تقارير وتحليلات

ترحيب ملكي بولي عهد السعودية في لندن

 

دافعت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي عن علاقات بلادها العسكرية والأمنية مع حليفتها المملكة العربية السعودية، والتقى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بالملكة إليزابيث على مأدبة غداء في مستهل زيارة رفيعة المستوى للعاصمة البريطانية.

وسلط جدل عنيف في البرلمان بين ماي وزعيم حزب العمال المعارض جيريمي كوربين الضوء على التوتر في بريطانيا بشأن زيارة ولي العهد السعودي التي تهدف إلى بناء شراكة اقتصادية أوسع بين البلدين، لكنها أثارت احتجاجات بشأن حقوق الإنسان والحرب في اليمن.

علاقات تاريخية

وقالت ماي ”العلاقات التي تربطنا بالسعودية تاريخية، إنها علاقات مهمة، وأنقذت حياة مئات الناس على الأرجح في هذا البلد“. لكن نوابا من المعارضة قطعوا إجابتها لفترة وجيزة بعدما هتفوا قائلين ”عار!“.

وجرى النقاش في الوقت الذي حضر فيه ولي العهد السعودي مأدبة غداء مع ملكة بريطانيا في أول لقاء ضمن زيارة تمتلئ بمظاهر المودة الدبلوماسية التي تهدف للمساعدة في توسيع الروابط الدفاعية القائمة من زمن طويل لتصبح شراكة واسعة النطاق.

واستقبلت ماي ولي عهد السعودية في ترحيب دبلوماسي كبير بوريث عرش المملكة.

ويشعر البلدان بوجود فرصة لتوسيع علاقتهما الحالية: فبريطانيا تبحث عن شركاء تجاريين مع خروجها من الاتحاد الأوروبي، والسعودية بحاجة إلى إقناع المستثمرين المتشككين بإصلاحاتها الداخلية.

وتجمع متظاهرون خارج مكتب ماي للاحتجاج على دور البلدين في حرب اليمن التي شهدت مقتل أكثر من عشرة آلاف شخص حتى الآن.

وقال حسن ياسين الذي يبلغ من العمر 25 عاما وهو موظف في خدمة العملاء في لندن ”لا أعتقد أنه ينبغي الترحيب بشخص مثل محمد بن سلمان في لندن. هذا ليس أخلاقيا بالتأكيد، إذا وضعنا في الاعتبار ما يجري في اليمن في كل يوم وكل ثانية وحتى ونحن نتكلم الآن“.

كان كوربين قال في وقت سابق إن المستشارين العسكريين البريطانيين المتمركزين في السعودية ”يوجهون الحرب“ في اليمن وإن الحكومة متواطئة في حوادث تظهر عليها علامات جرائم الحرب. وقال المتحدث باسم ماي إن تصريحات كوربين ”غريبة“ وإنه سوف يدرسها.

* شراكة استراتيجية
وقالت الشرطة إنه تم اعتقال رجل للاشتباه في ارتكابه عملا جنائي بعد إلقاء بيضة على سيارة للشرطة لدى وصول موكب الأمير محمد إلى مقر رئيسة الوزراء.

كان أول ارتباط رسمي لولي العهد يوم الأربعاء زيارة قصر بكنجهام لمقابلة الملكة إليزابيث، وهو تكريم نادر يقتصر على رؤساء الدول.

والتقى الوفد السعودي بعد ذلك برئيسة الوزراء ووزراء كبار في مقر الحكومة لتدشين ”مجلس الشراكة الاستراتيجية“ البريطاني السعودي، وهو مبادرة لتشجيع الإصلاحات الاقتصادية في السعودية وتعزيز التعاون بشأن قضايا مثل التعليم والثقافة وكذلك الدفاع والأمن.

أدراج أرامكو في بورصة لندن

وتتنافس بريطانيا لإدراج شركة النفط السعودية الحكومية أرامكو في بورصتها، لكن من غير المتوقع صدور قرار في هذا الصدد الأسبوع الحالي.

وقال أليستير بيرت وزير الدولة بوزارة الخارجية أمام البرلمان ”نود أن يتم طرح أسهم أرامكو في المملكة المتحدة وسنواصل تقديم حي المال على أنه أفضل مكان لذلك“.

وفي وقت لاحق هذا الشهر يزور الأمير محمد الولايات المتحدة، التي تريد أيضا الظفر بذلك الإدراج المربح، بيد أن مصادر قالت إن كلتا الدولتين ربما لا تفوزان به.

وعبر مسؤولون بريطانيون في تصريحات خاصة عن سعادتهم باختيار الأمير محمد (32 عاما) بريطانيا لتكون أول دولة غربية كبرى يقصدها في جولته الخارجية الأولى منذ تقلده ولاية العهد العام الماضي.

وتحرص الحكومة البريطانية على إقامة علاقات تجارية واستثمارية متبادلة، وتتطلع إلى سوق آخذة في الاتساع في السعودية لصادرات قطاع الخدمات واجتذاب الأموال السعودية لتمويل مشروعات داخلية.

ويرغب الأمير محمد في إظهار أن الإصلاحات جعلت بلاده مكانا أفضل للاستثمار ومجتمعا أكثر تسامحا.

ونشرت صور على الانترنت ظهرت فيها مركبات أجرة في لندن عليها صور ترحب بالأمير السعودي وعرضت أيضا لوحات الكترونية رسائل مؤيدة للسعودية.

وأفادت مصادر بريطانية وسعودية بأن ثمة اتفاقات تجارية محتملة مع مجموعة (بي.إيه.إي سيستمز) الدفاعية البريطانية وشركة (إم.بي.دي.إيه) الأوروبية لصناعة السلاح، وقد يتم إبرام اتفاقات أولية بشان استكشاف الغاز وصناعة البتروكيماويات وقطاعات أخرى.

* استقبال ملكي
تشمل الزيارة التي تستغرق ثلاثة أيام مقابلة ملكية ثانية تتمثل في عشاء مع الأمير تشارلز والأمير وليام ولقاء مع مسؤولي الأمن القومي وزيارة لمقر الإقامة الريفي لرئيسة الوزراء.

وقال المتحدث باسم ماي إنها تعتزم استغلال العشاء الخاص يوم الخميس في مقر الإقامة الريفي في تشيكرز، وهو قصر يعود للقرن السادس عشر على بعد 60 كيلومترا شمال غربي لندن، لمناقشة المخاوف بشأن الأزمة الإنسانية في اليمن.

ويقاتل تحالف تقوده السعودية حركة الحوثي في اليمن، مما تسبب فيما وصفتها الأمم المتحدة في يناير كانون الثاني بأسوأ أزمة إنسانية في العالم.

ويحتج المتظاهرون على الحكومة البريطانية لموافقتها على بيع أسلحة للسعودية بقيمة 4.6 مليار جنيه إسترليني منذ عام 2015.

وقالت ماي إن كل مبيعات الأسلحة تخضع لقواعد صارمة وإن مشاركة السعودية في الصراع مدعومة من مجلس الأمن الدولي كما أن حكومة بريطانيا دعمتها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى