الشأن العربي

الوقائع تكذب حلم أردوغان في عفرين

 

منذ بدء العملية العسكرية التركية في منطقة عفرين السورية (شمال غرب البلاد)، كرر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تصريحه بشأن السيطرة على المدينة، الأمر الذي لم يتحقق بعد مرور ما يقرب من شهرين على بدء المعركة.

وكان آخر تصريح لأردوغان في هذا الشأن يوم الثلاثاء الماضي عندما عبر عن أمله في السيطرة على عفرين بحلول مساء ذات اليوم.
وتعليقا على تصريحات أردوغان الأخيرة فقط، قال المتحدث باسم وحدات حماية الشعب نوري محمود: “أردوغان يكذب على العالم”.

وفي رد آخر، قال ريدور خليل مسؤول مكتب العلاقات العامة في قوات سوريا الديموقراطية: “يبدو أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يحلم أحلام اليقظة من خلال قوله أن عفرين ستسقط الليلة”.

وبدأت تركيا، وحلفاءها من الجيش السوري الحر، في 20 يناير الماضي، عملية عسكرية لطرد مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية من المنطقة المحاذية للحدود التركية.

وتصنف تركيا الوحدات جماعة إرهابية، وتعدها امتدادا لحزب العمال الكردستاني المحظور على أراضيها.

وتقصف أنقرة وحدات حماية الشعب جوا وبرا، لتفتح جبهة جديدة في الحرب السورية المتعددة الأطراف التي اقتربت من عامها الثامن.

ورغم إعلان القوات المسلحة التركية تطويق المدينة منذ الاثنين الماضي، أخفقت في محاولات التقدم نحو مدينة عفرين، وتقدمت في القطاع الغربي من ريف عفرين.

ومن أجل تحقيق هدفها سريعا، تنفذ تركيا عمليات قصف جوي ومدفعي عشوائي طالت مئات المدنيين الذين استغاث من تبق منهم بالعالم، من أجل حمايتهم أو التوسط لدى السلطات التركية للسماح بمغادرتهم لأماكن القتال دون استهدافهم أثناء التحرك.

“حديث غير واقعي”
وفي 9 مارس الحالي، كان لأردوغان تصريح آخر، قال فيه: “الآن مركز عفرين محاصر، ودخولنا وشيك”.

وأضاف “نحن نزيل العقبات المتبقية التي تقف أمام حصارنا لوسط مدينة عفرين”، مشيرا إلى أن هناك 6 كيلومترات متبقية للوصول إلى عفرين من منطقة على أطراف جنديرس.

لكن وحدات حماية الشعب نفت ذلك أيضا، وقالت على لسان المتحدث باسمها: “قوات الجيش التركي… تبعد عنها ما بين 10 و15 كيلومترا”.

وتضم منطقة عفرين المدينة وعددا من القرى والبلدات، يبلغ عددها نحو 90 قرية وبلدة، فضلا عن المزارع المحيطة بها.

وكل هذه التصريحات والواقع على الأرض تكذّب ما صرح به أردوغان، في اجتماع بالقصر الرئاسي في العاصمة أنقرة، في 8 فبراير، عندما قال إن العمليات العسكرية للجيش في شمال سوريا لا ترقى إلى “جولات إحماء”.

ويناقض تصريح”الإحماء” ما قاله، في وقت سابق من شهر فبراير ذاته، معلقا على سيطرة تركيا على جبال استراتيجية بعفرين بقوله: “لم يبق إلا القليل”، في إشارة لقرب السيطرة الكاملة على المنطقة التي لم تحدث حتى الآن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى