مصر

انطلاق مؤتمر الأزهر العالمي لنصرة القدس بمشاركة الرئيس الفلسطيني

انطلقت في القاهرة أعمال مؤتمر الأزهر العالمي لنُصرة القدس، صباح اليوم الأربعاء، برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، وبحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس و مشاركة أكثر من 86 دولة عربية وإسلامية، ودولية.
وأكد شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، الدكتور أحمد الطيب في كلمته بافتتاح المؤتمر على ضرورة إعادة الوعي بالقضية الفلسطينية عامة، وفي القدس خاصة، ومواجهة الإعلان الأميركي الجائر بقرار عربي وإسلامي جاد يؤكد حرمة المساس بالقدس، وعروبتها.
وقال الطيب إن مؤتمر اليوم ينعقد بعد 30 عاما على آخر مؤتمر عقد ليناقش الشأن الفلسطيني والقدس، وذلك بسبب الأبعاد التاريخية والسياسية التي تحدق بنا، والتي تدق ناقوس الخطر، وتتطلب العزم والتصميم من الزعماء العرب والمسلمين في مواجهة التمييز العنصري، وما آل اليه شعب فلسطين الأبي، مشيرا إلى “أن كل قوة متسلقة محكوم عليها بالانحطاط”.
وأضاف: «سنناقش ما آلت اليه التعقيدات السياسية التي تتعرض لها القدس، وخالص الدعاء، بالتوفيق والسداد، والصلابة. منوها إلى ضرورة التركيز على المقررات المدرسية، بهدف تكوين وعي حقيقي في أذهان ملايين الطلبة حول مكانة مدينة القدس، وقدسيتها».
وأوضح :« نحن دعاة سلام مشروط بالعدل، كما أمرنا نبينا محمد(ص)، سلام لا يعرف الذل، والخنوع، سلام تصنعه قوة العلم، والتسليح، الذي يمكن أصحابه من بتر أي يد تحاول أن تسلبهم أرضهم، ومقدساتهم، مؤكدا أن كل احتلال إلى زوال».
ولفت إلى أنه منذ ابريل 1948 وحتى 1988 عقد الازهر 11 مؤتمرا عن فلسطين، والمسجد الأقصى، والمقدسات الإسلامية، حضرها الكثير من أنحاء العالم، وقدمت فيها أبحاث غاية في الدقة، وجميعها تعبر في كل مرة عن رفض العدوان الصهيوني على المقدسات، واحتلال المسجد الأقصى، واغتصاب الأرض، والآثار الإسلامية، والمسيحية من كنائس، وأديرة، ومقابر في القدس، وطبرية، ويافا.
وأشار إلى أن الكيان الصهيوني لم يهزمنا في عامي 1948 و1967، بل نحن صنعنا هزيمتنا بأيدينا بسبب فشل حساباتنا في تقدير الأخطار، مشددا على ضرورة أن يخرج المؤتمر بنتائج عملية، وأن يكون هذا العام عاما للقدس الشريف، وعاما لدعم المقدسيين، ونشاطا ثقافيا وإعلاميا متواصلا، تتعهده المؤسسات العربية والإسلامية الدينية والعلمية والجامعات، ومنظمات المجتمع المدني.
وقال إن تأثير الكلمات المستمرة والرافضة للاحتلال الإسرائيلي خلال 70 عاما لم توقف شهوة ابتلاع الأرض، ولم تغير الواقع، في ظل استمرار تضحية الشعب الفلسطيني، ومقاومته، وصبره الذي لم ينفذ، محذرا من خطورة ما يتعرض له العالم العربي والإسلامي من أحداث لا تتناسب فيها استخدام الشعارات مع حجم الخطر، داعيا الأمة للتنبه إلى ما تتعرض اليه القدس من هجمة، تتطلب منها أن تستعيد وحدتها.
وأثنى شيخ الأزهر على دور الرئيس محمود عباس، وقال” نشد على يد رئيس دولة فلسطين محمود عباس، وندعوه لمواصلة الصمود والثبات”.
وبدورة قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس في كلمته أمام المؤتمر إن القدس ستظل عاصمتنا الأبدية التي ننتمي اليها وتنتمي الينا، وأنه لم يولد بعد الذي يمكن أن يساوم على القدس أو فلسطين.
وشدد على أن إعلان الرئيس الأميركي ترمب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، لن يعطي لإسرائيل اي شرعية فيها، وأن أميركا اختارت أن تخالف القانون الدولي وتتحدى ارادة الشعوب العربية والاسلامية والعالم بالاعتراف بالقدس عاصمة للاحتلال الاسرائيلي.
وقال: «لن نثق بالإدارة الأميركية التي لم تعد تصلح لدور الوسيط في عملية السلام، وسنتمسك بالسلام، ولكن سلامنا لن يكون بأي ثمن، وسنذهب الى كل الخيارات، لكن لن نذهب الى الارهاب والعنف، ولن نتوقف أيضا عن الكفاح في حماية ارضنا وشعبنا وقدسنا وباقون فيها ولن نغادرها».
وطالب بخطوات عملية من أجل منع اسرائيل من مواصلة انتهاكاتها في القدس وفي عموم أرضنا الفلسطينية، وأن القدس بأمس الحاجة لنصرتها والوقوف معها، مشددا على أن التواصل العربي مع فلسطين والقدس هو دعم لهويتها وليس تطبيعا مع الاحتلال.
ويأتي انعقاد المؤتمر الذي ينظمه الأزهر الشريف بالتعاون مع مجلس حكماء المسلمين، في إطار سلسلة القرارات التي اتخذها شيخ الأزهر- رئيس مجلس حكماء المسلمين الدكتور أحمد الطيب، للرد على إعلان نقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس المحتلة وزعم أنها عاصمةً للكيان الصهيوني المحتل.
و يناقش المؤتمر عدة محاور رئيسية تتركز على استعادة الوعي بقضية القدس والتأكيد على هويتها العربية الإسلامية، واستعراض المسؤولية الدولية تجاه المدينة المقدسة باعتبارها خاضعة للاحتلال، بالإضافة الى التأكيد على أن القانون الدولي يلزم القوة المحتلة بالحفاظ على الأوضاع القائمة على الأرض.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى