الشأن الأجنبي

الإيرانيون لن يخاطروا بالسلام من أجل تسجيل موقف سياسي

نشرت صحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية مقالاً لنجمة بوزوجميهر بعنوان “الإيرانيون لن يخاطروا بالسلام من أجل تسجيل موقف سياسي”.

وقالت كاتبة المقال إن “التاريخ يعيد نفسه بالنسبة للقوى الداعية للديمقراطية في إيران”، مضيفة أنهم “كلما عمدوا إلى إجراء تغييرات ذات مغزى، فإن الولايات المتحدة تحشرهم في الزاوية ويخسرون أمام المتشددين”.

وأضافت “يقشعر بدني عندما أتذكر طموحات الناخبين الشباب المتحمسين للرئيس حسن روحاني الذي حقق فوزاً ساحقاً في مايو العام الماضي”، مشيرة إلى أنهم كان لديهم أمل بأن إعادة انتخابه سترسل رسالة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن الايرانيين يدعمون الاتفاق النووي الموقع مع الولايات المتحدة والدول الكبرى في عام 2015.

وأردفت أن “بغض النظر إن كانوا مخطئين أم على صواب، فإن أغلبية الناخبين اختاروا ألا يتخلوا عن هدفهم بإصلاح النظام الحالي وتجاهل البدائل المخيفة”.

وتابعت بالقول إن “انسحاب ترامب من الاتفاق النووي الموقع مع إيران وضع روحاني في موقف صعب إذ وجد نفسه عالقاً بين تحديات اقتصادية وسياسية جديدة جراء إعادة فرض العقوبات الأمريكية عليها”.

وأشارت إلى أن قيمة الريال الإيراني انخفض بشكل كبير هذا العام، كما أن قرار الولايات المتحدة بإعادة فرض عقوبات على البنوك والبترول في الرابع من نوفمبرالمقبل سيقضي على الشريان الاقتصادي للإيرانيين.
وقالت كاتبة المقال إن الرئيس الايراني يتهم واشنطن بمحاولتها لتغيير النظام فيها عبر “حرب اقتصادية” و “حرب إعلامية”.

وأوضحت أن كلاً من القادة السياسيين الإيرانيين والشعب يعيشون مرحلة انتقالية معقدة للانفتاح والتخلص من بعض الأفكار الأيديولوجية والتاريخية.

ونقلت الكاتبة عن الإصلاحي والخبير في الاقتصاد السياسي، سعيد ليلاز قوله إنه “في الوقت الذي قد يكون فيه المسؤولون الإيرانيون مستعدين للاستقالة من منصبهم، فإن المواطنين مصممين على عدم انهيار النظام القائم، مضيفاً أن “الكثير من الإيرانيين يتخوفون من السياسات الأمريكية التي قد تحول بلادهم إلى نسخة من سوريا عوضاً عن مساعدتهم لتجاوز العاصفة التي تضربهم بسلام”.

وختمت بالقول إنه “ربما على القادة الحاليين في واشنطن إعادة قراءة التاريخ الإيراني والعمل على تعلم الدرس هذه المرة، إذ أن الإيرانيين يحبون السلام ولن يخاطروا بأمنهم حتى لو شعروا بخيبة أملهم”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى