تقارير وتحليلات

بلومبيرج: فضيحة جنسية تعصف بالحزب الحاكم في ماليزيا .. ومهاتير المستفيد

من المستفيد من الفضيحة الجنسية التي باتت تعصف بالحزب الحاكم في ماليزيا؟ يرى موقع “بلومبيرج نيوز” أن المنتصر الأكبر سيكون رئيس الوزراء نفسه مهاتير محمد. وفي تقرير أعدته أنيسة شكري وفيليب هيجمانز قالا فيه إن الفضيحة كشفت عن الخلاف داخل الحزب بين أنصار الخليفة المحتمل لمهاتير وهو أنور إبراهيم زعيم حزب العدالة ونائبة أزمين علي.

وجاء في الموقع أن مهاتير البالغ من العمر 94 عاما والذي قال مرة إنه سيسلم السلطة لمنافسه السابق أنور إبراهيم عندما تستقر الأمور في البلاد قد يمدد فترة حكمه في وقت يحاول فيه الحزب الحاكم احتواء الصراع الداخلي والذي خرج للعلن حول أشرطة فيديو جنسية. ولن يخرج لا إبراهيم أو علي من الفضيحة بدون أضرار. ويرى المحللون أن أزمين علي هو المرشح المفضل لدى رئيس الوزراء طالما لم يتورط في أشرطة الفيديو، وذلك بحسب أو إي صن، من معهد سنغافورة للدراسات الدولية. وفي المقابل يمكن أن تنهي الفضيحة مستقبل أنور إبراهيم إن ثبت أنه كان وراء التسريبات التي بدأت بالظهور في يونيو والتي أظهرت أزمين علي في أوضاع جنسية مع رجل آخر.

وجاء في الموقع أن الشرطة الماليزية تحليلاتها فشلت بربط الأشرطة مع الوزير المتهم. وتوصل إلى أن حزبا سياسيا هو وراء التسريبات. ولم تسم الشرطة لا الحزب أو رئيسه ولكنها قامت في الأسبوع الماضي بالتحفظ على السكرتير السياسي لأنور. وكان رد مهاتير على الفضيحة واضحا حيث كتب يوم الثلاثاء في مدونته “لن أسمح باستخدامي كأداة، على الأقل من شخص لديه نوايا شريرة ويستخدم سياسة قذرة. وقال “هذه ليست مسألة تتعلق بالأخلاق بل هي مشكلة سياسية وسيتم التعامل معها كموضوع سياسي”. وأضاف مهاتير “ديني يحرم علي التجسس على أخطاء الآخرين، وما حدث هو أسوأ من التجسس”.

ولكن رئيس الوزراء سيكون المستفيد الأول منها. ويقول أوانغ أزمان أوانغ باوي “لدى مهاتير مصالحه السياسية وهي أن يظل منصب رئيس الوزراء بناء على ما يريد بدون أن يخضع لمطالب الناس له بالتراجع”. وارتفعت شعبية مهاتير في الأسبوع الماضي إلى أعلى درجة لها منذ أيلول (سبتمبر) وذلك بحسب مؤسسة استطلاعات مرديكا، ومن 46% في مارس إلى 62% في يونيو، فيما لم تتغير شعبية باكتان هارابان (تحالف الأمل) عن 44%.

وقبل عودته للسياسة كان مهاتير أطول رئيس وزراء يحكم البلاد منذ الإستقلال حيث امتدت فترة حكمه على 22 عاما وبعد تقاعده لعب دور صانع الملوك واستمر بالتعبير عن مواقفه بشأن الطريقة التي يجب أن تدار بها البلاد. ثم استقال من حزب باريسان القومي الذي حكم البلاد مدة ستين عاما حتى عام 2108 وانضم إلى تحالف الأمل واستطاع الفوز بسبب فضيحة الفساد المعروفة بـ “1 أم دي بي” التي أحاطت برئيس الوزراء السابق نجيب رزاق.

ويضم تحالف الأمل أربعة أحزاب مختلفة تمثل الملايو والصينين وانتصر في الإنتخابات العام الماضي بعد فشله في انتخابات عام 2013 بزعامة أنور إبراهيم. وجاءت الفضيحة وسط إنجاز حققته الحكومة عندما استطاعت الحصول على أصوات ثلثي البرلمان لتخفيض سن التصويت إلى 18 عاما وهو مطلب كانت تدعو إليه المعارضة. ولكن الزعيم العجوز لا يستطيع البقاء في السلطة للأبد وإن بدا على دراجة في ساحة سيبانغ الدولية عندما بلغ الرابعة والتسعين في يوليو.

و “ربما رغب مهاتير بخلافة ابنه له لكن هذا المنظور بعيد، ويرى الكثير من السياسيين الماليزيين أن هذا لن يتحقق إلا بعد جولتين من الإنتخابات العامة” كما يقول آرون كونولي، الزميل الباحث في المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية. إلا ان نجله مخرز مهاتير والذي يدير ولاية قدح قلل من فكرة توليه المركز الأول في البلد وذلك في مقابلة مع “نيكي”. وقال إن هناك إجماع داخل تحالف الأمل لمنح مهاتير الفرصة الكافية لإصلاح الإقتصاد والوضع المالي. ولا يعرف إن كان مهاتير قد تخلى عن فكرة تسليم السلطة لأزمين أو أنور لكنه لا يملك خيارات حتى في ظل الفضيحة كما يقول كونولي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى