كتب ودراسات

الضفدع لسانه أسرع بست مرات من الطائرة الحربية

تخيلك أن تخرج لسانك وتلعق سرة بطنك. كان ذلك ليكون عملاً سهلاً بالنسبة للضفدع، فقط لو امتلك سرة.

بحسب موقع Business Insider الأمريكي؛ يبلغ طول لسان الضفدع ثلث طول جسمه، ولا يقتصر الإعجاز في هذا العضو على ذلك فحسب.

فذلك اللسان الطويل مغطى بآلاف الغدد المخاطية، التي تفرز أحد أكثر اللعابات لزوجة في العالم. في الواقع.

لسانه شبه خارق
عندما درس الباحثون لُعاب الضفدع المقرن عام 2014 توصلوا إلى أن بمقدور ذلك الضفدع حمل وزن يبلغ 1.4 ضعف وزن جسمه باستخدام لسانه الدبق وحسب. ويُماثل ذلك أن يحمل إنسان ثلاجة بلسانه.

ولذلك، لا تخرج الضفادع لسانها لمجرد المرح؛ لكنها عندما تخرجه، يمكنها جذب وجبتها من الهواء.

وتستطيع الضفادع، مع أنها لا تطير، اصطياد بعض من أسرع الحيوانات المجنحة وأرشقها، مثل: الذباب والعث واليعسوب. ولا تحتاج حتى لمطاردة وجبتها؛ بل تجلس وتنتظر.

يزداد إعجابك بتلك الكائنات عندما تعرف أن الوقت أبطأ من منظور الذباب.

السرعة الشديدة
فكل ثانية بالنسبة للذباب تعادل أربع ثوانٍ، ولديها ما تحتاجه من الوقت للهرب من مفترسها. فكر في آخر مرة حاولت سحق ذبابة، لم يكن ذلك سهلاً، أليس كذلك؟

لكن الضفدع يخبئ خدعة في جعبته: لساناً فائق السرعة. يتكون لسان الضفدع من مجموعتين من العضلات القوية:

باسطة، وضامة. تطلق المجموعة الباسطة اللسان تجاه الفريسة بسرعة مذهلة تصل إلى 4 آلاف متر في الثانية، وهي سرعة أكبر بست مرات من سرعة الطائرة الحربية.

وفي الوقت نفسه، يقبض الضفدع فكيه المفتوحين، وهو ما يوجه اللسان أثناء انطلاقه كالرصاصة المسرعة ليصيب الهدف. ينتهي الأمر قبل أن ترمش عينيك.

فقد وجد العلماء أن الضفدع يستطيع انتزاع فريسته في أقل من 0.07 ثانية، أي خمس مرات أسرع من سرعتك في إغلاق جفنيك وفتحهما. لكن السرعة ليست سلاح الضفدع الوحيد.

التحكم في اللسان
تبلغ ليونة لسان الضفدع عشرة أضعاف تلك الخاصة بلسان البشر، أي ما يقارب لين ومرونة مخ الإنسان.

وهذه الليونة هي ما تجعله شديد المرونة، لدرجة تمكنه من الالتفاف حول الضحية، وإغراق الذبابة بلعابه الدبق للغاية، وتثبيتها في مكانها كالصمغ. لن تذهب هذه الذبابة إلى أي مكان.

تعمل عضلات الضفدع الضامة على جذب اللسان بسرعة، والذي ينكمش فوراً مثل حبل البانجي. وخلال 0.05 ثانية، يختفي مرة أخرى في فمه.

وليحرر جائزته من لسانه، يدخل الضفدع عينيه إلى تجويفهما داخل جمجمته، ما يشكل ضغطاً يتسبب في انزلاق الفريسة من على لسانه، ويجهزها لابتلاعها بالكامل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى