الشأن الأجنبي

تعرف علي سر تراجع جول عن الترشح في الإنتخابات التركية

لعل الرئيس التركي السابق، عبدالله جول، لم يكن يتوقع أن يعيش ذلك الموقف مرتين، وأن يتدخل الجيش للمرة الثانية من أجل منعه من الترشح للرئاسة، بعد أن كان قد تعرض سابقا لضغوط من المؤسسة العسكرية، مدفوعة بأفكارها الأتاتوركية وسطوتها على الساحة السياسية.

ففي أبريل عام 2007 عندما أعلن غول، وكان حينها وزيرا للخارجية في حكومة العدالة والتنمية، ترشحه للرئاسة، نشرت المؤسسة العسكرية بيانا على صفحتها على الإنترنت حذرت فيه من “المساس بالأسس العلمانية للجمهورية التي يمثلها الرئيس”.

واعتبر هذا البيان إشارة واضحة لرفض الجيش وتحذيره من ترشح غول القادم من التيار الإسلامي لهذا المنصب، الذي شغله سابقا مصطفى كمال أتاتورك، وهو ما انصاع له الرجل بالفعل حين أعلن سحب ترشحه.

واليوم كشف مقربون من غول أنه تلقى اتصالا هاتفيا من المتحدث باسم القصر الرئاسي إبراهيم كالن ليلة الخميس الماضي، أخبره بأنه سيأتي إلى زيارته مع ضيف مفاجأة، وهبطت طائرة هيلوكبتر في حديقة قصر الرئيس السابق في إسطنبول، ليفاجئ بقائد أركان الجيش الجنرال خلوصي أكار يترجل منها برفقة كالن.

المقربون من غول، قالوا إن قائد الاركان، هو صديق دراسة للرئيس السابق، وجاءه ناصحا من باب الصداقة بعدم الترشح للانتخابات ضد حليفه السابق، الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان.

وأكد المقربون أن غول “اقتنع” بعد تلك الزيارة وخرج يوم السبت ليعلن عدم ترشحه للرئاسة، لنشهد مفارقة جديدة من مفارقات أردوغان الذي كان يرفض أي دور لأي مسؤول عسكري في الشأن السياسي.

بيد أنه لجأ اليوم إلى قائد أركان الجيش من أجل الضغط على غول لمنعه من الترشح، وقد اعتبر حزب الشعب الجمهوري المعارض ما حصل “انقلابا” عسكريا بتخطيط وتحفيز سياسي، من قبل أردوغان.

ويبدو أن أردوغان ينقلب بشكل سريع على المبادئ التي يعلن اعتناقها وفقا لمصالحه الشخصية، فهو ضد تدخل العسكر حين تكون هذه الخطوة لا تتوافق مع مشاريعه، ولايمانع في استخدام الجيش عند تغير المشهد، لتحقيق أجندته الخاصة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى