الشأن العربيتقارير وتحليلات

الحكومة السورية تتقدم في الغوطة الشرقية

 

قال قيادي موال للحكومة السورية ” إن القوات الحكومية تسعى للتقدم في منطقة الغوطة الشرقية بالتدريج” في حين قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الجيش استعاد مساحات من الأراضي من مسلحي المعارضة.
وفي واحدة من أشد المعارك ضراوة في سوريا منذ سبع سنوات، قتل مئات الأشخاص خلال 12 يوما من قصف الغوطة الشرقية، وهي جيب من البلدات والمزارع الواقعة على مشارف دمشق وآخر منطقة كبيرة يسيطر عليها مسلحو المعارضة قرب العاصمة.

موقف دولي

وناقش الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الموقف مع الرئيس الفرنسي والمستشارة الألمانية يوم الجمعة. وقالت فرنسا إن الرئيس إيمانويل ماكرون وترامب اتفقا على العمل معا لتنفيذ وقف لإطلاق النار تدعمه الأمم المتحدة مع دعوة روسيا للضغط على دمشق للالتزام به.

وأصدر مجلس الأمن الدولي قرارا يوم السبت يدعو إلى وقف إطلاق النار في جميع أنحاء البلاد لمدة 30 يوما. ودعت روسيا، أقوى حليف للرئيس بشار الأسد، إلى وقف إطلاق النار يوميا من الساعة التاسعة صباحا إلى الساعة الثانية بعد الظهر بالتوقيت المحلي (0700 إلى 1200 بتوقيت جرينتش).

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية يوم الخميس إن الخطة الروسية”مزحة“ وأضافت أن الناس يخشون استغلال الهدنة بسبب الخوف من التجنيد أو الترحيل أو الموت.

وقال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان الأمير زيد بن رعد الحسين يوم الجمعة في اجتماع طارئ لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إن أحداث الغوطة الشرقية انطوت على الأرجح على”جرائم حرب وربما جرائم ضد الإنسانية“.

وأضاف”ينبغي أن تحال سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية. محاولة عرقلة سير العدالة وحماية المجرمين أمر مشين“.

وهاجمت القوات الحكومية مسلحي المعارضة في منطقة المرج بالغوطة لعدة أيام. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان يوم الجمعة إنها سيطرت على قريتي حوش زريقة وحوش الضواهرة إضافة إلى تلال ومزارع.

ولم يتسن الوصول لمصادر في المعارضة المسلحة للتعليق يوم الجمعة.

جبهة جديدة

وقال متحدث باسم جيش الإسلام، أحد جماعات المعارضة المسلحة الرئيسية في الغوطة، يوم الخميس إن القوات الحكومية حاولت فتح جبهة جديدة في منطقة حزرما فيما تخوض أيضا معارك في حوش الضواهرة القريبة.

واستخدم مسلحون من المعارضة نيران المدفعية في إعطاب دبابتين.

وقال القيادي في التحالف العسكري الذي يدعم الأسد إن قوات الحكومة سيطرت على قرى في منطقة المرج.

وأضاف أن قوات الحكومة حققت أيضا مكاسب ملحوظة على الطرف الغربي لجيب حرستا الخاضع لسيطرة المعارضة. وقال المرصد إن قوات الحكومة سيطرت على مبان في تلك المنطقة.

وقال القيادي لرويترز إن ما يحدث حاليا هو استعادة الأراضي قطعة قطعة إضافة إلى قرى من الجانب الشرقي.

وقال المرصد إن قصف الحكومة للغوطة أسفر عن مقتل 617 شخصا منذ 18 فبراير شباط فيما تسبب القصف المكثف من مقاتلي المعارضة لمناطق تسيطر عليها الحكومة في دمشق في مقتل 27 شخصا.

* أقصى ضغط
ينتزع الأسد بشكل مطرد أراضي مهمة من مقاتلي المعارضة بدعم عسكري حيوي من روسيا وإيران. ويبدو أن دمشق تطبق وسائل عسكرية مجربة في الغوطة الشرقية، تجمع بين الضربات الجوية والقصف والهجمات البرية، على غرار ما فعلت لاستعادة شرق حلب في عام 2016.

وقال قصر الإليزيه إن ماكرون وترامب أجريا محادثة هاتفية عن الوضع في سوريا وتطبيق وقف إطلاق النار للسماح بوصول المساعدات الإنسانية للغوطة الشرقية وإجلاء المصابين.

وأضاف قصر الرئاسة الفرنسية في بيان إنهما اتفقا عن أن روسيا بحاجة إلى”ممارسة أقصى الضغوط على نظام دمشق“ للالتزام بوقف إطلاق النار.

وقال ماكرون أيضا إن فرنسا سيكون لها”رد صارم“ إذا استخدمت أسلحة كيماوية أدت لمقتل مدنيين في سوريا.

وقال متحدث باسم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن ترامب تحدث معها هاتفيا واتفقا على ضرورة أن تطبق دمشق وروسيا وإيران قرار وقف إطلاق النار الصادر عن الأمم المتحدة”على الفور وبالكامل“.

ودعا مسؤولون من الأمم المتحدة إلى توسيع نطاق الخطة الروسية للسماح بتسليم المساعدات وإجلاء المدنيين والحالات الطبية العاجلة.

واتهمت دمشق وموسكو مقاتلي المعارضة بمنع المدنيين من مغادرة الغوطة الشرقية وهو ما ينفونه.

وقال مدير منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) بالشرق الأوسط يوم الجمعة إن الحكومة السورية قد تسمح بدخول قافلة مساعدات لنحو 180 ألف شخص في بلدة دوما بالغوطة الشرقية المحاصرة يوم الأحد.

وذكر مدير يونيسف بالشرق الأوسط خيرت كابالاري في مؤتمر صحفي في جنيف أن هناك موافقات مبدئية على السماح بدخول مزيد من القوافل لخدمة المزيد من سكان الجيب وعددهم 400 ألف لكن لا يوجد اتفاق بشأن إجلاء نحو ألف شخص هناك يحتاجون مساعدة طبية عاجلة.

وأضاف”هناك مؤشر من الحكومة السورية على السماح بقافلة مساعدات في الرابع من مارس أي بعد غد. ونأمل أن يتحول هذا المؤشر إلى التزام ملموس. نحن مستعدون للدخول“.

* عفرين
وبدأت تركيا حملة عسكرية على وحدات حماية الشعب الكردية السورية في منطقة عفرين في يناير كانون الثاني إذ تعتبر أنقرة الوحدات جماعة إرهابية مرتبطة بحزب العمال الكردستاني المحظور الذي حمل السلاح ضد الدولة التركية على مدى ثلاثة عقود.

وقالت القوات المسلحة التركية إن ثمانية جنود أتراك قتلوا وأصيب 13 في اشتباكات في عفرين الواقعة في شمال غرب سوريا يوم الخميس بما يرفع عدد القتلى من القوات التركية في عملية”غصن الزيتون“ إلى 41 جنديا.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مقاتلات تركية هاجمت قوات موالية للحكومة السورية خلال الليل في عفرين مما أسفر عن مقتل 17 شخصا على الأقل بينهم مسلحون يدعمون الأسد دخلوا إلى عفرين الأسبوع الماضي للمساعدة في صد الهجوم التركي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى