تقارير وتحليلات

خسائر ترامب: مزيد من الحروب الاقتصادية والعسكرية

 

يتضح أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قرر الخروج عن كل المحددات والأطر التي يمكن أن يتحرك في مجالها بصفته رئيساً للولايات المتحدة، حيث أن سياسته الحالية للهروب من معاناته في داخل الولايات المتحدة قد تقود العالم إلى ماهو أسوأ وما يدلل على ذلك هي قرارات الإستعداء التي يتخذها ضد أي دولة لا تروق له سياستها تجاه الملفات المشتركة عالمياً، فتارة يصدر قرارات سياسية وتارة يكتب مهاجماً على تويتر وتارة يقوم بتغييرات في المناصب المحيطة به وتارة بتكتيكات اقتصادية تجارية باتت الشغل الشاغل للعالم كله وتستدعي التفكير ملياً.
يبدو أن ترامب يذهب نحو التصعيد سياسياً و اقتصادياً مع جميع الدول الحلفاء وغير الحلفاء فرفع الرسوم مع كل من أوربا والصين، ما أدى لتخبط كبير في البورصات العالمية، وخاصة بورصة نيويورك بالمقابل حذرت الصين أنها مستعد لدخول حرب تجارية، رداً على عقوبات ترامب، و يحاول ترامب أن يربح بعض المكاسب من أجل إظهارها للرأي العام الأمريكي بعد اهتزاز صورته إثر سلسلة من الفضائح ولكنه يقامر باقتصاد أمريكا ويجرها نحو الحرب.

ترامب مع أنه يعلم أن مثل هذه الإجراءات تؤذي بلاده قبل غيرها ولو أنه حقق مكاسب سياسية أو اقتصادية لفترة زمنية محددة يذهب نحو التصعيد، طبعاً التساؤلات التي تبحث لنفسها عن أجوبة كثيرة نحاول الإجابة في حلقة اليوم عن بعضها وأهمها:

مالذي يفعله هذا الرجل؟

وما هي أهدافه من كل ما يقوم به؟

ماهي خلفية تعيين الرئيس دونالد ترامب لجون بولتون كمستشار للأمن القومي الأمريكي؟

هل تستعد أمريكا لخوض غمار الحرب في الشرق؟

كيف ستكون ردة فعل الحكومة الصينية فعلياً وخارج التصريحات الدبلوماسية الحالية؟

في حال وقوع حرب تجارية بين أمريكا و الصين هل ممكن أن تتحول إلى حرب عسكرية بين البلدين؟

ترامب يعلن الحرب التجارية على العالم فهل يقود ترامب اقتصاد العالم بشكل عام والولايات المتحدة بشكل خاص إلى الانهيار؟
حول خلفية تعيين الرئيس دونالد ترامب لجون بولتن كمستشار للأمن القومي الأمريكي واستعدادها لخوض غمار الحرب في الشرق يقول الصحفي السوري الأمريكي المختص بالشؤون الامريكية ستيفن صهيوني:
“تعيين جون بولتن كمستشار للأمن القومي يعني أمراً من إثنين، إما ترامب يستعد للحرب، أو أنه يريد التصعيد فقط لأنه من المعروف أن الولايات المتحدة الأمريكية تدخل الحروب عندما تكون في مأزق اقتصادي كما الحال اليوم فهي فعلاً في مأزق اقتصادي، وإختيار ترامب لبولتن الذي يعد من صقور حرب العراق والمخططين لها قد يؤكد أن واشنطن تستعد لفعل حماقه ما”

أما بخصوص ردود الفعل الصينية المحتملة على إجراءات ترامب يقول صهيوني:

“الصين حذرت الولايات المتحدة الأمريكية من أنها لا تريد خوض حرب تجارية مع واشنطن ولكنها جاهزة حتى النهاية لخوض هذه الحرب، فقد اتخذت الحكومة الصينية مؤخراً عدة إجراءات ضد واشنطن وعقوبات بقيمة ٣ مليارات دولار بالإضافة يمكن للصين أن تأمم الشركات والمعامل الأمريكية في الصين، وأيضا يمكن لبكين عدم شراء سندات الخزينة الأمريكية ما ينعكس بشكل سلبي جداً على الولايات المتحدة”.
وعن إمكانية وقوع حرب تجارية بين أمريكا والصين وتطورها إلى حرب عسكرية بين البلدين يرى صهيوني أن “حرباً عسكرية بين البلدين لن تحصل لأنها تعني حرب عالمية ثالثة ولا مصلحةلأي من الطرفين الدخول في حرب كهذه، ما يحصل فقط هو تصعيد وضغوط من ترامب على الصين، وبرأيي ترامب سيخسر هذه المعركة لأن الصين حوت اقتصادي بإمكانها أن تبتلع أمريكا”.
وأردف صهيوني:

“ترامب رجل متهور ولكنه ليس غبي ويعمل على تصعيد سياسي واقتصادي مع أغلب الدول من أجل تحقيق بعض المكاسب الاقتصادية هنا وهناك، ولكنه يجر أمريكا اقتصاديا نحو الانهيار”.

وأضاف صهيوني: “الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها في الغرب كبريطانيا وفرنسا وفي المنطقة كدول الخليج تلقوا خسارة كبيرة في سوريا والنجاح الروسي في مكافحة الإرهاب في سوريا وضع الولايات المتحدة في موقف محرج وفي مأزق كبير، لذا يريد الأمريكي ومن معه من دول الغرب أن يضغط أيضاً على روسيا وعلى الاقتصاد الروسي والحكومة الروسية من خلال ملف ضابط المخابرات الروسي السابق سكريبال، وأنا برأي هذا الملف مفتعل من قبل المخابرات البريطانية والأمريكية للضغط على روسيا وللضغط على المحور الشرقي بشكل كامل، فالأمور مترابطة سواء كان الضغط على روسيا أو الصين، وحتى الضغط على سوريا من خلال افتعال قصص الهجوم بالسلاح الكيميائي وهذه المسرحيات، فكلهم مترابطون مع بعضهم، وهم تلقوا خسارة كبيرة في الشرق الأوسط إن كان في سوريا وحتى في اليمن وعلى الصعيد الاقتصادي أيضاً “.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى