تقارير وتحليلاتمنتدى الفكر الاستراتيجي

المارد المصري ينهض من جديد|| مراكز بحثية غربية: مصر تعزز قوتها البحرية كمسار لعودة هيمنتها الإقليمية

قالت مراكز بحثية غربية إن مصر استطاعت في الفترة الأخيرة تعزيز قوتها البحرية بصورة غير مسبوقة، حتى أنها أصبحت مؤخرا تتربع في المرتبة السادسة للقوة البحرية على مستوى العالم، لافتة إلى أن مصر تسعى في الفترة الأخيرة خاصة خلال حكم الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى عودة دور وقوة مصر الإقليمية.

وتذهب المراكز البحثية إلى أن القوة العسكرية لمصر تهدف الحفاظ علي هيمنة مصر الإستراتيجية وسط تنامي المنافسة والتوتر في منطقتي البحر الأحمر والقرن الأفريقي، وخاصة أن مصر حريصة علي حماية حركة المرور لقناة السويس الذي يمثل شريان حياتها الاتصادية، بجانب اكتشاف الغاز في حقل زهر داخل المنطقة الاقتصادية في البحر الأبيض المتويط مبرراً اخر لتعزيز مصر قدراتها البحرية، ويعد حقل زهر أكبر حقل غاز اكتشف في البحر الأبيض المتوسط ويعتقد أنه يحتوي علي 30 مليار قدم مكعب من الغاز الطبيعي.

وتأتي التقارير البحثية التي تتناول تفصيلا للحالة المصرية بعد فوز الرئيس عبد الفتاح السيسي علي ولاية ثانية في الانتخابات الرئاسية التي جرت في الأسبوع الماضي، وحصل فيها علي 97% من أصوات الناخبين.

ما الغرض من سياسة مصر الخارجية ..؟
و نشر معهد “لوي” الإسترالي قراءة في عدد من التقارير حول الحشد العسكري المصري وحملتها في سيناء للقضاء علي الإرهابيين، متسائلا: ماهو الغرض من السياسة الخارجية المصرية وكيف ستفرض مصر قوتها العسكرية في المنطقة في السنوات القادمة؟

ونقل المعهد عن معهد “ستوكهولم” الدولي لأبحاث السلام قوله إن إجمالي مشتريات مصر من الأسلحة كان متوسطه 751 مليون دولار بين عامي 1990 : 2013، و1475 مليون دولار منذ عام 2014، حتى أن مصر أصبحت من بين الدول الخمس الأولي المستوردة لأسلحة الدفاع علي مستوي جميع أنحاء العالم.

ولفت المعهد إلي الدور القيادي التقليدي الذي تلعبه مصر في المنطقة، لافتا إلى أنها فقدت الكثير من نفوذها خلال العقود الماضية مع سيطرة دول الخليج والشرق الأوسط علي الشؤون الإقليمية.

واعتبر التقرير أن مصر بحشدها الراهن تسعى إلى تحقيق التوازن لإظهار البراعة العسكرية المصرية أمام ضعفها الاقتصادي، وتجنب الاعتماد علي سخاء الدول العربية، خاصة أن الرئيس عبدالفتاح السيسي أعرب السيسي كثيرا عن عدم رضاه علي الاعتماد علي السعودية التي زودت مصر بأكثر من 30 مليار دولار منذ توليه منصبه.

وأوضح المعهد أن الحشد للقوة العسكرية لا يتعلق فقط بمواجهة هيمنة دول الخليج وتأمين استقلال مصر الاستراتيجي، وأنما أيضاً بقدرة مصر العسكرية في الداخل والخارج، وهو ما أكد عليه الرئيس في خطاب ألقاه في المؤتمر الوطني الثالث للشباب في الإسماعيلية في العام الماضي، وألمح السيسي إلي القدرات العسكرية المصرية كوسيلة لملء الفراغ في المنطقة مشيرا علي وجه الخصوص إلي الأوضاع في سوريا وليبيا واليمن والعراق.

مشاركة مصر في حل نزاعات المنطقة
وشاركت مصر بمستوي منخفض في محاولة حل النزاعات في المنطقة وفضلت شن غارات جوية ودعم الفصائل الوطنية مثل ليبيا والمشاركة في تحالفات دولة تقوم بعمليات منخفضة المخاطر مثل ما حدث في مضيق باب المندب بمشاركتها مع السفن الحربية البحرية السعودية، والأهم أن مصر نجحت أيضاً في إحياء الدعوات إلي انشاء قوة عربية مشتركة في إطار جامعة الدول العربية في عام 2015.

تحديث البحرية المصرية .. وسيلة لهيمنة إقليمية
وأضاف المعهد ان ثلاث أرباع الإنفاق العسكري الكلي لمصر في السنوات الأربع الماضية كان على الطائرات والسفن، فمنذ تولي السيسي وهو حريص علي تحديث البحرية المصرية.
وبفضل السيسي أصبحت مصر مؤخراً في المرتبة السادسة للقوة البحرية علي المستوي العالم وفقا لتصنيف قامت به شركة “جلوبال فايرباور”، وتمتلك مصر حاملة الطائرات الوحيدة في المنطقة، حاملتا طائرات ميسترال اللتا اشترتهما من فرنسا في عام 2016 بمبلغ 1.1 مليار دولار بمثابة العمود الفقري للأسطول الجنوبي الجديد لمصر، وهو رابع قاعدة عسكرية بحرية مصرية في البحر الأحمر، وتم افتتاحه في يناير 2017 ومقره ميناء سفاجا.
ويري المعهد أن القوة للعسكرية لمصر تهدف الحفاظ علي هيمنة مصر الإستراتيجية وسط تنامي المنافسة والتوتر في منطقتي البحر الأحمر والقرن الأفريقي، وخاصة أن مصر حريصة علي حماية حركة المرور لقناة السويس الذي يمثل شريان حياتها الاتصادية، بجانب اكتشاف الغاز في حقل زهر داخل المنطقة الاقتصادية في البحر الأبيض المتويط مبرراً اخر لتعزيز مصر قدراتها البحرية، ويعد حقل زهر أكبر حقل غاز اكتشف في البحر الأبيض المتوسط ويعتقد أنه يحتوي علي 30 مليار قدم مكعب من الغاز الطبيعي.

الأمن المائي على قمة السياسة المصرية
وأضاف المعهد ان تصاعد الأسطول البحري المصري في البحر الأحمر يتزامن مع تحدي إثيوبيا لمصر علي مياة النيل، حيث تصاعدت التوترات بين البلدين حول استخدام مياة نهر النيل، وقرار إثيوبيا ببناء سد هيدرويكي لتوليد الكهرباء في أفريقيا، وقد يتسبب سد النهضة في تقويض الوضع المائي لمصر الذي حصلت عليه منذ عقود من الزمان حيث تمنح المعاهدات التي حصلت في عامي 1929 و1959 الحق لمصر في الحصول علي أغلبية مياة النيل وتعتمد مصر بشكل كبير علي مياة النيل في الشرب والري.

ولاحظ المحللون أن التطورات في حوض النيل من الأمن المائي إلى قمة أجندة السياسة الخارجية للقاهرة في العقد الماضي، مع حصول مصر علي مقاتلة رافال الجديدة ستضع سد النهضة هدفا للضرب في ظل الطريق المسدود للمفاوضات منذ يناير الماضي، ولكن الرئيس السيسي استبعد تماماً لخيار العسكري لحل الأزمة.

ويؤكد ظهور إثيوبيا كمهيمنة إقليماً، بالإضافة إلي التوترات في البحر الأحمر ومضيق باب المندب والحرب الليبية، علي ضرورة ان تكون مصر مستقلة استراتيجيا فيما يتعلق بدول الخليج والإنفاق العسكري.

وأخيرًا؛ فإن التقارير الغربية ترى أن مصر تسير في طريقها نحو تحقيق هيمنة إقليمية كبيرة وأن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي استطاع منذ توليه البلاد أن يسعى لإيجاد دور جديد لمصر بعد عقود من فتور دورها وغياب تأثير مصر إقليميا وانكفائها على ذاتها الأمر الذي يقول بأن المارد المصري ينهض من جديد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى