الشأن الأجنبي

الملكة إليزابيث تخالف تقليداً بريطانياً بسبب قضية «البريكسيت»

حذَّرت الملكة إليزابيث الثانية من «القبليّة»، في رسالة عيد الميلاد، الثلاثاء 25 ديسمبر 2018، إثر خلافات في بريطانيا، حول خروجها الوشيك من الاتحاد الأوروبي. وتعكس نبرة الملكة، البالغة 92 عاماً، أجواء قاتمة تسود بريطانيا، التي تواجه مخاطر الانسحاب من المشروع الأوروبي بعد 46 عاماً، في ما اعتبره متتبعون أن الملكة إليزابيث تخالف تقليدا بريطانيا بتجنب التدخل في الشؤون السياسية.

الملكة إليزابيث تخالف تقليدا بريطانيا

وعادة ما يميل الملوك في بريطانيا إلى الابتعاد عن السياسة، وهو موقف موحّد يضعهم فوق الصراعات اليومية في البرلمان ورئاسة الوزراء.

لكن الملكة اقتربت من مخالفة هذا التقليد خلال الرسالة التي استغرقت خمس دقائق، وتم تسجيلها مسبقاً، وبثتها محطات التلفزيون الرئيسية في بريطانيا بشكل متزامن.

 

وقالت الملكة بينما كانت جالسة قرب الموقد وشجرة عيد الميلاد: «تعتقد بعض الثقافات أن العمر المديد يجلب الحكمة، أود أن أعتقد ذلك، ولعل هذه الحكمة تتضمن الاعتراف ببعض مفارقات الحياة المحيرة، مثل الطريقة التي يملك فيها البشر ميولاً كبيرة لعمل الخير، ومع ذلك القدرة على فعل الشر».

وأضافت: «حتى قوة الإيمان التي كثيراً ما تلهم السخاء والتضحيات الجسام يمكن أن تكون ضحية للقبلية».

بسبب الانقسام الذي تعيشه المملكة بسبب «البريكسيت»

بعد أكثر من عامين على استفتاء 23 يونيو 2016، لا يزال المجتمع البريطاني يشهد انقساماتٍ عميقةً حول سبل تطبيق هذا الانفصال التاريخي.

وتوصَّلت رئيسة الوزراء تيريزا ماي إلى إبرام اتفاق مع قادة الدول الـ27 في الاتحاد، حول شروط الخروج، لكن البرلمان البريطاني لم يصادق حتى الآن على هذه المعاهدة، ما يثير شكوكاً حول العملية برمتها.

ودليلاً على التوتر السائد بالبرلمان، أثار زعيم المعارضة العمالية جيريمي كوربن غضبَ النواب المحافظين، الأسبوع الماضي، بعدما قال إن ماي «امرأة حمقاء».

وبدا أن الملكة توشك على توبيخ الطرفين، بسبب الفجوة السياسية الآخذة في الاتساع. وقالت: «حتى مع وجود أعمق الاختلافات، فإن معاملة الشخص الآخر باحترام وكإنسان هي دائماً خطوة أولى جيدة نحو تفاهم أكبر».

وختمت مشيرة إلى أن رسالة السلام التي تحملها ولادة يسوع المسيح تشكل أهمية خاصة الآن. وتابعت في هذا الصدد: «أعتقد أن رسالته حول السلام على الأرض والنوايا الحسنة للجميع ستبقى صالحة دائماً. يمكن للكل أن يستجيبوا لها، فهي ضرورية الآن أكثر من أي وقت مضى».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى