عالمنا الآن

“دانون” تحصي خسائرها ومسؤولون يدافعون عنها.. بن كيران يُغضب المقاطعين، ويتهمونه بالدفاع عن “مصالح فرنسا”

ما تزال تداعيات حملة المقاطعة التي يخوضها المغاربة ضد بعض المنتجات تلقي بظلالها على الشركات المعنية، وفي مقدمتها شركة “دانون” التي قاطع المغاربة منتجاتها من الحليب ومشتقاته، وهو ما جعلها تتكبد خسائر مهمة.

وفي بيان أصدرته الإثنين 4 يونيو/حزيران 2018، توقعت شركة “دانون” بالمغرب تراجع رقم تعاملاتها في النصف الأول من 2018 بنسبة 20 في المائة؛ وذلك بسبب حملة مقاطعة منتجاتها منذ 20 نيسان/أبريل 2018.

وإضافة الى “دانون”، تستهدف حملة المقاطعة التي انطلقت على موقع “فيسبوك” من دون أن يتبناها أحد، شركتي “إفريقيا” لمحطات توزيع الوقود و”سيدي علي” للمياه المعدنية. والهدف هو الضغط على هذه الشركات المستحوذة على أكبر حصة من السوق في قطاعاتها، لخفض الأسعار.

لكن محللين ومراقبين يعتبرون إن هذه الحملة “رسالة رمزية تتجاوز المطالب الشعبية حول خفض الأسعار، لترفض هيمنة أقطاب سياسيين على الحقلين السياسي والاقتصادي”.

تسريح عمال وخفض التزود بحليب الفلاحين

وأشارت “دانون”، في بيان، إلى خفض تزودها من الحليب المجمع لدى نحو 120 ألف فلاح بنسبة 30 في المائة، وتسريح عمال تربطها بهم عقود عمل موقتة قصيرة الأمد؛ وذلك بسبب “الأثر الواضح للمقاطعة”.

وكانت الشركة قد أعلنت قبل 3 أسابيع عروضاً تفضيلية في بعض منتجاتها من مشتقات الحليب لمناسبة حلول شهر رمضان، ودعت إلى “المصالحة”، مؤكدة أن هامش الربح الذي تحققه “لا يتجاوز 20 سنتيماً للتر الواحد من الحليب”.

ولم تعلن الشركتان المالكتان لعلامتي “إفريقيا” و”سيدي علي” أي أرقام بخصوص تداعيات المقاطعة.

وقال وزير الشؤون العامة والحكامة لحسن الدوادي، في لقاء تلفزيوني السبت 2 يونيو/حزيران 2018، إن هاتين الشركتين لم تتأثرا “بشكل كبير” بتداعيات المقاطعة بخلاف “دانون”، مجدداً دعوة المواطنين إلى وقف مقاطعة الحليب بالنظر إلى الأضرار التي يتسبب فيها للفلاحين من منتجيه.

 

بن كيران يخرج بتصريح مثير ويقول: “اللي غلب يعف”

رئيس الحكومة المغربية السابق عبد الإله بن كيران، الذي أعفاه الملك محمد السادس بعد فشله في تشكيل الحكومة عقب الانتخابات التشريعية 2016، خرج بتصريح مثير حول المقاطعة، التي قال: “إنها تسيء إلى الفلاحين ولصورة المغرب في الخارج”.

ووجّه بن كيران رسالة إلى المقاطعين، من خلال لقاء مصور مع أحد المواقع الإخبارية المغربية، قال فيها: “اللي غلب يعف”، (اللي فاز يجب أن يعفو)، راجياً المغاربة التوقف عن فكرة المقاطعة. وأوضح رئيس الحكومة السابق أن “لا شيء يبرر مقاطعة منتجات الحليب.. فالمغاربة كيضرو راسهم براسهم”.

وفي الوقت الذي دعا فيه إلى العدول عن مقاطعة الحليب وشركة “دانون”، لم يدافع بن كيران عن مقاطعة المغاربة محطات الوقود “إفريقيا”، وقال إن “أخنوش قاد بشغلو”، أما عن مقاطعة شركة المياه المعدنية “سيدي علي”، فأوضح بن كيران أنه لا يقتني “سيدي علي”؛ بل يكتفي بشرب ماء الصنبور.

وخلفت تصريحات رئيس الحكومة السابق موجة من الانتقادات في مواقع التواصل الاجتماعي؛ إذ اعتبر البعض أن المسؤول الحكومي السابق، الذي يحظى بـ”احترام الكثير من المغاربة”، أخلف الموعد بوقوفه في وجه المقاطعة، ودفاعه عن الشركة الفرنسية.

 

 

تصريحات المسؤولين الحكوميين تزيد من تأزيم الوضع

وذهب مجموعة من رواد مواقع التواصل الاجتماعي المغاربة إلى أن إصرار بعض الوزراء في الحكومة الحالية على الدفاع عن الشركات التي يقاطعها المغاربة، “هو شكل من أشكال صب الزيت على النار”، ومن شأنه أن يطور الأمر ليصبح شكلاً احتجاجياً ثورياً.

كما عاب آخرون على رئيس الحكومة السابق دفاعه فقط عن شركة “دانون” الفرنسية، في مقابل تأكيده أن “غريمه السياسي”، عزيز أخنوش، قادر على تدبير أموره.

ويصر المغاربة على مواصلة مقاطعة المنتوجات الثلاثة “دانون” و”إفريقيا” و”سيدي علي” إلى أن تقوم بتخفيض أثمنة منتوجاتها بما يتوافق والقدرة الشرائية للمواطنين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى