الشأن الأجنبي

اتفاقية “بيكا” ترفع علاقات أمريكا مع الهند إلى مستويات تاريخية

بلغ التعاون الاستخباراتى بين الولايات المتحدة والهند خلال الأشهر الأخيرة من العام الفائت 2020، مستويات وصفت بأنها “تاريخية” مدفوعة بالعملة المشتركة التى تجمعهما فى انعدام الثقة المتبادل مع الصين.

وشكلت تلك التطورات تحولاً فارقاً بالنسبة للهند التي عُرفت تقليدياً بأنها ركن ركين لحركة عدم الانحياز في الشؤون العسكرية والاستخباراتية منذ تأسيسها.

وقد وصف خبراء ما وصلت إليه العلاقات الوثيقة بين نيودلهي وواشنطن في الآونة الأخيرة بأنها “ثورة في الطريقة التي تنظر بها الهند إلى العالم وإلى الموالاة مع شركائها في آسيا”.

تعود جذور العلاقات الاستخبارتية المتعمقة التي جمعت الولايات المتحدة مع الهند إلى عام 2002 حينما شرعت القوات العسكرية في البلدين في إطلاق منظومة تشارك استخباراتية في الشؤون المتعلقة بالأمن الإقليمي.. وفي عام 2016 أبرمت الدولتان اتفاقية لوجيستية ثنائية تمكن كليهما من تشارك منشآت البلدين من أجل إجراء عمليات الإصلاح أو إعادة الإمداد للمركبات والحاويات والطائرات.. وعقب عامين، منحت الولايات المتحدة الهند حق شراء واستحواذ معدات تأمين الاتصالات التي تستخدمها البحرية وسلاح الجو الأمريكيين.

وخلال الأشهر الأخيرة من عام 2020، تعززت تلك الاتفاقات العسكرية والمشاركة الاستخباراتية بين نيودلهي وواشنطن، في أعقاب انخراط الهند وبكين في نزاع حدودي دموي في منطقة إقليم الهيمالايا.. وتسبب النزاع المستعر، الذي امتد أكثر من شهر، في مقتل ما يقرب من 30 من الضباط العسكريين الهنود والصينيين.. وقد أصاب الحادث المراقبين بحالة من الفزع، لما له من وقع خطير بوصفه أول اشتباكات عنيفة بين القوات الهندية والصينية منذ عقود عديدة.. ومنذ ذلك التاريخ، عمدت الهند إلى تعميق علاقات التشارك الاستخباراتي مع الولايات المتحدة الأمريكية مدفوعة بالصدع الآخذ في الاتساع مع جارتها الصين.

وبدت أوضح دلالات تعزيز العلاقات الاستخباراتية بين الهند والولايات المتحدة في “الاتفاق الأساسي للتبادل والتعاون” BECA، الذي أبرم بين واشنطن ونيودلهي في أكتوبر من العام الماضي، وهو الاتفاق الذي يسمح لوكالات الاستخبارات الأمريكية، مثل “وكالة الاستخبارات العسكرية” DIA و”الوكالة الوطنية للاستخبارات الجغرافية المكانية”NGIA، أن تزود الهند ببيانات أرشيفية وآنية تتعلق بالمواقع الجغرافية.

وتشمل الاتفاقية أيضاً معلومات استخباراتية تتعلق بالطيران والملاحة فضلاً عن التضاريس الجغرافية (الطبوغرافيا)، وجميع تلك البيانات ذات الصلة بالصين أو أنشطة السفن والبارجات والطائرات الصينية في جنوب شرق آسيا والباسيفيك.

ويرى خبراء أن اتفاقية “بيكا” BECA تعد بمنزلة أداة مهمة ستتيح للهند تطوير معرفتها بالأهداف العسكرية الصينية علاوة على تقصي نشاط الجيش الصيني وتحركاته على اتساع الإقليم.. غير أن تلك الاتفاقية أثارت قلق المسؤولين في باكستان، خصم الهند التقليدي، كما أثارت قلق المسؤولين في روسيا التي تربطها علاقات تاريخية مع الهند وتعد واحدة من أقدم الحلفاء الإقليميين لها.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى