من التاريخ

العثور على بصمة بشرية ترجع إلى 15.600 عام في أمريكا الجنوبية

كشفت دراسة حديثة أنه، وفقاً للسجلات، لم تُكتشف أقدم آثار أقدام في الأمريكتين في كندا أو الولايات المتحدة أو المكسيك، وإنما في تشيلي، وترجع إلى حوالي 15,600 عام.

وذكر موقع Live Science الأمريكي، أن هذا الاكتشاف يُسلِّط الضوءَ على زمن وصول البشر للأمريكتين للمرة الأولى، ومن المرجح أن يكون ذلك عبر جسر بيرينجيا البري، في منتصف العصر الجليدي الأخير.

وقال العلماء إن هذه البصمة، البالغ طولها 10.2 بوصة (26 سنتيمتراً) قد تكون دليلاً على وصول بشر إلى أمريكا الجنوبية قبل قبيلة كلوفيس «السكان الأصليين»، المشهورين بالرماح المدببة.

وجود البشر في أمريكا الجنوبية أقدم مما هو معروف

كما يقترح هذا الاكتشاف وجود بشر ما قبل الكلوفيس في منطقة بتاغونيا الشمالية (في أمريكا الجنوبية) لبعض الوقت، حيث إن آثار الأقدام أقدم من الأدلة الأثرية الموجودة في مونتيفيردي، تشيلي، التي تقع على مسافة 60 ميلاً (100 كيلومتر) إلى الجنوب، وتحتوي على آثار ترجع إلى 14,500 عام على الأقل.

واكتشفت ليونورا سلفادوريس، عالمة الحفريات الفقارية، بصمة القدم في ديسمبر/كانون الأول عام 2010، عندما كانت تدرس في جامعة أوسترال في تشيلي.

وفي ذلك الوقت، كانت سلفادوريس وزملاؤها يتقصّون من موقع أثري شهير معروف باسم «بيلاوكو»، على مسافة 500 ميل (820 كيلومتراً) جنوب سانتياغو، عاصمة تشيلي.

ومع ذلك، فقد استغرق الأمر سنواتٍ من الباحثة الرئيسية وعالمة الحفريات، كارين مورينو، والعالم الجيولوجي ماريو بينو، وكلاهما من جامعة أوسترال أيضاً، للتحقق من أن هذه البصمة بشرية، استخدموا الكربون المشع لمعرفة تاريخها  (اختبروا ست بقايا عضوية مختلفة في تلك الطبقة للتأكد)، وحدَّدوا كيفية صناعة هذه البصمة بواسطة شخص حافي القدمين.

بعد العثور على آثار بصمة لإنسان «عاقل»

وتضمَّن جزء من تلك الاختبارات السير في رواسب مماثلة لمعرفة أنواع المسارات التي قد يتركها الشخص وراءه. وكشفت تلك التجارب أن وزن الشخص، صاحب البصمة، حوالي 70 كيلوغراماً، وأن التربة كانت رطبة ولزجة قليلاً عندما سار عليها وترك تلك البصمة. وعلى ما يبدو أن بعض الرواسب اللزجة تشبثت بأصابع القدم ثم سقطت داخل البصمة عند رفع القدم.

وقال الباحثون إن بصمة القدم تُصنف في فئة «الرئيسيات الحديثة» (Hominipes modernus)، التي يصنعها عادة إنسان عاقل (Homo sapiens).

وأضاف الباحثون أن عمليات التنقيب السابقة في الموقع كشفت عن حفريات أخرى ترجع إلى العصر الجليدي المتأخر، تتضمن عظام فيلة وحيوانات اللاما والخيول القديمة، فضلاً عن الصخور التي ربما استخدمها البشر كأدوات في ذلك الوقت.

وقال كيفن هاتالا، الأستاذ المساعد لعلوم الأحياء بجامعة تشاثام في بيتسبرغ، بنسيلفانيا، الذي لم يشارك في الدراسة: «تُضاف الدراسة إلى مجموعة متزايدة من الحفريات والأدلة الأثرية التي تقترح انتشار البشر في أنحاء الأمريكتين، في وقت سابق عمّا يعتقد الكثير من الناس».

ليتجاوز تاريخ وجود البشر في أمريكا الشمالية

وأشار هاتالا أن هذا الاكتشاف جاء بعد عام واحد فقط من اكتشاف أقدم بصمة قدم بشرية معروفة في أمريكا الشمالية، التي ترجع إلى 13,000 عام.

وأضاف هاتالا: «سيكون رائعاً أن نتمكن من الحصول على بيانات أكثر من هذا الموقع الأثري في تشيلي؛ المزيد من آثار الأقدام، والمزيد من الآثار، أو الحفريات والهياكل العظمية.

ولكن للأسف، لا تكون الحفريات والسجلات الأثرية كريمة معنا على النحو المنتظر، حيث تحظى ببصمة قدم واحدة تحاول استخراج أكبر قدر ممكن من المعلومات من خلالها.

ولكن عندما نضع هذا الدليل في سياق البيانات الأخرى المتوفرة لدينا، تصبح لدينا دلائل قوية على الوجود البشري في العصور الوسطى في منطقة باتاجونيا».

وتجدر الإشارة إلى أن بصمة القدم محفوظة حالياً داخل صندوق زجاجي في متحف البليستوسين، المُنشأ حديثاً في مدينة أوسورنو، شيلي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى