاد الأمريكي مزدهر ولكنه يعتمد علي التجارة، وسيدفع المستهلكون الأمريكيون وليس الأجانب، الجزء الأكبر من عواقب العوائق التجارية التي فرضت.

ونوهت الشبكة عن اعلان ترامب رفع رفع اسعار السيارات ووضع تعريفة بنسبة 35% علي كل سيارة وشاحنة، وهدد بضع الضرائب علي مصنع فورد في المكسيك وفرض رسوم جمركية هالي مصنعي السيارات في أوروبا وبفضل التدخلات تلأمية لترامب في التجارة الاقتصادية سترتفع اسعار السيارات التي تنتج محلياً، وبفضل ارتفاع اسعار المواد الحام مثل الحديد الصلب والألومنيوم سترتفع تكلفة السيارات، حتي مصنعي البيرة والصودا قلقون م ارتفاع تكاليف الأولومنيوم.

انتقام الشركاء التجاريين من الأمريكيين بسبب سياسة ترامب

وأضافت الشبكة أن التعريفات الجمركية ليس من اتجاه واحد وسيرد الشركاء التجاريون بضرائب ممثالة علي الصادرات الأمريكية، حيث أعلنت الصين فرض رسوم انتقامية علي أكثر من مائة منتج أمريكي مثل لحوم الأبقاء والدواجن والسيارات وهددت بوقف شراء التفط والغاز الطبيعي الأمريكي، ويخطط الاتحاد الأوروبي وكندا والمكسيك لضرب الصادرات الأمريكية الرئيسية مثل الويسكي والدراجات النارية.

وأشارت الصحيفة إلي ان الاقتصاد الأمريكي مزدهر، ولكنه يعتمد على التجارة، الصادرات تدعم 10 ملايين وظيفة في الولايات المتحدة ، والواردات تدعم 16 مليون وظيفة ، وكل واحد منا لديه حياة مليئة بالمواد المصنعة في الخارج.

التأثير السلبي علي الأمريكيين جراء سياسة ترامب

وتري الشبكة أن الحرب التجارية لترامب تعني ارتفاع الأسعار بالنسبة للمستهلكين الأمريكيين ، وانخفاض هوامش الربح وانخفاض العائدات بالنسبة للشركات الأمريكية ، وفقدان الوظائف وهو الأمر الأسوأ بالنسبة للعمال، إنه انتحار اقتصادي.

12 مليار دولار لمساعدة المزارعين

وسلطت مجلة “بولتيكو” الأمريكية إلي اعلان وزير الزراعة الأمريكى سونى بيرديو قد كشف عن خطة بتكلفة 12 مليار دولار ومكونة من ثلاثة أجزاء من أجل تخفيف أعباء التعريفة الجمركية الانتقامية عن المزارعين الأمريكيين من خلال مزيج من المدفوعات والمشتريات وجهود تعزيز التجارة.

وتسعى الخطة لضمان عدم تحمل المزارعين ومربى الماشية الأمريكيين، الصراع التجارى المتصاعد مع إتباع الإدارة مسارا عدائيا لإعادة التوازن لعلاقات أمريكا التجارية.

الأنتقام من السلع الأمريكية

وأضافت المجلة أن تحركات ترامب لفرض رسوم جمركية على الواردات من بعض أكبر المشترين الأجانب فى أمريكا قد أدى إلى الانتقام من السلع الزراعية الأمريكية مثل لحم الخنزير ولحم البقر وفول الصويا والذرة ومجموعة من الفواكه. وتعد خطة الإدارة للمساعدة التجارية محاولة لدغم التأييد وسط شريحة من الناخبيين الريفيين قبيل انتخابات التجديد النصفى المقررة فى نوفمبر المقبل. لكن التعريفات الجمركية والنتائج المترتبة عليا قد تسببت فى دمار الاقتصاديات الزراعية.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى