عالمنا الآن

الملياردير إيلون ماسك يقدم اقتراحاً لإنقاذ المحتجزين في كهف بتايلاند

قدَّم الملياردير الأمريكي إيلون ماسك مقترحاً من شأنه أن يكون بارقة أمل لإنقاذ الأطفال الـ12 ومدربهم، والمحاصرين منذ 23 يونيو الماضي، داخل كهف غمرته المياه في تايلاند.

وقال ماسك في حسابه الرسمي على موقع تويتر، إن شركته Boring Company لها خبرة في حفر الأنابيب، واقترح إدخال أنبوب من النايلون إلى الكهف، ومن ثم تضخيمه ليصبح بمثابة «قعلة هوائية» الهدف منها خلق نفق تحت المياه يُمكّن الفريق من الخروج.

 

 إيلون ماسك صاحب مقترح إخراج "فتية الكهف" في تايلاندا من خلال أنبوب هوائي
إيلون ماسك صاحب مقترح إخراج “فتية الكهف” في تايلاندا من خلال أنبوب هوائي

وذكرت صحيفة”ديلي ميل” البريطانية، أن ماسك تعهَّد أيضاً بإرسال كبار المهندسين لدى شركتيّ Boring Company، وSpaceX، من أجل المساعدة في تحرير الأطفال العالقين.

وقال متحدث باسم الشركة لهيئة الإذاعة البريطانية (BBC): «إننا نتحدث إلى الحكومة التايلاندية لنرى كيف يمكننا المساعدة، وإننا بصدد إرسال أشخاص من شركتنا (سبيس إكس- بورينغ كومباني) من الولايات المتحدة إلى تايلاند اليوم، لتقديم الدعم لهم على الأرض».

وأضاف أنه «بمجرد التأكد من أننا سنكون مفيدين بإرسال الدعم، سنقوم به، وسنحصل على آراء وتوجيهات من الأشخاص الموجودين على الأرض في شايغ راي لتحديد أفضل الطرق لمساعدتهم».

كيف يمكن تنفيذ المقترح؟

شرح المدير التنفيذي لشركة Tesla Motors، أن المُنقذين بإمكانهم استخدام مضخَّات كهربائية لإزاحة المياه من المدخل المغمور لشبكة الكهف، إذ سيزيلون حجماً من المياه سيكون العالقون بحاجةٍ إلى عبوره.

 

ويمكن آنذاك لأنابيب النايلون، التي يبلغ قُطرها حوالي ثلاثة أقدام (متر واحد)، أن تدخل عبر شبكة الكهف إلى الأجزاء المغمورة، على أن تُستخدم حزمُ البطاريات ومضخَّات الهواء لتضخيم أنابيب النايلون المغمورة تحت الماء.

ويرى الملياردير ماسك (47 عاماً) أن من شأن هذه الأنابيب أن تُوفِّر نفقَ هروبٍ يمكن للأطفال أن يزحفوا عبره إلى برِّ الأمان، وقال إن شركة Tesla Motors بإمكانها توفير «بطاريات ومضخَّات مشحونة بالكامل»، للمساعدة في إزاحة المياه من شبكة الكهف.

وغرَّد مؤسِّس شركة SpaceX لاحقاً على موقع تويتر، ليدلي بدوره بفكرةِ إدخال أنبوب من النايلون في شبكة الكهف لصُنعِ نفق تحت المياه.

وأعَجب مقترح ماسك، البروفيسور في جامعة «أبريدين» الاسكتلندية، جون هاول، الذي نقلت صحيفة Daily Mail عنه تعليقه على المقترح قائلاً: «إذا كان ثمة شخص يستطيع فعل ذلك، فربما يكون هو ماسك». وأضاف: «إنها فكرةٌ ذكية. نظرياً، ما مِن سببٍ لِئلَّا تنجح».

تركوا درجاتهم أمام الكهف
تركوا درجاتهم أمام الكهف

مخاوف من المقترح

ومع ذلك ورغم ما يمثله المقترح من انفراجة في أزمة الأطفال ومدربهم التي يتابعها العالم، فإن البروفيسور جون غون من كلية علوم الجغرافيا والأرض والعلوم البيئية بجامعة برمنغهام الإنكليزية ورئيس رابطة بحوث الكهوف، لديه تحفُّظات حول تفاصيل المُخطَّط.

وقال: «إذا تصوَّرت نفقاً تحت لندن وهي مغمورةٌ بالمياه، فسيكون نفقاً مستقيماً مع بعض الانحناءات»، مضيفاً: «لكن هذه الحالة أشبه بأن تطلب مدَّ أنبوبٍ عبر كافة الممرات في متجرٍ كبير؛ حيث صعود الدرج ونزوله، ثم العودة من خلال الممرات، وفي ظلام دامس تحت المياه».

وتابَع قائلاً: «يمكنك رؤية كيف يبدو الأمر أعقد إذا كان يقترح أن يُنقَل الأنبوب بواسطة غطَّاسين، فأعتقد أن هذا غير قابلٍ للتنفيذ».

وحين سُئِلَ عن رأيه في جهود الإنقاذ الجارية في تايلاند، اقترح ماسك في البداية استخدام «رادار مُتقدِّم يخترق الأرض» لمساعدة المُنقذين.

 

ومع ذلك، حذَّر الأكاديمي من أن إدخال أنبوبٍ من النايلون عبر كهفٍ من الحجر الجيري قد يؤدي إلى تمزُّقاتٍ في نسيج الأنبوب. وهذا سيغمر نفق الهروب على الفور.

وحذَّر قائلاً: «إنه من الحجر الجيري، لذا تكون الصخور حادّة وغير منتظمة». وأضاف: «ستكون هناك حاجةٌ أيضاً لأن يستخدمه عدة أشخاص في الوقت نفسه، ما يزيد خطورة حدوث تمزُّق. مزقٌ واحد وسوف يمتلئ الأنبوب بالماء على الفور».

وتتمثَّل المشكلة الأخرى في الخطة في المقام الأول في نقل أنبوب النايلون إلى الأطفال العالقين، بحسب الصحيفة البريطانية.

وعلَّق البروفيسور هاول على ذلك قائلاً: «كافَحَ الغطَّاسون المحترفون من أجل الوصول إلى الأطفال. أحدهم لقي حتفه اليوم في وقتٍ سابق». وأضاف: «تخيَّل ذلك بينما تحاول أيضاً سحب أنبوب بطولِ 1 كيلومتر خلفك». واختتم قائلاً: «إن الجوانب العملية تجعلني أعتقد أن هذا غير ممكن»، وفق قوله.

مسابقة الزمن

وحذَّر مسؤولون، أمس الجمعة، من أن مستويات الأكسجين داخل الكهف تتناقص وأن رجال الإنقاذ يسابقون الزمن لوضع مزيد من أسطوانات الأكسجين داخل الكهف.

وتعمل فرق الإنقاذ على مدِّ «خط أسطوانات أوكسجين» بطول خمسة كيلومترات داخل الكهف، استعداداً لانتشال المجموعة المحاصَرة، كما تدرس فرق الإنقاذ، وبعضُها دولية، سبلاً أخرى لإخراج المجموعة من الكهف قبل هطول أمطار غزيرة أخرى على شمالي البلاد في الأسبوع المقبل، وهو ما قد يزيد من تعقيد عملية الإنقاذ.

ونجح رجال الإنقاذ، أمس الجمعة، في إزاحة كمية كافية من الماء من داخل الكهف، بما يمكِّنهم من السير في المياه إلى أحد تجاويف الكهف، على بعد نحو 1.7 كيلومتر من موقع الفتية المحاصرين.

 

وتشمل بدائل الإنقاذ الأخرى تعليم الفتية كيفية الغوص ثم السباحة للخروج من الكهف، لكنها مغامرة محفوفة بمخاطر بالغة، أو البقاء في الكهف شهوراً حتى ينقضي موسم الأمطار وتنحسر مياه السيول، أو حفر ممر إلى داخل الكهف من الغابة الواقعة فوقه.

وكان فريق الناشئين قد اختفى في الكهف بإقليم تشيانغ راي، في 23 يونيو/حزيران، وبدا أن عملية البحث والإنقاذ تقترب من نهايتها، حين عثر فريق من الغواصين البريطانيين والتايلانديين على الصبية في وقت متأخر يوم الإثنين، متجمِّعين على صخرة مرتفعة، تتوسط بِركة من المياه داخل الكهف.

 

 

فرق الإنقاذ لا تزال تحاول لإخراج الفتية المحاصرين
فرق الإنقاذ لا تزال تحاول لإخراج الفتية المحاصرين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى