تقارير وتحليلات

“الأونروا” تقرر فتح أبواب مدارسها لأكثر من نصف مليون طالب وطالبة من اللاجئين رغم الأزمة المالية

رغم الأزمة المالية الطاحنة التي تمر بها وكالة غوث وتشعيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، بسبب السياسات الأمريكية الرامية إلى تصفيتها، أعلنت هذه المنظمة الدولية أنها ستفتتح العام الدراسي في مدارسها التي تقدم خدمات لأكثر من نصف مليون طفل لاجئ في مناطق عملياتها الخمس في الموعد المحدد الأسبوع القادم.

وقال سامي مشعشع، الناطق الرسمي باسم “الأونروا”، إن أكثر من 525 ألف طالب وطالبة سيتوجهون لمقاعد الدراسة خلال الأيام القليلة القادمة.

وأشار إلى أن 711 مدرسة في مناطق عمليات “الأونروا” في كل من سوريا والأردن وغزة ولبنان والضفة الغربية وفي شرقي القدس ستستقبل هؤلاء الطلبة.

وأكد مشعشع أن كافة التحضيرات للعام الدراسي في مدارس “الأونروا” تم إنجازها، وذلك “رغم التحديات الوجودية والمالية الخطيرة التي واجهتها وتواجهها الوكالة”.

وكانت الأونروا قد عملت خلال العطلة المدرسية على تنفيذ عمليات صيانة واسعة لمدارسها استعدادا للعام الدراسي، وفي خضم فترة اتسمت باشتداد الهجمة عليها وعلى دورها وخدماتها الإنسانية لأكثر من خمسة ملايين ونصف المليون لاجئ فلسطيني مسجلين لديها.

وحسب “الأونروا” فإنها أنجزت العديد من منشآتها بفضل تبرع من المانحين، خصوصا لهذا الغرض، لكنها قالت إنها رغم ذلك “ما زالت تواجه عجزا ماليا يصل إلى 150 مليون دولار من إجمالي ميزانيتها البالغة مليار و200 مليون دولار أمريكي لهذا العام”.

وأكدت في الوقت ذاته أنها تبذل كافة الجهود من أجل “ردم الهوة المالية والعمل جار مع الدول الصديقة والمتبرعة لسد هذا العجز”.

وأشار مشعشع إلى أنه يجري العمل على مسار آخر وهو الاستحقاق الذي يتعلق بتجديد ولاية “الأونروا” في الشهر القادم، لثلاثة سنوات أخرى، حيث ستلتئم الدول الأعضاء في الجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك لمناقشة آليات دعم الأونروا ومناقشة والتصويت على تجديد تفويض وولاية “الأونروا”.

وأكد أن “الأونروا ستظل صامدة بوجه كل التحديات التي واجهتها وستواجهها لمواصلة تقديم خدماتها الأساسية للاجئي فلسطين”.

ويشار إلى أن السبب الرئيس للأزمة المالية الكبيرة التي تعيشها “الأونروا” راجع لقيام الإدارة الأمريكية منذ العام الماضي بوقف دعمها الأكبر من بين المانحين لهذه المنظمة الدولية، التي أنشأت خصيصا لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين حتى حل قضيتهم بشكل عادل، وبسبب الأزمة جرى تقليص الكثير من الخدمات التي تقدم للاجئين على الصعيد التعليمي والصحي والاجتماعي.

ويبلغ قيمة التبرع السنوي الذي كانت تقدمه الإدارة الأمريكية لـ”الأونروا” 360 مليون دولار أمريكي، وبسبب الأزمة الطاحنة التي طالت العديد من خدمات هذه المنظمة، لجأت الأمم المتحدة لتنظيم مؤتمرات عديدة للمانحين في روما ومقرها في نيويورك، تمكنت من خلالها في الحصول على أموال دعم إضافية، لكن من دون إيجاد حل دائم للأزمة المالية.

ومؤخرا سربت تقارير صحافية عن قيام فريق مختص بالأمم المتحدة بإجراء تحقيقات حول وجود “شبهات فساد” داخل “الأونروا”، وهو ما اعتبره القائمون عليها ومسؤولون فلسطينيون محاولة أمريكية في هذا الوقت للتأثير على الداعمين، خصوصا أن هناك بلدين أوروبيين هما سويسرا وهولندا علقا دفع تبرعاتهم.

وكان الدكتور صائب عريقات، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، دعا أمين عام الأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى الإسراع في الانتهاء من التحقيق الحالي في شبهات وادعاءات بوجود فساد في “الأونروا” قبل نهاية الشهر القادم.

وأكد عريقات في بيان صحافي له مطلع الأسبوع أن استقرار “الأونروا” وبرامجها هذا العام يعد أكثر أهمية في الفترة التي تسبق انعقاد اللجنة الرابعة وتجديد ولاية “الأونروا”، وذلك ضمن استمرار نضال الوكالة في جمع الأموال والتبرعات، والعمل على إنجاح المؤتمر الدولي للمانحين في نهاية سبتمبر/أيلول القادم.

وأعرب عريقات عن أسفه حول قيام إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بـ”تسييس العمل العظيم الذي تقوم الأونروا في خطوة منها إلى القضاء على قضية اللاجئين الفلسطينيين“.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى