ثقافة وفنون

أوسكار 2019: رامي مالك يفوز بجائزة أفضل ممثل

فاز رامي مالك بجائزة أوسكار أفضل ممثل عنعن أدائه لشخصية المطرب ومؤلف الأغاني فريدي ميركوري في فيلم “بوهيميان رابسودي” في حفل أكاديمية العلوم والفنون السينمائية الأمريكية في النسخة الـ91 في لوس انجليس.

وقال مالك لأعضاء فرقة “كوين” الموسيقية: “سأظل مدينا لكم إلى الأبد”.

وسبق لمالك أن قطف جائزة “غولدن غلوب” لأفضل ممثل عن الدور نفسه الذي يجسد فيه شخصيه فريدي ميركوري، المغني الرئيسي في فرقة الروك البريطانية (كوين).

رامي مالك

وينحدر رامي سعيد مالك من أسرة قبطية أرثوذكسية مصرية هاجرت إلى الولايات المتحدة عام 1978 من مدينة سمالوط التابعة لمحافظة المنيا بمصر. وقال في إحدى مقابلاته التلفزيونية أن لديه أصولاً يونانية أيضاً.

وانطلق مالك إلى عالم النجومية بعد تجسيده لشخصية إليوت ألديرسون في المسلسل التلفزيوني “مستر روبوت”. وحصل عن دوره في المسلسل على جائزة إيمي عام .2016

وفاز الفيلم المكسيكي الدرامي “روما” بجائزة أوسكار لأفضل فيلم أجنبي الذي كان ينافسه فيلم “كفرناحوم” للمخرجة اللبنانية نادين لبكي.

“كفر ناحوم”

يعد فيلم “كفرناحوم” ثاني فيلم لبناني يُرشح لنيل جائزة أوسكار أفضل فيام أجنبي، بعد فيلم المخرج زياد دويري “القضية 23” الذي ترشح للقائمة القصيرة العام الماضي.

فيلم "كفرناحوم"
رشح فيلم “كفرناحوم” ضمن القائمة القصيرة لنيل جائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي

ويحاول الفيلم أن يكشف عن واقع الفئات المهمشة في لبنان من العوائل اللبنانية الرازحة تحت نير الفقر وعوالم المهاجرين الذين يعيشون في العشوائيات في ضواحي العاصمة اللبنانية.

تتابع لبكي في الفيلم حياة صبي بعمر 12 عاما، يعيش في سجن الأحداث لطعنه رجلا، ويرفع دعوى قضائية ضد والديه لأنهما أنجباه وقذفا به إلى هذا العالم القاسي الذي لا يرحم.

وعلى هامش وقائع المحاكمة، التي تؤدي فيها لبكي دور المحامية عن الصبي، تستعيد المخرجة وقائع حياة الصبي (يؤدي دوره الطفل السوري زين الرافعي) وما أوصله إلى هذا الحال.

ونعود عبر مشاهد تذكر “فلاش باك” متوازية مع وقائع المحاكمة إلى حياة زين مع والديه ودزينة أطفال وسط حياة فقر وفاقة في شقة صغيرة، وتمرده على عائلته التي تحاول تزويج أخته القاصر (11 عاما) من صاحب محل في الحارة كان زين يعمل عنده.

وفي رحلة هرب زين بعيدا عن العائلة، تقوده أقدامه إلى مدينة ألعاب ليتعرف هناك على مهاجرة أثيوبية (راحيل) كانت تعمل في مجال الخدمة المنزلية وتحاول أن تجمع مبلغا للحصول على أوراق رسمية في لبنان الذي يعتمد نظام الكفيل للعمال المهاجرين، فتستقبله للعيش معها وللعناية بطفلها الرضيع الذي تخفيه عن السلطات الرسمية خشية ترحيلها.

ويقود اعتقال السلطات لراحيل إلى أن يصبح زين مسؤولا عن طفلها الرضيع، وعند ذهابه للبحث عن أمه يُحاول كفيلها المهرب اقناعه بالتخلي عن الطفل مقابل إعطائه مبلغا من المال وتهريبه إلى السويد بصفة لاجئ سوري.

وعند عودة زين إلى عائلته للبحث عن أي أوراق ثبوتيه لتسهيل تهريبه، يكتشف زين وفاة شقيقته الصغيرة بعد زواجها من صاحب الأسواق، فيختطف سكينا من المنزل ويقوم بطعن زوج شقيقته، ليقاد إلى سجن الأحداث.

وتنتبه المحامية لقضيته بعد اتصاله ببرنامج تلفزيوني طالبا رفع شكوى ضد والديه مطالبا بمنعهما من الإنجاب، كي لا ينجبا أطفالا آخرين يعيشون نفس حياته البائسة.

يزدحم فيلم لبكي بطرح العديد من القضايا من أمثال حقوق الأطفال، وزواج القاصرات و قضايا الهجرة والإتجار بالبشر، والواقع البائس للعاملات في مجال الخدمة المنزلية في لبنان ونظام الكفيل المعتمد هناك الذي يجعل حياتهن أقرب إلى العبودية.

قطف فيلم “كفرناحوم” جائزة لجنة التحكيم الخاصة عند عرضه الأول في مهرجان كان السينمائي الأخير، كما رُشح الفيلم في القائمة القصيرة لجائزة أفضل فيلم أجنبي في جوائز أكاديمية السينما البريطانية (بافتا) وفي جوائز الكرة الذهبية (جولدن غلوب).

وعلى الرغم من الاهتمام الكبير الذي حظي به الفيلم وترشحه لهذه الجوائز، لم يكن “كفرناحوم” أفضل أفلام المخرجة اللبنانية التي لفتت الأنظار إليها بفيلمها الأول “كرميل” أو “سكر نبات” عام 2006 وأردفته بفيلم “هلا لوين” 2011، حيث طورت نهجا مميزا في تناول القضايا الاجتماعية والسياسية الكبرى في المجتمع اللبناني بمعالجة ساخرة، تقع في الغالب تحت تصنيف الكوميديا السوداء.

أما في “كفر ناحوم” فاقتربت لبكي من السقوط في فخ الميلودراما، إذ خاطبت في الكثير من المشاهد عواطف مشاهديها كما حفل فيلمها بلهجة خطابية لا سيما في مشاهد المحكمة.

عن الآباء والأبناء

عن الآباء والأبناء
قطف ديركي جائزة السينما العالمية للفيلم الوثائقي في مهرجان صندانس للمرة الثانية

في هذا الفيلم يخوض ديركي مغامرة اقتحام عالم المسلحين “الجهاديين”، وتفاصيل حياتهم اليومية مع عوائلهم، بعد أن سنحت له فرصة الدخول إلى قرية تسيطر عليها “جبهة النصرة”، ليصور حياة أحد المسلحين المتطرفين وعلاقته بابنيه أسامة وأيمن، اللذين سماهما على اسمي أسامة بن لادن وأيمن الظواهري.

ولكي يتمكن ديركي من ذلك، اضطر لتقديم نفسه على أنه مصور متعاطف مع قضية هؤلاء المسلحين في جبهة النصرة وأنه متدين مؤمن بفكرهم، حتى تمكن من تصوير فيلمه في زيارات متعددة لهم على مدى أكثر من سنتين.

ويركز ديركي على خيارات الابنين وأحلامهما مع والدهما المتعصب للفكر السلفي الجهادي، والذي يفقد قدمه في انفجار لغم، كما يقصف منزله في غارة للطيران الروسي.

وفي الوقت الذي يسعى الأب إلى جعل ابنيه يسيران في المسار الذي سار فيه، تختلف مصائر الصبيين فيختار أيمن إكمال دراسته، بينما يمضي أخاه أسامة في مسار التدريب على القتال وتعقب خطى والده كمسلح جهادي.

على مدى 99 دقيقة، يحاول ديركي أن يقتحم تلك البيئة المغلقة التي تنتج التطرف وثقافة العنف، مركزا على أثرها على الأطفال تحديدا وخياراتهم في مثل هذه البيئة.

وقد قطف ديركي هذا العام جائزة السينما العالمية للفيلم الوثائقي في مهرجان صندانس للمرة الثانية بعد أن نالها في عام 2014 عن فيلمه السابق “العودة إلى حمص”.

ولد ديركي (41 عاما) في دمشق ويعيش في برلين بألمانيا، وتخرج من معهد ستافراكوس العالي للسينما في اليونان عام 2003، وعمل مساعد مخرج في عدد من الأفلام السورية، كما عمل في مجال إنتاج البرامج التلفزيونية في عدد من القنوات التلفزيونية ومصورا مع قناة سي إن إن ووكالة رويترز، قبل أن يبدأ بإخراج أفلامه الوثائقية.

أكثر الترشيحات

وفي بورصة التوقعات النقدية للجوائز في حفل الأوسكار، يقف فيلم “روما” للمخرج المكسيكي ألفونسو كوارون في المقدمة، بعد أن تقاسم المركز الأول في صدارة الأفلام المرشحة لنيل الجوائز مع فيلم “ذا فيفوريت” المفضلة أو (صاحبة الحظوة) للمخرج اليوناني يورغوس لاثيموس، بعشرة ترشيحات لكل واحد منهما.

روما
رشحت يالتيزا آباريشيو التي أدت دور كليو في الفيلم لجائزة أوسكار أفضل ممثلة

وتراهن شركة نتفليكس المنتجة للفيلم والتي صرفت أكثر من 25 مليون دولار في حملة دعائية له، على أن يفتح نيله لجائزة الأوسكار الأبواب أمامها في عالم السينما وأن يشكل نقطة تحول في عالم التلقي السينمائي بعيدا عن الصالات وباتجاه نمط التلقي الذي تعتمده الشركة بعرض أفلامها على منصات عرض الأفلام المستمرة على النت وفي التلفزيون.

في فيلم “روما” يعود كوارون إلى ذكرياته العائلية، ليصور لنا بالأبيض والأسود حياة عائلة تنتمي إلى الطبقة الوسطى في المكسيك، مركزا على الفتاة كليو التي تعمل في خدمة العائلة ورعاية ابنائها، وقد إختار لأدائها الممثلة، يالتيزا آباريشيو، وهي من سكان البلاد الأصليين وتقف أمام الكاميرا للمرة الأولى في حياتها.

صور الفيلم محنة كليو بعد ارتباطها بعلاقة مع شاب يهجرها إثر حملها منه. فتقوم العائلة باحتضانها ومساعدتها. وعندما تأخذها الجدة لشراء أثاث لاستقبال الطفل الصغير تواجه بمظاهرات ونزول القوات الأمنية لقمع المتظاهرين.

وعندما يحاول اثنان من المتظاهرين الاختباء في محل الأثاث، تكتشف كليو أن حبيبها السابق هو جزء من ميليشيا أو فرق موت تدعى “الصقور” تقوم بقتل المتظاهرين والمعارضين، وعندما يراها داخل المحل يوجه مسدسه إلى رأسها، فيأتيها الطلق، لتلد طفلا ميتا عندما تنقلها العائلة إلى المستشفى لاحقا.

وينتهي الفيلم بمشهد حميم عندما تحاول العائلة انتشال كليو من أزمتها وأخذها في رحلة مع الأطفال إلى شاطئ البحر، وفي هذه الرحلة تلقي كليو بنفسها في البحر عندما يوشك اثنان من الأطفال على الغرق وتتمكن من إنقاذهما على الرغم من أنها لا تعرف السباحة.

يأخد الفيلم عنوانه “روما” من اسم الحي الذي تربى فيه المخرج كوارون في العاصمة المكسيكية، وقد صور مشاهد الفيلم في الحي نفسه.

وعلى الصعيد التقني، عمد كوارون إلى أن يصور فيلمه بالأسود والأبيض باستخدام كاميرا 65 ملم، ومحاولا استعادة أجواء أفلام الواقعية الإيطالية الجديدة.

“صاحبة الحظوة”

الأوسكار 2019: "روما" و"ذا فيفوريت" يتصدران الترشيحات
رُشحت أوليفيا كولمان وريتشل وايز لجوائز الأوسكار عن دورهما في فيلم “صاحبة الحظوة”

ويعد فيلم المفضلة أو “صاحبة الحظوة” من أفلام الدراما التاريخية الكوميدية، إذ تدور أحداثه في انجلترا في بدايات القرن الثامن عشر مع اعتلاء الملكة آن العرش وتمكن صديقتها في الطفولة، دوقة مارلبورو سارة تشرشل، من أن تصبح صاحبة الحظوة (ذا فيفوريت) لديها وموضع ثقتها ما يمنحها نفوذا كبيرا وتدخلا في حكم البلاد، لكن مجيئ إبنة عم لها تدعى أبيغيل لتعمل خادمة في القصر يقلب هذه الموازنة لاحقا.

ومثل أدوار الفيلم كل من الممثلة البريطانية أوليفيا كولمان بدور الملكة آن وإيما ستون بدور أبيغيل وريتشل وايز بدور سارة تشرشل، وقد ترشحت المثلات الثلاث لنيل جائزة أوسكار التمثيل في فئة أفضل ممثلة وممثلة مساعدة.

ويشير مصطلح “ذا فيفوريت”(صاحب الحظوة) في اللغة الإنجليزية إلى الشخص المقرب من الحاكم أو من شخص صاحب نفوذ، وفي أعراف أنظمة الحكم الملكية في أوروبا في القرنين السابع عشر والثامن عشر كان الحاكم يعطي لمثل هؤلاء الأشخاص دورا سياسيا مهما.

وضمت قائمة الأفلام الأخرى المرشحة كلا من “مولد نجم” و”نائب الرئيس”، ولكل منهم ثمانية ترشيحات، ثم فيلم “النمر الأسود” بسبعة ترشيحات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى