تقارير وتحليلات

الأسد يكثف الهجوم على الغوطة

 

قصفت قوات الحكومة السورية مدينة في الغوطة الشرقية يوم الأربعاء في مسعى لشطر المنطقة الخاضعة للمعارضة إلى قسمين في الوقت الذي تصعد فيه حملتها لتكبيد المعارضة أكبر هزيمة منذ 2016.

وبدأت الحكومة السورية هجوما على الغوطة الشرقية ذات الكثافة السكانية العالية والواقعة بضواحي العاصمة دمشق قبل أكثر من أسبوعين. وتحول الهجوم إلى واحد من أعنف الهجمات في الحرب التي توشك على دخول عامها الثامن. ويقول المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 800 مدني قتلوا في القصف.

وعرض التلفزيون الرسمي لقطات حية من على مشارف مدينة مسرابا أظهرت تصاعد سحب دخان ضخمة إلى السماء. وأمكن سماع أصوات مقاتلات ودوي انفجارات.

وقال مراسل تلفزيوني إنه يجري قصف دفاعات مقاتلي المعارضة في مسرابا تمهيدا لبدء هجوم لوحدات المشاة.

وستؤدي السيطرة على مسرابا إلى شطر الغوطة الشرقية إلى قسمين بعد هجوم بري مستمر منذ أيام قال المرصد السوري إن قوات الحكومة سيطرت خلاله بالفعل على نصف المنطقة تقريبا. وقال المرصد إن تعزيزات تضم 700 مقاتل إضافي من المقاتلين الموالين للحكومة السورية وصلت إلى الخطوط الأمامية.

وفي دوما، أكبر مدن الغوطة الشرقية والتي فر إليها مدنيون من أجزاء أخرى بالمنطقة، قال شاهد لرويترز إن دوي المعارك على جبهة القتال مسموع.

وتقول الأمم المتحدة إن 400 ألف شخص محاصرون في مدن وبلدات الغوطة الشرقية التي تفرض الحكومة حصارا عليها منذ سنوات والتي كانت إمدادات الغذاء والدواء فيها توشك على النفاد بالفعل قبل الهجوم.

ووصلت قافلة مساعدات إلى المنطقة هذا الأسبوع ولكن مسؤولين من الحكومة أخذوا منها معظم الإمدادات الطبية.

وكانت روسيا، أقوى حلفاء الرئيس السوري بشار الأسد، قد عرضت الخروج الآمن لمقاتلي المعارضة من الغوطة الشرقية مع عائلاتهم وأسلحتهم الشخصية. والاقتراح شبيه باتفاقات سابقة سمحت لمقاتلي المعارضة بالانسحاب إلى مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة قرب الحدود مع تركيا.

وقالت وزارة الدفاع الروسية يوم الأربعاء إن بعض مقاتلي المعارضة يريدون قبول عرض المغادرة.

وحتى الآن يرفض مقاتلو المعارضة العرض في العلن. وقال حمزة بيرقدار المتحدث العسكري باسم جيش الإسلام أحد أبرز جماعات المعارضة السورية في الغوطة الشرقية إن مقاتلي المعارضة سيدافعون عن الغوطة ولا مفاوضات على الخروج منها.

وقال لرويترز في رسالة نصية أرسلها ليل الثلاثاء ”فصائل الغوطة ومقاتلوها وأهلها متمسكون بأرضهم وسيدافعون عنها“.

وتقول المعارضة إن اتفاقات الإجلاء تأتي ضمن سياسة لتغيير ديموغرافي أجبر الأسد من خلالها معارضيه على النزوح.

* ضلوع روسي

شاركت طائرات حربية روسية في عملية الغوطة الشرقية واتهم البيت الأبيض روسيا بالضلوع في قتل مدنيين هناك.

وهزيمة المعارضة في الغوطة ستمثل أكبر انتكاسة تمنى بها منذ إخراج مقاتليها من شرق حلب أواخر 2016 بعد حملة مشابهة من الحصار والقصف والهجمات البرية والوعود بخروج آمن.

وتقول موسكو ودمشق إن عملية الغوطة ضرورية لوقف قصف المعارضة للعاصمة. ويقول المرصد إن هذا القصف أدى لمقتل ما لا يقل عن 27 شخصا منذ 18 فبراير شباط، بينما أعلن الإعلام السوري الرسمي عن عدد أكبر.

وعبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش يوم الثلاثاء عن قلقه إزاء الهجمات في الغوطة الشرقية التي ”تردد أنها حصدت أرواح أكثر من 100 شخص“ يوم الاثنين فقط، وأيضا إزاء التقارير التي أشارت إلى قصف دمشق.

وتطالب دول غربية روسيا بدفع الأسد للالتزام بوقف لإطلاق النار لمدة 30 يوما دعا إليه مجلس الأمن الدولي. وسيجتمع المجلس، الذي تتمتع فيه روسيا بحق النقض (فيتو)، يوم الأربعاء لبحث وقف إطلاق النار الذي أخفق تنفيذه.

وطالب أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية يوم الأربعاء بتفعيل قرار مجلس الأمن الصادر الشهر الماضي والداعي إلى وقف إطلاق النار في سوريا لمدة 30 يوما واعتبره السبيل الوحيد لإنقاذ المدنيين في الغوطة الشرقية وغيرها من المناطق.

وقال أبو الغيط في افتتاح اجتماع دوري لوزراء الخارجية العرب بمقر الجامعة في القاهرة ”إن الخطوة الأولى التي ننادى بها اليوم هي وقف نزيف الدم والالتزام بقرار مجلس الأمن رقم 2401 والقاضي بوقف إطلاق النار في سوريا لمدة 30 يوما إذ يمثل ذلك السبيل الوحيد لإنقاذ المدنيين المحاصرين منذ سنوات في الغوطة الشرقية وغيرها من المدن السورية عبر السماح بدخول المساعدات الإنسانية والطبية العاجلة“ .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى