تقارير وتحليلاتمنتدى الفكر الاستراتيجي

جريمة أوباما في الشرق الأوسط .. تغاضى عن أنشطة حزب الله الإرهابية ليرضي إيران

 

ارتكب الرئيس الأمريكي باراك أوباما، خطأ كبير عندما قرر التغاضي عن أنشطة حزب الله اللبناني الإرهابية وتجارة المخدرات من أجل إرضاء إيران وإقناعها بالتوقيع على اتفاق نووي مع القوى الدولية.

وكان أوباما يأمل في تحقيق أي مكسب سياسي قبل رحيله عن البيت الأبيض العام الماضي، بعد الفشل الذريع الذي طارده طوال فترة حكمه ولم يحقق أي نجاح يذكر في الشرق الأوسط والعالم، سواء في محاربة تنظيم داعش الإرهابي أو اقناع إسرائيل بالسلام مع الفلسطينيين أو حتى في مواجهة كوريا الشمالية وروسيا.

وبحسب تقرير لمجلة “بولتيكو” الأمريكية فإن الرئيس الأمريكي السابق، كان يحلم بترك أرث له يخلد في تاريخ السياسة الأمريكية، جعله يخطو بعض الخطوات الغير محسوبة جيدا التي ترتب عليها العديد من الأمور التي اعاقت سياسة الولايات المتحدة وكان من بينها تغاضي عن أنشطة حزب الله مقابل تحقيق الاتفاق النووي مع إيران.

أوباما تجاهل تحذيرات الأجهزة الأمنية الأمريكية

وأشارت المجلة الأمريكية إلى تعمد إدارة أوباما غض النظر وتجاهل التحذيرات السرية من إدارة مكافحة المخدرات الأمريكية لأنشطة حزب الله التي من بينها عمليات تهريب وغسل أموال وتهريب الكوكاكيين إلي الولايات المتحدة، وكان ذلك في مقابل إبرام أوباما الاتفاق النووي مع إيران.

وبحسب المجلة أن مكتب التحقيقات لإدراة مكافحة المخدرات الأمريكية أطلق مشروع “كاساندرا” في عام 2008 لمراقبة ممارسات حزب الله الغير شرعية في مجال الأسلحة والاتجار بالمخدرات، التي شملت توجيه الكوكايين إلى الولايات المتحدة، إلا أن إدارة أوباما وضعت العديد من العقبات تسببت في تضخيم قوة المليشيات عالميا من الناحية المالية والعسكرية بتجاهلها الأنشطة الإجرامية التي منحت حزب الله مليار دولار سنوياً.

ونقلت المجلة عن ديفيد آشر، المحلل في وزارة الدفاع الأمريكية المتخصصة في التمويل غير المشروع الذي ساعد في إنشاء وإدارة مشروع كاساندرا، قوله “أن قرار إبعاد ممارسات حزب الله عن الضوء جاء بإيعاز سياسي، وقاموا بتدمير جميع الجهود المبذولة من قبل فريق مدعوم بكل الموارد المطلوبة، وسرى القرار من الأعلى إلى الأسفل”.

أوباما أعاق اعتقال قادة المنظمة الإرهابية

وأضاف آشر أن مسؤولي أوباما عرقلوا جهود اعتقال كبار عناصر حزب الله، بمن فيهم أحد موردي الكوكايين، ومن داعمي نظام السوري للرئيس السوري بشار الأسد حيث أمدة بالمال والأسلحة التقليدية والأسلحة الكيماوية وكان يطلق عليه اسم الشبح.

وأوضحت المجلة أنه عندما سعى قادة مشروع كاساندرا، الذين كانوا يعملون من قسم مكافحة المخدرات في ولاية فرجينيا، للحصول على موافقات لإجراء بعض التحقيقات والملاحقات القضائية والاعتقالات وإقرار عقوبات مالية، عرقل مسؤولون في وزارة العدل والمال تلك القرارات إما بالتأخير أو بالتعديل أو برفض تلك الطلبات.

وقال مسؤولون سابقون في إدارة أوباما “لقد سعينا إلي تحسين العلاقات مع إيران كجزء من استراتيجية واسعة لمنع طهران من الحصول علي الترسانة النووية، و وتحرير الأمريكيين الأربعة المسجونين في طهران، من دون فك ارتباط مشروع ملاحقة حزب الله، ولم يحاولوا تعطيل مشروع كاساندرا بسبب أي دوافع سياسية”.

ويقول مسؤول أمني سابق في الأمن القومي في عهد أوباما “العالم مليء بالتعقيدات أكثر مما ننظر إليه من خلال زاوية واحدة للاتجار بالمخدرات، والنهج المعقد كان سيجعل اشراك وكالة المخابرات المركزية ووكالات اخري في العملية من بينهم وزارة الخارجية ووزارة الخزانة ووزارة الدفاع”.

وأوضح آشر أنه مع اقتراب موعد التوقيع علي الاتفاق النووي الإيراني كان يظهر تشدداً أكثر لرفض اتخاذ أي اجراءات ضد حزب الله، وبعد الإعلان عن نجاح الاتفاقية في يناير 2016، تم تفكيك مشروع “كاساندرا” .

مساعدو أوباما رفضوا سياسته تجاه إيران

وأشارت المجلة إلي اعتراف مسؤولة سابقة في إدارة أوباما بوزارة الخزانة، كاثرين باور، والتي قدمت شهادة مكتوبة في فبراير الماضي إلي لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، بإن إدارة أوباما عرقلت التحقيقات المتعلقة بحزب الله خوفا من الاصطدام مع إيران وتعرض الاتفاق النووي للخطر.

وبعد تنفيذ الاتفاق النووي رسميا في يناير 2016، قال مسؤولون في مشروع كاساندرا، مثل جون كيلي، وهو وكيل إشرافي مخضرم في الوكالة، “إنهم نقلوا إلى مهام أخرى”.

وأضافت المجلة أن نتيجة ذلك لم تعد الحكومة الأمريكية علي علم بإنشطة حزب الله ليس فقط لعمليات تهريب المخدرات التي يقوم بها وانما أيضا لجوانب أخري من عمليات إجرامية واسعة في جميع انحاء العالم.

والجدير بالذكر أن الحرس الثوري الإيراني أسس حزب الله لمحاربة القوات الإسرائيلية بعد اجتياحها لبنان لمحاربة الاحتلال الإسرائيلي إلا أن حزب الله تحول بعيدا عن هدف انشائه وأصبح إداة لإيران لتحقيق طموحاتها في المنطقة وبات عبئا سياسيا وعسكريا علي لبنان ومصدر قلق للدول المجاورة بعد تدخل مليشياته في سوريا والعراق وقيامه بعمليات تدريب للمتمردين الحوثيين في اليمن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى